هل يتوق صناع السياسات الأمريكية إلى موت الدولار؟
حتى الآن، يهيمن الدولار الأمريكي على جميع العملات في العالم، على الرغم من القلق المستمر إزاء احتمال زواله.
قال ستيفن بارو، رئيس إستراتيجية مجموعة العشرة في ستاندرد بنك، في مذكرة: "يعد معظم صناع السياسات الحفاظ على قيمة عملاتهم أمرا مهما. وبالنسبة إلى كثيرين، قد يكون هذا هو الاعتبار الأول عندما تكون الأوقات عصيبة.. لكن بالنسبة إلى صناع السياسات الأمريكيين يبدو أن هناك رغبة في الموت عندما يتعلق الأمر بالدولار".
طرح بارو عددا من الإجراءات "المدمرة" للدولار، منها استخدام الدولار كسلاح لمعاقبة الآخرين، والافتقار إلى الانضباط في الميزانية، والتحفظ على تبني عملة رقمية للبنك المركزي، بحسب "ماركت ووتش".
هذا ليس كل شيء. كما قال أيضا "إن التحديات التي تواجه استقلال الاحتياطي الفيدرالي، واحتمال فرض تعريفات جمركية أكثر عقابية، وعجز أكبر في الميزانية، هي أيضا جزء من الصورة".
وقال "إنه لا يوجد دليل واضح على أن التدابير الحمائية تساعد التجارة الأمريكية، لكنها تقوض الدولار إذا أُجبرت دول أخرى على التجارة فيما بينها بدلا من الولايات المتحدة".
إن دعوة دونالد ترمب المرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية لفرض تعريفات جمركية شاملة تزيد على 10% على الواردات ومعدل يزيد على 60% للصين من شأنها أن تلعب "بشكل أسرع وأكثر مرونة" مع الوضع الخاص للدولار.
وأضاف أن "صناع السياسات في الولايات المتحدة اتخذوا موقفا أكثر حذرا بشأن العملات الرقمية للبنوك المركزية مقارنة بالدول الأخرى". وفي الوقت نفسه، لم يُذكَر العجز تقريبا في المناقشة السياسية في الولايات المتحدة، على نقيض المملكة المتحدة.
أشار بارو إلى ورقة بحثية حديثة قدرت وضعا خاصا للدولار، حيث يسمح للولايات المتحدة بتشغيل نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، أعلى 22 نقطة مئوية من البلدان الأخرى.
تفسر مرونة الدولار من خلال هيمنته السابقة على أشياء مثل الفواتير التجارية والإقراض الدولي ووضع العملة الاحتياطية ودوره كملاذ آمن خلال فترات الاضطرابات وعوامل أخرى، أن الولايات المتحدة استغلت مكانة الدولار لتراكم ديون ضخمة، في حين احتفظت الأسواق المالية بثقتها بالعملة، وفقا لبارو.
كتب بارو: "لا توجد علامة وشيكة على أن الأسواق المالية العالمية تفقد هذا الإيمان، لكن في رأينا، إذا لم تتغير الأمور، فإن هذا الإيمان سيضيع في مرحلة ما وسيعاني الدولار بسبب ذلك".