الضيافة تتكاتف مع الاقتصاد الدائري.. إنتاجية أكثر وتكاليف أقل

الضيافة تتكاتف مع الاقتصاد الدائري.. إنتاجية أكثر وتكاليف أقل
تستخدم الفنادق والمطاعم المواد بكثافة، من خلال أنشطة مثل البناء والترميم. رويترز

يمكن أن يعزز الاقتصاد الدائري قطاع الضيافة، من خلال خفض التكاليف والاستفادة من الموارد بشكل أكبر مع خفض انبعاثات غازات الدفيئة.

يستكشف "تقرير الضيافة في دائرة الضوء" الذي نشره موقع "إيكولوجيست" المتخصص في لأخبار والتحليلات البيئية، كيف يمكن لنماذج أعمال الاقتصاد الدائري، التي تركز على تمكين إعادة استخدام المواد وتقنين إهدارها، أن تؤدي دورا حيويا في ضمان زيادة كفاءة صناعة الضيافة وفاعليتها من حيث التكلفة، فضلا عن كونها أقل تلويثا.

التقرير يدعو إلى "نهج شامل للنظام" يقضي على النفايات والتلوث ويركز على تدوير المنتجات والمواد وهو نهج لديه القدرة على تقليل الانبعاثات وتعزيز إنتاجية الموارد وخفض التكاليف.

كما سلط الضوء على مبادرة شركة سايلنت نايت لصناعة المراتب لمعالجة المعدلات المنخفضة لإعادة تدوير المراتب من خلال إعادة تصميم منتجاتها لتقليل عدد المواد المستخدمة والاعتماد على تصميم معياري جديد يقلل البصمة الكربونية 23 %.

كما تهدف مبادرات أخرى إلى تقليل النفايات من خلال إطالة صلاحية المواد، مثل برنامج إعادة التدوير الجديد الذي أطلقته جمعية خدمات المنسوجات والمصمم للحفاظ على قيمة المنسوجات عالية الجودة من خلال دورات الاستخدام المستقبلية، بهدف معالجة 6 آلاف طن من نفايات المنسوجات التي تنتجها الفنادق كل عام.

يعد قطاع الضيافة سادس أكبر قطاع صناعي في المملكة المتحدة، حيث يسهم بـ 103 مليارات جنيه إسترليني سنويا في الاقتصاد ويدعم 2.74 مليون وظيفة.

مع ذلك، تأثيره البيئي سلبي إلى حد كبير، إذ يولد 2.8 مليون طن من النفايات سنويا بتكلفة 3.2 مليار جنيه إسترليني، وينبعث من القطاع نحو 1 % من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في المملكة المتحدة.

تستخدم الفنادق والمطاعم المواد بكثافة، إما من خلال أنشطة مثل البناء والترميم، أو من خلال السلع والخدمات مثل المنسوجات وغسيل الأغطية والملابس، أو الأدوات الكهربائية والتغليف والأطعمة والمشروبات.

يتناول التقرير كيف يمكن للاقتصاد الدائري أن يساعد القطاع الذي يواجه عددا من ضغوط الأعمال، مثل هوامش الربح الضيقة ونقص الموظفين وارتفاع تكاليف المعيشة – إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية 26.2 % بين 2021 و2023 وارتفعت تكلفة الطاقة 238 % في 2022.

ويجد أن نسبة عالية من انبعاثات قطاع الضيافة (نحو 84% في المتوسط) موجودة أصلا في سلاسل توريد القطاع، ما يجعل من الصعب معالجتها من خلال نهج صافي الصفر، الذي سيركز أساسا على الطاقة المتجددة وزيادة التحسين والكفاءات.

يعترف التقرير بالحواجز التي تحول دون الاقتصاد الدائري في الضيافة، بما في ذلك المعرفة المحدودة بالاقتصاد الدائري وعدم وجود هدف واضح، مع تحديد 6 عوامل تمكين من شأنها تسريع التحول: التمويل والحوافز؛ وجمع البيانات والشفافية؛ والتعاون والقيادة؛ والمعرفة والوعي؛ والسياسة والتنظيم؛ والرؤية المشتركة.

قالت دانييل فارو، باحثة في التأثير الصناعي في مركز الاقتصاد الدائري التابع لبرنامج "البحث الوطني متعدد التخصصات في مجال الاقتصاد الدائري": "إن عدم فعل أي شيء، أو التركيز على أهداف صافي الصفر وحدها، يؤدي إلى تفويت فرصة تحقيق وفورات مالية من خلال معالجة الإسراف، وزيادة أمن الموارد والمواد من خلال إستراتيجيات تحصيل القيمة، وزيادة مرونة سلسلة التوريد عن طريق التبسيط وزيادة التعاون، وزيادة هوامش الربح بالابتكار".

الأكثر قراءة