قانونان يدفعان الشركات الكورية بضخ 21.5 مليار دولار في مشاريع أمريكية

قانونان يدفعان الشركات الكورية بضخ 21.5 مليار دولار في مشاريع أمريكية
الشركات الكورية تفوقت على نظيراتها التايوانية في 2023. "جيتي"

تستثمر الشركات الكورية الجنوبية مليارات الدولارات في الولايات المتحدة للاستفادة من قانونين كبيرين يهدفان إلى تعزيز التصنيع الأمريكي.

وجد تحليل أجرته فاينانشيال تايمز لبيانات الأمم المتحدة أن الشركات الكورية الجنوبية استثمرت 21.5 مليار دولار في مشاريع أمريكية في 2023، متفوقة على تايوان التي احتلت المركز الأول في 2022.

تعد سامسونج وإل جي وهيونداي من بين الشركات الكورية الجنوبية التي تعهدت بمليارات الدولارات لبناء منشآت في الولايات المتحدة لتصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات ورقائق أشباه الموصلات. ويتدفق جزء كبير من الأموال إلى الولايات الجنوبية، بحسب موقع بزنس إنسايدر.

قال يو هان كو، وزير التجارة الكوري السابق وزميل أول في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي: إن مصالح أمريكا وكوريا الجنوبية في التكنولوجيات الناشئة متوافقة تماما.

وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي، تهدف إدارة بايدن إلى فصل سلاسل التوريد الأمريكية عن الصين، للتنافس في سباق السيارات الكهربائية والرقائق. وفي الوقت نفسه، تأمل كوريا الجنوبية في بناء مكانتها العالمية في مجال تصنيع التكنولوجيا المتطورة والسيارات.

قال يو: إن قانون الحد من التضخم لعام 2022 وقانون الرقائق والعلوم يوفران حوافز مالية للشركات للاستثمار في التكنولوجيا الخضراء في الولايات المتحدة، ما يعزز التزامات كوريا الجنوبية.

وجد تحليل فاينانشيال تايمز أن أكثر من نصف الاستثمارات الخارجية لكوريا الجنوبية في 2023 ذهبت إلى الولايات المتحدة، ارتفاعا من 18% في 2019. وخلال الفترة نفسها، انخفض الاستثمار الخارجي لكوريا الجنوبية في الصين من 11% إلى 1%.

ووجد التحليل أن أكثر من ثلث إعلانات المشاريع الكورية في الولايات المتحدة في 2023 كانت في قطاعي السيارات أو الإلكترونيات.

أعلنت هيونداي في فبراير عن استثمار أكثر من 7 مليارات دولار في منشآت الإنتاج في ولاية جورجيا. وقدرت الشركة أن استثماراتها ستوفر نحو 40 ألف وظيفة في الولاية.

واستثمرت سامسونج 17 مليار دولار في مصنع لأشباه الموصلات في ولاية تكساس ومن المتوقع أن يوفر آلاف الوظائف أيضا.

قال يو إنه بينما تعيد الولايات المتحدة تنشيط مجال التصنيع لديها، تتضمن قوانين مكافحة التضخم أحكاما تستثني الشركات ذات سلاسل التوريد المرتبطة بـ "جهات أجنبية مثيرة للقلق"، مثل الصين.

حفزت هذه الأحكام الشركات الكورية الجنوبية على التحول عن الصين والتركيز أكثر على الولايات المتحدة.

أعلنت وزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية في مايو أنها خصصت 7 مليارات دولار لنقل سلاسل التوريد الخاصة بها بعيدا عن الصين لزيادة الامتثال للقواعد الأمريكية، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.

وبالنظر إلى أن المنتجات ذات التكنولوجيا المتطورة مثل بطاريات السيارات الكهربائية أصبحت محورا أساسيا للتصنيع في الولايات المتحدة، فمن المنطقي، كما قال يو: إن الشركات الكورية الجنوبية تستثمر مباشرة في مصانع في الولايات المتحدة.

وأضاف: "الولايات المتحدة هي أكبر سوق في الوقت الحالي، ولا تزال سوقها تعد متطورة للغاية. عندما تطرح هذه الشركات العالمية منتجات وتكنولوجيات جديدة، فإنها تحتاج إلى اختبارها في السوق الأمريكية".

كانت الصين ولا تزال من أكبر الشركاء التجاريين لكوريا الجنوبية. وقال يو: إن كثيرا من الشركات الكورية التي لديها أعمال كبيرة في الصين وجدت نفسها محشورة بين الولايات المتحدة والصين بسبب التوترات الجيوسياسية المتصاعدة بين البلدين.

وفي حين توفر هذه الفترة فرص عمل للشركات الكورية الجنوبية في الولايات المتحدة، إلا أن التوتر الجيوسياسي بين الصين والولايات المتحدة يؤدي إلى حالة من عدم اليقين.

تلتزم الشركات الكورية الجنوبية بالولايات المتحدة الآن، لكن يو قال: إن عدم اليقين السياسي بشأن الانتخابات الرئاسية يحث على توخي الحذر في الأعمال التجارية الدولية.

الأكثر قراءة