اليوم الوطني .. تأكيد للهوية واستشراف المستقبل

توحدت السعودية على يد الملك عبد العزيز آل سعود في 23 سبتمبر 1932، ومنذ ذلك الحين، شهدت السعودية تطورات كبرى في مختلف المجالات، تم اكتشاف النفط في الثلاثينيات، حول اقتصادها إلى قوة عالمية. سخر أبناء الملك عبد العزيز ثروات باطن الأرض، لبناء ظاهرها، وحظي الإنسان السعودي بأمن وتعليم، وصحة وبنية تحتية وتنمية اجتماعية، ومدن متطورة، وجاء الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، ليكملوا المسيرة بخطة طموحة لبناء دولة متطورة وحديثة، لتنويع اقتصادها وتقليل اعتمادها على النفط، مع تعزيز مكانها كقوة إقليمية ودولية، والتصدي للتحديات والأزمات بقوة وحزم، في ظل تعقيدات وصراعات دولية شديدة التعقيد.

السؤال الذي يتبادر إلى لأذهان: ما سر نجاحات السعودية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمستدامة عبر هذه التاريخ الطويل؟

في المقام الأول، الهوية الوطنية، التي ترتكز على الولاء والثقة، هما أساس الاستقرار والازدهار، كما أن التراث المشترك والوحدة والتكاتف ما بين المواطنين عوامل مشتركة في نجاحاتنا في الماضي، وفي تحقيق مستهدفات رؤية السعودية وتطلعاتها نحو العالم الأول، فكل سياسات البلاد الماضية والحالية تقوم على الاستثمار في الإنسان أولاً، ثم بناء المكان ثانياً.

إضافة إلى أن الهوية الوطنية تزدهر في ظل الوحدة والتكاتف بين المواطنين، فالفخر بالإنجازات حقق لنا الاستقرار وعززته العزيمة والإرادة، لذا نرى أن كل إنجاز وطني يفرح به الجميع، لأن الشعب يشعر بالانتماء إلى هذا الوطن، حيث إن تلاحم المواطنين مع قيادتهم ومع بعضهم، أصبح معه الوطن حصناً منعياً أمام التحديات في المنطقة والعالم، كما أن الوطنية التي يعبر عنها الجيل الجديد من السعوديين في اليوم الوطني اليوم، تنبض من قلوب مؤمنة بالرؤية والأهداف التي رسمها والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان.

هناك قاسم مشترك بين المواطنين أن كل فرد في السعودية يسهم في بناء الوطن من موقعه، والكل مؤمن بأن التنوع في الأدوار يحقق التوازن الاجتماعي، فالعمل الجماعي في المنظومات العامة والخاصة وغير الربحية والأفراد والأسر والقبائل في جميع مناطق السعودية، صنع من المجتمع السعودي قوة لا تقهر، كما أن رؤية 2030 شكلت إطارا لتنوع الخبرات التي تفتح آفاقا جديدة للنمو.

ومن زاوية أخرى، الكرم سمة ظاهرة ومتجلية في كل بيت سعودي، فهو من القيم التي نشأ عليها المجتمع، فالكرم فطري في النفوس السعودية، وهي أول السمات التي تبرز في الثقافة السعودية عندما يفد إلى السعودية أي جنسية، وهي السمة الأكثر ثباتا في ذاكرة من زار مدن وقرى السعودية ثم غادرها، سواء للسياحة أو العمل أو للحج والعمرة في نظر السعوديين، وإذا كان في الثقافات الأخرى يقتصر مفهوم الكرم والضيافة على المناسبات الخاصة، فإن للعطاء في ثقافة السعوديين مفهوما أوسع، حيث يمتد للحياة العامة والممارسات اليومية؛ لأن ثقافة العطاء جزء من الكينونة الوطنية السعودية وفي سلوكيات الشعب اليومية.

في الختام، يمثل اليوم الوطني الـ94 أكثر من مجرد ذكرى تاريخية أو احتفال سنوي، إنه تأكيد للهوية الوطنية ورمز للفخر والإنجازات والعزة والكرامة، وتعبير عن قوة الإنسان السعودي، وبينما نمضي قدماً نحو رؤية 2030 كل فرد من أبناء الوطن يسهم في البناء والدفاع عنه من موقعه، فهو الإرث والحلم الذي نحمله بفخر عبر الأجيال، ليظل وطننا نموذجًا للقوة والاستقرار، وتحقيق التطلعات واستشراف المستقبل بالأمل والعمل والعلم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي