كيف تستفيد كرة القدم السعودية من الذكاء الاصطناعي؟

في المقال السابق، تحدثنا عن دور الذكاء الاصطناعي في كرة القدم العالمية وطبيعة الاستخدام والمستقبل المنظور لتفعيل هذه التقنية المستجدَّة في الملاعب. دعونا ننظر بعين فاحصة إلى الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه وتفعيله في ملاعب كرة القدم السعودية، سواءً أكان دوريي (روشن أو يلو) أم غيرهما من المسابقات لكل الفئات العُمْريَّة.

إن تقنية الذكاء الاصطناعي أخذت زخمًا وتطورًا في القطاعات والصناعات في السعودية مثلما أعلن أخيرا عن استثمار ضخم في صندوق للذكاء الاصطناعي بقيمة 40 مليار دولار، وغيره من الاستثمارات من أجل تمكين القطاعات والصناعات من أداء مهامها على أكمل وجه وبأقل التكاليف. الجدير بالذكر أن الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي نصت على استثمار السعودية بما مقداره 20 مليار دولار إلى 2030، فضلاً عن الاستثمارات التي يقوم بها القطاع الخاص من جانبه. وقد أنشأ صندوق الاستثمارات العامة الشركة السعودية للذكاء الاصطناعي "سكاي" التي تعمل على تقديم الحلول في قطاع الذكاء الاصطناعي لمجموعة من المستفيدين في قطاعات الرؤية المختلفة، إضافة إلى المشاركة في تطوير المدن الذكية في السعودية.

كيف يمكن أن تخدم تقنية الذكاء الاصطناعي كرة القدم السعودية؟ وهل سيكون مردودها مجزيًا ومساعدًا للأندية السعودية في تحقيق البطولات؟ إن الذكاء الاصطناعي يستطيع القيام بأداء المهام المعقدة مثل التفكير المتقدم واتخاذ القرارات وحل المشكلات والتحليل العميق للبيانات.

ومن هنا، تستفيد كرة القدم السعودية من تفعيل استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل المبارايات واستكشاف اللاعبين وتحليل حركاتهم وتقييم مهاراتهم. وبينما تطبق حاليًا السعودية تقنية الحكم المساعد بالفيديو المعروفة بـ VAR، فقد يكون من المفيد دمج الذكاء الاصطناعي في آلية عملها بحيث يكون مساعدة للحَكَم.

وربما يتطور الأمر ونرى حكام المبارايات في دوري "روشن" متصلين بمساعدين افتراضيين يعملون بالذكاء الاصطناعي من أجل إرشادهم إلى اتخاذ قرارات أفضل وتقليل للأخطاء البشرية. ومن المعتقد أن الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في كرة القدم لن يقتصرا على تحسين التحكيم فقط، إذ قد يشهد التحسن في تكامل البيانات استخدام المدربين لمدرب افتراضي لمساعدتهم على اختيار عناصر الفريق والتكتيكات الضرورية.

لعل هذا يمثل قفزة نوعية وتفوقًا ملحوظًا خصوصا وأن بعض الأندية السعودية ستكون في مواجهات فرقٍ آسيوية وعالمية، وهذا يتطلب إعطاء منظومة الذكاء الاصطناعي بيانات كافية وعالية الجودة والتدريب المكثف وبناء البنية التحتية. وعليه قد نرى مدربي الأندية السعودية لديهم إمكانات مساعد افتراضي لفهم أفضل ما يجري من أحداث على أرض الملعب.

ومن خلال تحليل البيانات بواسطة الذكاء الاصطناعي، يمكن تدريب النماذج لاسيتعاب ما سيحدث في المستقبل، على سبيل المثال، فهم احتمالات ما سيحدث في الدقائق الـ5 أو الـ10 المقبلة من المباراة.

وعلى ضوء هذه التقديرات والتحليلات التنبؤية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر ما يسمى بالأفكار الإرشادية لتغيير طريقة اللعب.

وأيضا سيساعد الذكاء الاصطناعي التنبؤي في الاستعداد للمباريات المقبلة بشكل أفضل ومعرفة جوانب القوة والضعف عند الخصوم وتتبع حركة اللاعبين والكرة في الوقت الفعلي باستخدام الرؤية الحاسوبية وخوارزميات تعلم الآلة، وهذا إضافة إلى تحسين أداء اللاعب وتحليل لقطات المباراة وتعزيز تجربة المشاهد من خلال تقديم توقعات الذكاء الاصطناعي للفائز خلال المباراة وتحليل أحداثها للمشاهد.

إن القطاع الرياضي السعودي حصل على قَدْرٍ كبيرٍ من الاهتمام الدولي بفضل الاستقطابات الضخمة والاستثمارات العالية التي قامت بها معظم الأندية للاعبين بارزين، وما زال الجمهور السعودي يتطلع بشغف إلى مزيد من الإثارة لتطوير لعبة كرة القدم السعودية، ونعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيكون له دور جوهري في هذا المجال، وهذا أملنا بعد الله سبحانه وتعالى في وزارة الرياضة والاتحاد السعودي لكرة القدم لدراسة تمكين الذكاء الاصطناعي في القطاع الرياضي وكرة القدم خصوصا.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي