تجار سعوديون يستوردون زيوتا عطرية بأكثر من 100 مليون ريال منذ بداية العام

تجار سعوديون يستوردون زيوتا عطرية بأكثر من 100 مليون ريال منذ بداية العام
إجمالي واردات السعودية من الزيوت العطرية في 2023 بلغ 329 مليون ريال.
تجار سعوديون يستوردون زيوتا عطرية بأكثر من 100 مليون ريال منذ بداية العام
تجار سعوديون يستوردون زيوتا عطرية بأكثر من 100 مليون ريال منذ بداية العام
د. نوف بن ربيعان

اتخذت الهيئة السعودية للملكية الفكرية عددا من الإجراءات التنظيمية لحماية حقوق المستثمرين في صناعة العطور، التي من ضمنها تركيب الزيوت العطرية وذلك بهدف تنظيم النشاط في السوق.

وأصدرت الهيئة مجموعة إرشادات لتنوير صُناع العطور لحماية براءة اختراعاتهم وعلاماتهم وأسرارهم التجارية في المجال، في ظل الإقبال المتزايد من المستثمرين على مجال صناعة الزيوت العطرية.

وبحسب ما ذكره مستثمرون ومختصون في مجال صناعة الزيوت العطرية لـ"الاقتصادية" أصبحت السعودية مركزا عالميا لتصنيع وتجارة الزيوت العطرية.

الرياض الأعلى

بات واضحاً الإقبال المتزايد على صناعة الزيوت العطرية، وبحسب ما أوضحته وزارة التجارة لـ" الاقتصادية "، بلغ إجمالي السجلات التجارية القائمة لنشاط صناعة المستخلصات العطرية ومنتجاتها تشمل (الماء المقطر والمخاليط العطرية) 423 سجل تجاري حتى نهاية النصف الأول من العام 2024.

وتصدرت الرياض قائمة أعلى المناطق في السجلات التجارية القائمة للنشاط بمجموع 198 سجلا، منطقة مكة المكرمة 109 سجلات، تجارية، و75 سجلا في المنطقة الشرقية.

هذا الإقبال من قبل المستثمرين على الصناعة يتزامن استيراد السعودية كميات كبيرة من الزيوت العطرية، إذ تجاوزت قيمة وارداتها من الزيوت العطرية المواد التي تدخل في الصناعة خلال الفترة من يناير حتى مايو من العام الجاري أكثر من 116.4 مليون ريال تمثل قيمة نحو 1.7 مليون كيلو جرام، وفقا لما ذكرته الهيئة العامة للإحصاء لـ"الاقتصادية".

استيراد 4.5 مليون كيلوجرام

أشارت الهيئة إلى أن إجمالي واردات السعودية من الزيوت العطرية في 2023 بلغ أكثر من 329 مليون ريال تمثل قيمة 4.5 مليون كيلوجرام من الزيوت العطرية ومواد أخرى تدخل في الصناعة.

باتت السعودية مركزا لتجارة الزيوت العطرية، ما دفع المستثمرين في المجال لاستهداف أسواق خارجية، حيث بلغ أجمالي صادراتها من الزيوت العطرية خلال الفترة من يناير حتى مايو من العام الجاري ما يقارب 9.2 مليون ريال تمثل قيمة نحو 206 ألف كيلوجرام، في حين بلغ إجمالي الصادرات للعام الماضي نحو 15 مليون ريال تمثل قيمة 587.7 ألف كيلوجرام.

التلاعب في المكونات

هنا يشير مسعود الحيدر -يمتلك مصنع لصناعة الزيوت العطرية في الجبيل الصناعية- إلى أن صناعة الزيوت العطرية تعد من الاستثمارات التي تحقق عوائد مالية مجزية في حال تم إدارة الاستثمار بصورة احترافية تراعي جميع المتطلبات التنظيمية للصناعة، من حيث الالتزام بالضوابط التي حددتها هيئة الغذاء والدواء للحفاظ على جودة المنتج وطرق تحزينه في درجة حرارة محددة.

الحيدر نوّه بوجود تجاوزات من بعض المصنعين والتجار بخصوص خلط الزيوت العطرية بالمذيبات بصورة مبالغ فيها تؤدي إلى انخفاض تركيز الزيت العطري، كما أن هناك عمليات تلاعب في مكونات الصناعة تتم في أماكن أخرى خارج المصانع المرخصة لها، يتم بيعها بأسعار زهيدة للغاية تضر بمصالح المستثمرين الذين يعملون بطرق نظامية وملتزمون بضوابط ومعايير صناعة الزيت العطري ذو جودة عالية تميز بها المنتج السعودي.

