أسعار السيارات الكلاسيكية في اليوم الوطني .. "قديمك كنزك"

أسعار السيارات الكلاسيكية في اليوم الوطني .. "قديمك كنزك"
يطلق على السيارة "كلاسيكية" إذا كانت بين 30 و49 عاما، في حين "الأثرية" بين 50 و99 عاما. "الاقتصادية"

"قديمك نديمك" أصبح اليوم "قديمك كنزك"، فبمجرد أن تكتب في محرك البحث جوجل "إيجار سيارة كلاسيكية أو أثرية" تجد أسعارا تصل إلى 6500 ريال لليوم الواحد، قابلة للزيادة حتى 13 ألف ريال، حسب ندرة السيارة وعمرها.

سيارة فورد لوري الحمراء ذات الصندوق المصنوع من الحديد والخشب -الذي آوى الحجاج والمسافرين لنقلهم بـ5 قروش فقط- لا تزال حتى الآن بعد 58 عاما مصدر دخل لعائلة الشويش، التي توارثتها على مرور السنين، وفقا لمالكها محمد الشويش.

تراوح قيمة التأمين على هذا النوع من السيارات ما بين 5 و10 آلاف ريال، متجاوزة بتلك الأرقام قيمة استئجار سيارة "بي إم دبليو" أو "مرسيدس" التي تبدأ من 900 إلى 3600 لليوم الواحد بحسب نوعها، وفقا لملاكها الذين تحدثوا لـ"الاقتصادية".

يطلق على السيارة "كلاسيكية" إذا كانت بين 30 و49 عاما، في حين أن السيارات بين 50 و99 تعد في فئة ما قبل العتيقة أو ما يقال عنها "أثرية"، وذلك بحسب نادي السيارات الأمريكية القديمة.

يقول الشويش مالك سيارة فورد لوري التي لا يوجد منها إلا اثنتين في السعودية بحسب ما ذكره لـ"الاقتصادية"، الذي يملك سيارة كاديلاك فليتوود 1983 أيضا: إن الطلب يزيد على تأجير السيارات الكلاسيكية والأثرية في المناسبات الوطنية والثقافية والأعياد والأعراس، إضافة إلى صناعة الأفلام والمسلسلات ولأغراض التصوير، حيث طُلبت الكاديلاك لتصوير مسلسل "خيوط المعازيب" من إنتاج "إم بي سي".

أول سيارة دخلت إلى السعودية وتحديدا الرياض للملك عبدالعزيز آل سعود في عام 1342هـ، بحسب الدكتور راشد بن عساكر. وبدأ استخدام السيارات بكثرة منذ 1345هـ، كما أن آخر سيارة استعملها الملك المؤسس كانت من نوع "كاديلاك" وكانت مزودة بتسهيلات وأجهزة خاصة، وفقا للمؤرخ فايز الحربي. وما زالت معظم هذه السيارات محفوظة لدى "دارة الملك عبدالعزيز".

يبدأ الإيجار الشهري للسيارات الكلاسيكية والأثرية من 20 إلى 50 ألفا قابلة للزيادة، بحسب ما ذكر عبدالله الأسمري، الذي يمتلك 18 سيارة، فقد بدأ باقتنائها كهواية إلى أن أصبح يؤجرها كمصدر دخل له. وتنقسم السيارات بحسب عمرها إلى ما تؤجر للعرض فقط وما تؤجر للاستخدام.

الأسمري يقوم بتجديد السيارات الكلاسيكية والأثرية للحفاظ عليها، بعد إهمال ملاكها السابقين وعدم رغبتهم أو قدرتهم على دفع المال لإصلاحها. ويقول: إن "توفير قطع الغيار يكلفه كثيرا من المال، إضافة إلى الجهد والوقت لإيجادها"، كما يواجه صعوبة في اليد العاملة القادرة على التعامل مع هذا النوع من السيارات باحترافية دون إلحاق الضرر بها.

ومن بين السيارات المميزة التي يمتلكها الأسمري سيارة "بيوك ليسابر" 1975، وهي نادرة على مستوى العالم وترتفع قيمتها سنويا. ويضع شروط تأجير تتضمن موقفا غير معرقل لحركة المرور، وإعطاء تفويض للمستأجر بتحمل كل المخالفات المرورية، إضافة إلى وضع حواجز ولوحة "ممنوع اللمس" للحماية.

فيما أوضح الشويش أن بعض الملاك خاصة كبار السن منهم، يرفضون تأجير سياراتهم خوفا عليها من الضرر، وصعوبة صيانة هذا النوع من السيارات التي لم تعد تصنع الآن أو إيجاد قطع غيار لها. ما أسهم في رفع قيمة بيع السيارات النادرة، خاصة التي لا يوجد منها إلا واحدة في السعودية، إلى أكثر من مليون ريال، مبينا أن الهواة مستعدون لدفع مثل هذه المبالغ لاقتنائها.

وإذا كانت السيارات التي استخدمها بعض السعوديون في السابق باتت كنزاً اليوم، فهذا يثير التساؤل حول قيمة السيارة التي تقودها الآن بعد 30 أو50 عاما مثلا؟ وهل ستكون أحد أهم الموروثات لأحفادك؟

الأكثر قراءة