لماذا فقد سهم «السعودي الفرنسي» ربع قيمته منذ يناير الماضي؟

لماذا فقد سهم «السعودي الفرنسي» ربع قيمته منذ يناير الماضي؟

فقد سهم بنك بي إس إف "السعودي الفرنسي" أكثر من ربع قيمته منذ يناير الماضي، إذ تراجع 28% إلى 30.5 ريال الإثنين الماضي، بينما كان سعره نهاية يناير 42.65 ريال، لتخسر القيمة السوقية للبنك 14.6 مليار ريال، منخفضة إلى 36.8 مليار ريال.

هذه التراجعات أوصلت السهم إلى أدنى مستوى خلال 3 أعوام ونصف (مارس 2021) قبل أن يرتفع إلى 30.95 ريال بنهاية تداولات اليوم الخميس.

وفقا لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، فمن المرجح أن تراجعات السهم جاءت بضغط من 5 عوامل رئيسة، أولها تأخر زيادة رأسمال البنك المعلن عنها في مايو الماضي، ما أثار شكوك المستثمرين حول الأمر، حتى إن البنك أعلن الثلاثاء الماضي إعلانا إلحاقيا لإفصاح مايو لم يتضمن موافقة هيئة السوق المالية أو الجمعية العمومية للبنك.

عقب تسجيل مستوياته المنخفضة الإثنين، عاد السهم وارتفع 1.5% بعد الإفصاح الذي تضمن طبيعة وقيمة الاحتياطيات التى سيستخدمها لزيادة رأس المال عبر أسهم منحة، ما يعكس تفاعلا ضعيفا مع الخبر.

البنك أعلن في 30 مايو الماضي توصية مجلس الإدارة للجمعية العمومية غير العادية بزيادة رأس المال 107% من 12.05 مليار ريال إلى 25 مليار ريال عبر منح سهم لكل سهم تقريبا من خلال رسملة 12.95 مليار ريال من الأرباح المبقاة والاحتياطي النظامي.

"الاقتصادية" تواصلت مع البنك للإجابة عن سبب تأخر زيادة رأس المال رغم توصية مجلس الإدارة في مايو الماضي ولم يتسن الحصول على رد حتى ساعة إعداد هذا التقرير.

أما العوامل الأخرى المتوقع أنها ضغطت على السهم، فأولها أن البنك لديه أكبر نسبة قروض إلى الودائع بـ106% ما قد يحد من قدرته على الإقراض، علما بأن النسبة المشار إليها هي النسبة البسيطة التى تعتمد على القوائم المالية للبنك، فيما نسبة القروض إلى الودائع المعتمدة من البنك المركزي تضيف بنودا أخرى إلى الودائع ما يجعل نسبة القروض إلى الودائع أقل.

ثالث العوامل أن البنك هو أكبر البنوك المدرجة انكشافا على قطاع الشركات فيما يخص أرباحه، حيث يسهم القطاع بـ65% من أرباح النصف الأول من العام الجاري بنحو 1.6 مليار ريال في حين إن إجمالي الربح 2.5 مليار ريال، وعليه متوقع أن يكون البنك الأكثر تأثرا بخفض أسعار الفائدة بحكم أن الفوائد على قروض الشركات متغيرة ما سيؤدي إلى انخفاضها، ويضغط على الأرباح.

في ظل هذه الظروف يشير متوسط توقعات بيوت الخبرة إلى تراجع أرباح البنك خلال الربع الثالث 3.3%، فيما متوقع أن يكون الأثر أكبر في الفصول التالية نظرا لخفض الفائدة 18 سبتمبر الماضي.

السعودي الفرنسي أيضا هو ثاني أعلى البنوك انكشافا في قروضه على الشركات بنسبة 81% ما سيرجح تضرره مع خفض أسعار الفائدة. والعامل الخامس والأخير أن البنك ثالث البنوك في حصة الودائع بفائدة (الزمنية والادخارية) بنسبة 57% وقيمتها 112.2 مليار ريال، ما يرفع التكاليف على البنك في ظل الفوائد المرتفعة.

وحدة التحليل المالي

الأكثر قراءة