هل ولت أيام انهيار إمبراطوريات العملات المشفرة ودراما المحاكم؟
عاشت العملات المشفرة عاما مختلفا يجعلنا نتساءل عن ملامحها في نظيره المقبل، هل انتهى خريف العملات المشفرة؟ وهل ولت أيام انهيار إمبراطوريات العملات المشفرة ودراما قاعات المحاكم؟ ومن الناجون؟
بعد سنوات من الصراع مع هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، ظهرت صناديق بيتكوين وإيثر المتداولة في البورصة. وبحلول منتصف ديسمبر، بلغت قيمة أصول صناديق بيتكوين الأمريكية المتداولة 129 مليار دولار، متجاوزة صناديق الذهب المتداولة البالغة 125 مليار دولار، بحسب شركة كاي 33 ريسرتش.
نشوة السوق بعد الانتخابات ووعود ترمب بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العالم للعملات المشفرة" وإنشاء احتياطي إستراتيجي لبيتكوين، كلها أمور دفعت سعر بيتكوين لتجاوز 100ألف دولار، وفقا لمجلة "فوربس".
يقول روب هاديك، الشريك العام في شركة دراجون فلاي، المتخصصة في رأس المال المغامر في مجال العملات المشفرة في سان فرانسيسكو: إن 2024 يمثل تحولا كبيرا في العملات المشفرة، حيث أصبحت سائدة. ويؤكد أن العملات المشفرة تُعد الآن فئة أصول مستدامة وطويلة الأجل وذات تأثير متزايد.
مع تولي ترمب وعدد من المسؤولين المؤيدين للعملات المشفرة مناصبهم قريبا، بدأت التوقعات تشير إلى دخول ما يصفه الخبراء بـ"العصر الذهبي للعملات المشفرة"، ولذلك 7 أسباب.
بداية، عاد فن التوقعات الجريئة للأسعار إلى الواجهة، حيث رجحت شركة إدارة الأصول المشفرة "بيت وايس" أن يصل سعر بيتكوين إلى 200 ألف دولار، أو حتى 500 ألف دولار، إذا أنشأت الولايات المتحدة احتياطيا إستراتيجيا مشابها لاحتياطيات النفط أو الذهب، ما يثير "الخوف من تفويت الفرص" في نفوس المستمثرين.
في مؤتمر بيتكوين في ناشفيل في يوليو، اقترح ترمب استخدام 200 ألف بيتكوين تمت مصادرتها من مجرمين (بقيمة 21 مليار دولار) لإطلاق هذا الاحتياطي، رغم أن المسار القانوني لا يزال غير واضح، سواء كان يتطلب موافقة الكونجرس أو يمكن تنفيذه بقرار من السلطة التنفيذية.
بالنسبة إلى إعادة التنظيم، تحمل الإدارة القادمة في طياتها رؤية مؤيدة للعملات المشفرة بشكل غير مسبوق، مع تعيين شخصيات مؤيدة للصناعة لقيادة وكالات رئيسية، مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات، ولجنة تداول السلع الآجلة، ووزارة الخزانة.
في الكونجرس، تحظى التشريعات الداعمة للعملات المشفرة والتحقيقات في الممارسات المناهضة لها بأولوية كبيرة. وهذه التغييرات تمهد الطريق نحو تنظيم أوضح وتركيز أكبر على تعزيز الابتكار في الصناعة.
وعلى جبهة الإدراج تشهد الطروح العامة الأولية للعملات المشفرة تصاعدا، مع توقعات بطرح مزيد من الشركات الكبرى أسهمها العام المقبل، مثل "سيركل" و"فيجر".
وبالنسبة إلى الانضمام إلى المؤشرات، يتوقع محللون أن تنضم "مايكرو ستراتيجي"، التي ارتفعت أكثر من 400% هذا العام، إلى مؤشر إس آند بي 500 بعد أن أصبحت جزءا من مؤشر ناسداك 100. ويمكن أن يؤدي هذا التغيير إلى دخول "مايكرو ستراتيجي" إلى صناديق تتبع المؤشرات، وبالتالي محافظ عدد لا يحصى من المستثمرين الأمريكيين.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع العملات المستقرة نموا سريعا، يمكن أن يصل بقيمة السوق إلى 400 مليار دولار مع اقتراب الولايات المتحدة من تشريع طال انتظاره للعملات المستقرة. في 2024، بلغ حجم معاملات العملات المستقرة 8.3 تريليون دولار، ليقترب من حجم مدفوعات فيزا البالغ 9.9 تريليون دولار.
ومن العقارات إلى الفن، قد يكون لكل شيء رمز قريبا. والفوائد الكبيرة من ذلك: تسوية فورية، وتكاليف منخفضة مقارنة بالأوراق المالية التقليدية، وسيولة مستمرة، وشفافية.
قبل أعوام تم ترميز أصول حقيقية قيمتها ملياري دولار فقط، بما في ذلك الائتمان الخاص والديون الأمريكية. اليوم يقترب هذا الرقم من 14 مليار دولار. وتتوقع شركة بارافاي لرأس المال المغامر ارتفاع سوق ترميز الأصول الحقيقة إلى تريليوني دولار بحلول 2030، ما يشير إلى تحول كبير في ملكية الأصول والتداول.
أخيرا، بدأت بوادر اتجاه جديد يقوده الذكاء الاصطناعي في الظهور. ومن أبرز الأمثلة على ذلك برنامج "تروث ترمينال"، وهو وكيل ذكاء اصطناعي تمكن من كسب 50 ألف دولار من المستثمر مارك أندريسن. حقق البرنامج نجاحا إلى حد كبير عبر الترويج لعملة مشفرة مستوحاة من ميم ساخر يعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الـ 21. حول مبتكرو العملة المجهولون مبلغا كبيرا إلى محفظة "تروث ترمينال"، التي يديرها مبتكر البرنامج، آندي أيري.
وهكذا، تحولت قصة العملات المشفرة من كفاح للنجاة إلى صعود للذروة. وهذه مجرد لمحة عما قد يحمله العام المقبل. والخيار لك: إما تكون مشاهدا، أو مستغلا للفرص، والحذر ضروري. فالسوق ستتذبذب بين ارتفاعات حتمية وانخفاضات صادمة. وهذه المرة، يبدو أن الأخطار أكبر من أي وقت مضى.