الساعات الذكية تعطل عقارب "الفاخرة" .. واردات السعودية تهوي 68 % خلال عام
ألقت الساعات الذكية بظلال سلبية على سوق الساعات الفاخرة في السعودية، مع اتساع حصتها السوقية وإقبال الشباب عليها في الآونة الأخيرة، بحسب جهات حكومية وتجار مختصين ببيع الساعات الفاخرة استطلعت "الاقتصادية" آراءهم.
وقال التجار إن دخول الساعات الذكية في السوق التي تخدم الجانب الصحي أيضا وأسعارها التنافسية، أثرت في مبيعات سوق الساعات الفاخرة خصوصا من فئة الشباب، رغم وجود فئة تظل موالية للساعات الفاخرة لكنها تعد قليلة.
ويلجأ الوكلاء في السعودية إلى استيراد أشهر ماركات الساعات الرجالية والنسائية الفاخرة من دول عُرفت شركاتها بتصنيع الساعات ذات التصاميم الراقية، مثل رولكس السويسرية، وكارتييه وأوميغا وباتيك فيليب وسيكو وكاسيو، وبريتلينج، وسيتنزن، وهابلوت.
وهذه الماركات حافظت عبر التاريخ على جودة تصنيعها وتصاميمها، ما جعلها أكثر الماركات التي يفضلها كبار الشخصيات ومشاهير السياسة والرياضة وقطاع المال والأعمال ورواد الثقافة والفن وغيرها من فئات المجتمع الأخرى التي تتسابق لاقتناء هذه الماركات.
تراجع الواردات 68 % في عام
بلغ عدد الساعات الفاخرة التي استوردتها السعودية العام الماضي 447 ألف ساعة بقيمة 1.8 مليار ريال، مقارنة بنحو 1.38 مليون ساعة في 2022، بحسب ما ذكرته لـ"الاقتصادية" الهيئة العامة للإحصاء السعودية، (بما يمثل انخفاضا 68 %).
فيما وصلت واردات السعودية من الساعات الفاخرة في الربع الأول من العام الجاري إلى 65.9 ألف ساعة، شكلت الساعات السويسرية 96.1 % منها بما يعادل 60.8 ألف ساعة.
وإلى جانب سويسرا، حجزت 4 دول أخرى لنفسها مراكز متقدمة ضمن قائمة الدول المصدرة وهي: ألمانيا بنحو 55 ساعة، والإمارات بنحو 206 ساعات، وفرنسا بنحو 761 ساعة، وإيطاليا بنحو 635 ساعة.
254 سجلا تجاريا
ذكرت وزارة التجارة السعودية لـ"الاقتصادية"، أن عدد السجلات التجارية لنشاط صناعة وتجميع الساعات (ساعات اليد ذات المعادن الثمينة) بلغ 254 سجلا بنهاية النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب الوزارة، استحوذت الرياض على نصيب الأسد بنحو 126 سجلا، فيما جاءت مكة المكرمة في المرتبة الثانية بنحو 71 سجلا، والمنطقة الشرقية 36 سجلا.
شركات تتجه للساعات الذكية
قال محمد باصرة مدير عام سابق في شركة محمود أبار (وكلاء ساعات كاسيو)، إن دخول الساعات الذكية في السوق السعودية أثر في مبيعات سوق الساعات في السعودية من حيث الطلب، خاصة من فئة الشباب، رغم وجود فئة تظل موالية للساعات الفاخرة لكن تعد قليلة.
باصرة الذي يعد خبيرا في سوق الساعات الفاخرة، أشار أيضا إلى أن التوجه إلى الساعات الذكية حاليا يعد على مستوى العالم وذلك نظرا لتعدد وظائف الساعات الذكية التي تخدم الجانب الصحي مثل عدد خطوات المشي وسرعة دقات القلب والمواقع واتجاه القبلة وعديد من الخدمات التي تميزها عن الساعات التقليدية والفاخرة، إضافة إلى فرق الأسعار بينها وبين الساعات الفاخرة.
وبين أن التطور التكنولوجي في السعودية والتحول الرقمي لجميع أنظمة التعاملات، وجه واردات السوق في السعودية بشكل كبير إلى الساعات الذكية نظرا لكثرة الطلب وحاجة السوق لهذه التقنيات الجديدة.
في المقابل، يرى سليمان العلي مشرف مبيعات بأحد متاجر بيع الساعات الفاخرة في الخبر، أن شركات صناعة الساعات الفاخرة بدأت في تصنيع ساعات تلبي طموح الشباب من الساعات الذكية التي بدأت تستحوذ على اهتمام السعوديين خلال السنوات الماضية إلى جانب الساعات الكلاسيكية المصنعة من المعادن الثمينة التي تعمل بالبطاريات وذاتية التعبئة التي تعمل بالكهرباء والطاقة الشمسية.
وأشار إلى أنه رغم الأسعار العالية للساعات العصرية والذكية التي تؤدي أكثر من وظيفة في آن واحد، إلا أن هناك إقبالا على شرائها، على حد وصفه، موضحا أنه لم يعد الهدف من الشراء ضبط ومعرفة الوقت إنما لإظهار الأناقة في مناسباتهم الاجتماعية والرسمية.
تكاليف صيانة باهظة
أما فيما يتعلق بتكاليف الإصلاح والصيانة، فتبدأ من 5 آلاف ريال، بحسب عبد الله الغامدي مختص صيانة وإصلاح الساعات الفاخرة، لكنه قال إنه نادرا ما تجري صيانة ساعات فاخرة عدة مرات، لقوة التصنيع والتصاميم التي تتميز بها الساعات الفاخرة.
وذكر الغامدي أن فنيي الصيانة عادة ما يخضعون لدورات تدريبهم حول كيفية إصلاح وصيانة الساعات، خاصة الذكية منها، حيث يتطلب ذلك إلمام بجميع الجوانب المتعلقة بالصيانة لكل جزء من الساعة.
وعن أسباب ارتفاع تكلفة الصيانة، قال إنه يتم التعامل مع منتج عالمي يبدأ سعره من 20 ألف ريال، لذا عادة ما تكون تكاليف صيانتها عالية.
وأوضح أنه في بعض الأحيان يتم إرسالها للمُصنع الرئيس للقيام بهذه المهمة، خاصة الساعات العصرية والذكية ذات التقنيات المبتكرة والمتطورة، التي يصعب على كثير من الفنيين العاديين القيام بإصلاحها وصيانتها.