وقال الحيدر: لا يوجد تقليد بالشكل المتعارف عليه في هذه الصناعة وإنما هناك عمليات مستوحاة بقوم بها عطارون لنسخ عطور مشهورة عالميا.

وأشار إلى أن العقوبات التي تفرض على أصحاب المصانع عادة ما تقع ضمن نطاق الغش التجاري مثل خلط الزيوت العطرية بمذيبات ومخالفة سوء التخزين للزيوت العطرية، وعدم الالتزام بأسس التصنيع المعتمدة من الهيئة الغذاء. وأوضح أن العقوبات قد تشمل فرض غرامات مالية، وقف نشاط المصنع والتشهير بالمخالفين.

أسعار متفاوتة

كشفت جولة "الاقتصادية" على محال لبيع الزيوت العطرية في الدمام عن تفاوت في أسعار البيع للمستهلك تراوح بين 60 إلى 80 ريال للعبوة زنة 50 مل ، ما بين 150- 200 ريال للعبوة زنة 100 مل، في حين هناك محال تجارية أخرى تسويق لزيوت عطرية بكميات متعددة لعبوات متعددة الأحجام والاوزان تبدأ من سعة اللتر الواحد وحتى سعة 25 لتر تباع بأسعار مختلفة قد تصل إلى 15 الف ريال.

في المقابل، أوضح عبدالعال أحمد مسؤول مبيعات في أحدى المؤسسات المتخصصة في صناعة الزيوت العطرية في المنطقة الشرقية، إن الشهرة التي حققتها علامات تجارية سعودية في مجال صناعة الزيوت العطرية أغرت كثير من صغار المستثمرين السعوديين للدخول في المجال وروجوا لمنتجاتهم من الزيوت العطرية في السوق وبدأت منتجاتهم تأخذ حصتها من السوق.

توسع الصناعة

يرى عبدالرحمن سالم، يدير مؤسسة لبيع العطور من بينها الزيوت العطرية، أن هناك عدة عوامل في توسع صناعة الزيوت العطرية في السعودية من بينها دعم وتحفيز الشباب في الدخول في مشاريع تجارية تحقق لهم عوائد مالية مجزية، وتوفر المواد الخام المحلية التي تدخل في الصناعة وفق جودة عالية، إضافة إلى القوة الشرائية المتزايدة في السوق والتوسع في استخدام التطبيقات والتجارة الإلكترونية.

تهيج الأكزيما

قالت الدكتورة نوف بن ربيعان استشارية أمراض جلدية وتجميل أن الزيوت العطرية أن التحسسية الجلدية من بين الأعراض التي تظهر على المستخدم، والتي قد يستغرق ظهورها عدة أسابيع، أو التحسسية التلامسية السامة وتظهر بعد استخدام العطر مباشرة بفترة قصيرة، إضافة إلى تهيج للأكزيما خصوصا في اليدين والعينين والرقبة عند الأشخاص الذين لديهم قابلية للتحسس وأمراض الربو.

أضافت أنه بعد تعافي المريض من التحسس وعلاجه في حال شفاءه تماما لابد من إجراء يسمى باختبار الحساسية لمعرفة ما هي المواد التي تسببت في التحسس، ذلك لتجنبها في أي منتج عطري يستخدمه مستقبلا، لأنه الاستخدام المتكرر للمواد في حال وجود تحسس منها يكون الطفح أكثر شدة وقد يكون شديد لدرجة إنه يستدعي دخول الشخص المستشفى للعلاج.

نوف بن ربيعان أشارت إلى أنه لا بد من معرفة ما هي الفروقات بين العطور المقلدة والعطور الأصلية العطور، إذ أن العطور المقلدة أولا تكون الرائحة مستخلصة من مواد مصنعة في المختبر بدل من استخلاصها من مصادرها الأصلية مثل الفواكه.

بدورها، أشارت الدكتورة اعتزاز المعتصم اختصاصية جلدية وتجميل، إلى الآونة الاخيرة شهدت استعمال كثير من الزيوت العطرية المستوحاة من علامات تجارية مشهورة لأسباب قد تكون اقتصادية أو اجتماعية.

أوضحت أنه قدر يترتب على ذلك آثار سلبية على صحة المستهلك في حال لم يتم تصنيع وترطيب هذه العطور وفق نسب محددة ما يترك آثار سالبة في الجلد الجهار التنفسي الأغشية المخاطية وأحداث أضرار في الدورة الدموية.

وتحتاج صناعة الزيوت العطرية إلى رقابة صحية تراعي الالتزام بمعايير التركيز المتعلقة بالمواد السامة المتعارف عليها دوليا، بحسب الدكتورة اعتزاز المعتصم.

الأكثر قراءة