السيارات الفاخرة .. أكبر الخاسرين في حرب ترمب التجارية
كانت سيارة بي إم دبليو الفئة الثالثة تتصدر قائمة السيارات الفاخرة الأكثر مبيعا في العالم. أما اليوم فقد أصبحت سيارة السيدان الرياضية هذه ضمن قائمة ضحايا الرسوم الجمركية.
أصبح اثنا عشر طرازا أجنبيا، بما في ذلك سيارة بي إم دبليو 3 الرياضية ذات التكلفة المعقولة نسبيا، محاصرا في حرب التجارية التي شنها الرئيس ترمب، بحسب "وول ستريت جورنال".
ويرجع ذلك إلى أن سيارات السيدان الألمانية المصنعة في مصنع مكسيكي لا تستوفي قواعد اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، والتي منحت عديدا من شركات صناعة السيارات إعفاء مؤقتا من الرسوم الجمركية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ بداية هذا الشهر.
حتى وقت قريب، كانت سيارة بي إم دبليو الفئة الثالثة تخضع لرسوم جمركية بنسبة 2.5% فقط عند استيرادها إلى الولايات المتحدة. أبلغت بي إم دبليو وكلاءها أن السيارة، التي يبلغ سعرها نحو 47 ألف دولار أمريكي، تخضع الآن لرسوم جمركية قدرها 27.5%، ما قد يزيد أكثر من 10آلاف دولار أمريكي إلى سعرها.
في الوقت الحالي، لن تُحمّل بي إم دبليو العملاء التكلفة الإضافية. وستتحمل شركة صناعة السيارات الرسوم الجمركية الإضافية البالغة 25% بالكامل حتى الأول من مايو، وفقا لما أبلغ به قسم بي إم دبليو في أمريكا الشمالية الوكلاء.
مصنع بمليار دولار
استُخدمت نسخة رياضية من الفئة الثالثة في مشهد مطاردة في فيلم "مهمة مستحيلة". حظي هذا الطراز بشعبية كبيرة لدرجة أنه مثّل أكثر من 40% من إجمالي مبيعات بي إم دبليو قبل أن تكتسب سيارات الدفع الرباعي شعبية أكبر أمام سيارات السيدان في الأعوام الأخيرة.
في 2019، افتتحت بي إم دبليو مصنعها المكسيكي الجديد، حيث يتم فيه تجميع الفئة الثالثة، وأنفقت أكثر من مليار دولار على المصنع. بعد عام، دخلت اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا التي تفاوض عليها ترمب حيز التنفيذ، والتي تشترط أن تأتي نسبة معينة من أجزاء السيارة من أمريكا الشمالية، من بين قواعد أخرى.
تمتلك الشركة مصنع تجميع في سبارتانبرج في كارولاينا الجنوبية، حيث تُنتج سيارات الدفع الرباعي، ولكن من المحتمل ألا يكون لديها مساحة كافية لنقل إنتاج الفئة الثالثة إلى هناك، وفقا لستيفن ريتمان، محلل في شركة بيرنستين. وأضاف أن استيراد السيارات من أوروبا قد يكون خيارا آخر.
في 2024، استوردت شركة صناعة السيارات ما يقارب من 150 ألف سيارة من الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، بما في ذلك بعض سيارات الفئة الثالثة المصنوعة في ألمانيا. لكن شركة صناعة السيارات تُخاطر بمزيد من الانكشاف على الرسوم الجمركية الإضافية التي هدد ترمب بفرضها على البضائع المرسلة من الاتحاد الأوروبي.
تأثر الأرباح
صرحت بي إم دبليو الأسبوع الماضي أن الرسوم الجمركية الجديدة ستخفض أرباحها نحو مليار دولار هذا العام. كما قالت الشركة إنها قد تحاول تركيز مزيد من أعمال مصانعها في أمريكا الشمالية جزئيا لتلبية متطلبات اتفاقية التجارة الحرة.
ومن بين الضحايا الأوائل للرسوم الجمركية البالغة 25% سيارة أودي كيو 5، والتي تُصنع في مصنع شركة صناعة السيارات الألمانية في المكسيك. وبسعر يبدأ من 40 ألف دولار، يعد الطراز الأكثر مبيعا لدى أودي في السوق الأمريكية، حيث مثّل ما يقارب ثلث إجمالي مبيعات سياراتها في الولايات المتحدة العام الماضي.
وقال متحدث باسم شركة أودي: إن الشركة تُقيّم خطواتها التالية في ظل هذا الوضع المعقد. كما قالت يوم الاثنين الماضي إنها ستُسرّح 7500 موظف على مدى عدة أعوام في محاولة لخفض التكاليف وتحسين الإنتاجية.
معضلة الصين
إلى جانب ضرائب الاستيراد المفروضة على المكسيك وكندا، فُرضت ضريبة بنسبة 20% على الواردات الصينية، والتي طُبّقت على مراحل. حاصرت هذه الضريبة شركات مثل "فولفو". هذه الرسوم، إضافة إلى رسوم بنسبة 100% على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين بموجب إدارة بايدن، دفعت فولفو إلى تعديل إستراتيجياتها، حيث تخطط للاستيراد من بلجيكا لتجنب الرسوم المرتفعة.
من جانب آخر، تعتمد شركات أمريكية مثل فورد وجنرال موتورز على الواردات من الصين لدعم مبيعات سياراتها الفاخرة، مع العلم أن جنرال موتورز صرحت بأن التعريفات الجمركية لم تؤثر بشكل كبير في أعمالها.
قال متحدث باسم جنرال موتورز: إن الرسوم الجمركية على الصين لا تُشكل "أثرا ماليا ملموسا" على أعمالها بشكل عام.