توقعات حركة مخزون سوق النفط في الربع الثالث
أنهت أسعار النفط الأسبوع الماضي على ارتفاع آخر، لتواصل خطها الصعودي الأخير لشهر كامل. بالفعل، وصلت أسعار النفط الآن إلى أعلى مستوى لها منذ أبريل، حيث أضاف خام برنت نحو 9 % خلال الأسابيع الأربعة الماضية وارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 10 دولارات للبرميل خلال هذه الفترة.
حتى الآن تم دعم ارتفاع الأسعار بشكل أساسي من خلال مؤشرات التنقل القوية، علامات تشدد السوق في الربع الثالث وبالتالي سحب كبير جدا للمخزون، وتفاقم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.
في هذا الجانب، قال بنك جولدمان ساكس: "إن النمو الصحي في إنفاق المستهلكين والطلب القوي في الصيف سيدفعان سوق النفط إلى تسجيل عجز قدره 1.3 مليون برميل يوميا في الربع الثالث، وسيرفعان أسعار خام برنت إلى مستوى 86 دولارا للبرميل".
وفي مزيد من الأخبار الداعمة، وردت تقارير تفيد بأن شركتي لوك أويل وروزنفت ستخفضان بشكل حاد صادرات النفط الخام هذا الشهر بعد انتهاء موسم صيانة المصافي. ويسهم انخفاض صادرات النفط الخام من أوبك وروسيا وتزايد معدل تشغيل مصافي التكرير في ذروة الصيف، في تشدد السوق أكثر من المتوقع وتتفاعل الأسعار وفقا لذلك.
على الرغم من أن سوق النفط كانت تعاني من فائض في المعروض في الربع الثاني، فإن أوبك وعديدا من المحللين يتوقعون حدوث عجز كبير في الربع الثالث، ما سيؤدي إلى انخفاض المخزونات بشكل حاد. تجدر الإشارة هنا، إلى أن السوق توقعت انخفاضا سريعا في المخزونات منذ أواخر العام الماضي، لكن تم تأجيل ذلك مرارا وتكرارا عندما لم يتعافى الاستهلاك لمستوى التوقعات.
من جهة أخرى، ارتفعت أخيرا العقود الآجلة لخام برنت لشهر أقرب استحقاق إلى نحو 87 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أواخر أبريل. وارتفعت أسعار العقود الآجلة القريبة بوتيرة أسرع بكثير من أسعار التسليم في وقت لاحق، حيث ارتفع الفارق لخام برنت لـ6 أشهر إلى تراجع بأكثر من 4 دولارات للبرميل في يونيو، ارتفاعا من دولارين للبرميل قبل شهر.
وعادة ما يصاحب مثل هذا التراجع الحاد (Backwardation) في منحنى العقود الآجلة -التي تكون خلالها أسعار العقود الأقرب أجلا أعلى من الآجال الطويلة- نقصا في إمدادات النفط واستنزافا حادا للمخزونات.
لكن، بدلا من ذلك، ظلت مخزونات النفط الخام تتراكم بدلا من أن تستنزف خلال الشهرين الماضيين، وهو ما يتعارض مع الاتجاه الموسمي، ما يشير إلى أن السوق كانت بالفعل تعاني من فائض في المعروض بدلا من نقص. ففي الولايات المتحدة، زادت مخزونات الخام التجارية بمقدار 7 ملايين برميل على مدى الأسابيع التسعة المنتهية في 21 يونيو، مقارنة بمتوسط استنزاف قدره 10 ملايين برميل خلال الفترة نفسها في السنوات العشر السابقة.
بالمقابل، استند عديد من المتنبئين في توقعاتهم بشأن استنزاف كبير للمخزونات إلى موسم قيادة صيفي قوي يؤدي إلى زيادة استهلاك البنزين في الولايات المتحدة.
بالفعل، تظهر بيانات إدارة معلومات الطاقة الأخيرة انخفاضا أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام والبنزين الأمريكية -وهي إشارة إيجابية على اتجاهات الطلب في أكبر مستهلك للنفط في العالم. وانخفضت مخزونات النفط بمقدار 12.2 مليون برميل إلى 448.5 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، مقابل توقعات المحللين بانخفاض قدره 1.1 مليون برميل، بينما انخفضت مخزونات بنزين السيارات بمقدار 2.2 مليون برميل.
في الواقع، يبدو أن الأسواق قد سعرت الأسعار الفورية وفروقات الأسعار (spreads) على أساس سحب كبير جدا في المخزون على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة. وإذا ثبت أن السحب أقل من المتوقع، فسيتم تهيئة الظروف لتصحيح في الأسعار الفورية والفروقات في أواخر أغسطس أو سبتمبر.