تشتري أو لا تشتري بيت العمر؟
طبيعة المجالس أن يتبادل فيها الناس الآداب والمعلومات، الأخبار وما يدور في المكان، الزمان، المنطقة والعالم فالمجالس عبارة عن غرفة متعددة الاستخدامات أو من الممكن اعتبار المجلس غرفة إعداد لمجموعة متنوعة من الأخبار والأحداث منها ماضية، حالية أو تقديرات لأحداث مستقبلية، هذا كله ضمن الوصف الوظيفي الأساسي للمجالس وحضورها في عصرنا الحالي امتد هذا إلى وسائل التواصل الاجتماعية التي تأخذ شكل المجلس بطريقة رقمية بحته فأنت تحكي لمجموعة متلقية من الناس وتتلقى منها من مجموعة أخرى الأخبار والأحداث.
لأولئك الذين يمتلكون الشخصية المناسبة للفت الانتباه، حتى لو كان بمستوى معرفي محدود تساعدهم المجالس على التصدر وصنع الاسم وتقديم الرأي، ما حول حضور بعضهم إلى المرشد أكثر من الجليس وبدأت هذه الشريحة تبحر في قيادة الرأي وتقديم النصيحة سواء بدراسة أو ثوابت أو فقد لمجرد الحديث. هذه السمات دفعتني لكتابة هذه المقدمة لهذا المقال، تأتي أسئلة تتطلب بحث وإحصاء قبل إجابتها ويتفاجأ الجمع بالرد بأسرع مما ينبغي وكأن المجاوب قد ألف ورقة بحثية حول هذا الموضوع بالذات ليتمكن من الرد بهذه السرعة وتكثر الأسئلة الجدلية التي يقصد بها تحريك المجالس فيتلقاها إنسان بشكل جدي قد يغير من أولوياته أو طريقة حياته لأن للمتحدث قدرة على جذب الانتباه.
ماذا لو قلنا أي الاتجاهات تسلك أتشتري بيت العمر اليوم؟ أم تنتظر لتبني مدخراتك الاستثمارية لتستأجر من عوائدها أم تنتظر لتترقى ويتحسن دخلك فيكون للبيت أثر أقل بالاستقطاع من دخلك؟ سؤال من 4 كلمات يلقى أجوبة بأشكال إستراتيجية مختلفة ومتنوعة وهذا ليس غريب لأن الأحداث المؤثرة في جواب هذا السؤال متنوعة وغير ثابتة، ما الذي تبحث عنه عندما تقرر شراء بيت أو الاستمرار بالاستئجار! العوامل الثلاثة الأساسية هي، أولا: كم سيكون معدل ارتفاع دخلي؟ وكم يتوقع للعقار أن يبلغ متوسط التغير السعري فيه؟ وكم سيكون معدل التغير في قيمة إيجار المسكن الذي أقطنه؟.
إذا كان معدل نمو الدخل أسرع من معدل نمو العقار فهذا يعطي فرصة جيدة بأن المساحة المتاحة لك لتأجيل قرار الشراء مناسبة، أما إذا كان معدل نمو تكلفة الإيجار أسرع فالأولى أن حتى التكلفة العقارية تتماشى معها عندها يجب أن تضمن أن معدل الزيادة في دخلك مستمرة بوتيرة أسرع من تغير قيمة العقار، العنصر الثالث كيف تضمن استمرار عجلة الدخل دون انقطاع أو تغيير مشمول بارتفاع تكاليف المعيشة.
إن أجوبة هذه العناصر لها منظور مختلف عند كل فرد أو كل أسرة كل بناء على وضعة واحتياجاته ومصادر دخله، يبقى دائما الحل الأكثر أمان أن تقتني مسكنك لأن العقارات في أسعارها تتجه نحو النمو وتغطية المؤثرات الأخرى التضخم، ضعف العملات في البلدان التي تتذبذب عملاتها، فالمسكن يشبه بوليصة التأمين التي تغطي مخاطرك في الوقت الذي يجعل قراراتك الأخرى تتحمل أخطار ومتغيرات تتطلب من الفرد متابعتها والتحكم بها حتى لا يأتي في نهاية الطريق وقد خسر قدرته الشرائية أمام بحث عن حلول أخرى للمسكن. تعج المجالس بمجموعة لا بأس به من الآراء المعلبة التي يفترض بها أن تجيب على حالة واحده وليس الجميع ويتأثر شريحة كبيرة لأنه قالها من قالها ذا الرأي السديد.
إذا فهمت احتياجاتك السكنية اليوم من قيمة ومساحة ومرحلة وفهمت التكاليف المعيشية ستتمكّن مع الوقت من تلبية احتياجاتك الادخارية والاستثمارية، بل حتى الكمالية بصورة متسلسلة، البيت مرحلة، اقتني ما يلبي ويؤمن احتياجك اليوم ولا يرهقك مع الوقت وهذا نموذج بدأنا نلاحظه بشكل أوسع من قبل.