لماذا تدابير بكين لتحفيز الاقتصاد هزيلة لإحياء ثقة المستثمرين الدوليين؟

لماذا تدابير بكين لتحفيز الاقتصاد هزيلة لإحياء ثقة المستثمرين الدوليين؟
إعلانات وزارة المالية فشلت في تقديم تحفيز واسع النطاق كان يأمله الكثيرون. المصدر: رويترز

أحجم مستثمرون ومصدرون دوليون عن الدخول في استثمارات جديدة في الصين، واصفين تدابير اتخذتها بكين لتحفيز الاقتصاد، بأنها هزيلة وغير كافية لإحياء الثقة في وقت تشهد فيه البلاد رياحا اقتصادية معاكسة.

وبدأ رواد أعمال من القطاع الخاص وأجانب حذرين بشأن إستراتيجيتهم الاستثمارية، وطالبوا بإجراءات "ملموسة" و"أوسع نطاقا"، مشيرين إلى أنهم يحولون تركيزهم إلى خارج الصين.

قال ديباك خانا، نائب الرئيس لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة الأجهزة المنزلية الهندية أوشا إنترناشيونال: إن الإعلانات الأخيرة من وزارة المالية "فشلت في تقديم تحفيز واسع النطاق كان يأمله الكثيرون".

في الأسبوع الماضي، حدد المسؤولون مجموعة من السياسات لتقليل مخاطر الديون المحلية وإضفاء الاستقرار على سوق العقارات، لكن دون أن يكشفوا عن أي تدابير تحفيز واسعة النطاق، بحسب ساوث تشاينا مورنينج بوست.

وتأتي هذه السياسات ضمن جهود بكين الأوسع للوصول إلى هدف النمو الاقتصادي "نحو 5%" لهذا العام، في أعقاب مبادرات من هيئات حكومية أخرى، حيث كشف بنك الشعب الصيني عن تخفيضات في أسعار الرهن العقاري وتقديم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح 100 مليار يوان (14 مليار دولار) من ميزانية 2025.

لكن خانا قال: إن الاعتماد على سندات الخزانة أو سندات الحكومة المحلية -التي تعتمد في النهاية على الأموال العامة- غير كافٍ لدفع النمو المستدام. أضاف: "ما نحتاج إليه هو نهج أوسع يعطي الأولوية للتجارة الدولية، ويعمق العلاقات مع الشركاء مثل الهند، ويعزز المؤسسات المالية المحلية، خاصة البنوك، التي تشكل أهمية حاسمة لنجاح أي إستراتيجية تحفيز".

أظهرت بيانات الجمارك يوم الاثنين أن صادرات الصين نمت 2.4% على أساس سنوي في سبتمبر -أقل من التوقعات- مقارنة بـ8.7% في أغسطس.

كما أن حزمة التحفيز لم تدعم الطلب المحلي، وهو ما أكده نمو مؤشر أسعار المستهلك 0.4% في سبتمبر.

قال بيلي هوانج، الذي يدير تكتل استثماري في جنوب الصين: "إنني أتفق مع عديد من رجال الأعمال الذين أعرفهم في أن هذا التباطؤ الاقتصادي عالمي ومقترن بالقمع الجيوسياسي من الدول المتقدمة ضد الصين"، مضيفا أنه أوقف الاستثمارات الجديدة، وأن التحفيز المالي لن يغير تفكيره.

وحث نورمان تشنج، أحد مصنعي الخوذ -لديه مصانع في فيتنام والاتحاد الأوروبي والصين- على اتخاذ تدابير أكثر استباقية لجذب الاستثمار الأجنبي.

قال: "أعتقد أن الحكومة مهووسة بتدفقات رأس المال إلى الخارج. ولكن هناك النصف الآخر من المعادلة. لماذا لا نركز أكثر على تشجيع تدفقات رأس المال إلى الداخل؟ ونجعل الصين جاذبة للاستثمار، ونفتح القطاعات المغلقة حاليا، ونبسط عمليات الاستيراد والتصدير؟".

الأكثر قراءة