انتخابات أمريكا تربك رؤساء الشركات وتؤجل إعلان خططهم المستقبلية
لا يستطيع المسؤولون التنفيذيون للشركات التوقف عن الحديث حول الانتخابات الأميركية، حيث تصدرت مشاعر الخوف من فترة ما بعد الانتخابات المؤتمرات الهاتفية لإعلان الأرباح في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تأجيل خطط الإنفاق في ظل التغييرات السياسية المحتملة التي تلوح في الأفق.
هذه الدورة من الانتخابات الرئاسية أكثر حدة من سابقتها. وكانت الإشارات إلى كلمة "الانتخابات" مصحوبة بكلمة "عدم اليقين" في المؤتمرات الهاتفية بشأن الأرباح الفصلية للشركات المدرجة على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" هذا العام أعلى بشكل ملحوظ مما كانت عليه قبل انتخابات 2020.
قال نيكولاس بينشوك، الرئيس التنفيذي لشركة سناب أون (Snap-On)، في مؤتمر هاتفي للإعلان عن أرباح الربع الثالث للشركة في 17 أكتوبر: "مرحباً بكم في حفل الشاي المجنون لأليس في بلاد العجائب. لا أحد يعرف ما الذي سيحدث بالفعل، لذا لا يمكنك حتى إصدار تصريح".
يتعلق جزء كبير من قلق الرؤساء التنفيذيين بمخاطر فرض رسوم جمركية إضافية، لا سيما في حال فوز الجمهوري دونالد ترمب بولاية أخرى.
ويقول قادة الأعمال إن الرسوم الجديدة على السلع المستوردة قد تزيد من التكاليف صعوداً ونزولاً في سلسلة التوريد، وتجبر بعض الشركات على إعادة التفكير في التصنيع والتوريد. كما أن دعم المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لزيادة معدلات الضرائب على الشركات هو أيضاً مصدر للقلق.
الانتخابات الأميركية تحير المستهلكين
لا يقتصر الأمر على الشركات التي تضغط على زر التوقف المؤقت حتى يقرر الناخبون الحزب الذي سيسيطر على البيت الأبيض والكونغرس. فقد وجد استطلاع أجرته مؤخراً شركة الأبحاث "سيركانا" (Circana) أن 16% من المستهلكين الأميركيين قالوا إنهم سينتظرون إلى ما بعد الانتخابات لبدء التسوق في العطلات، وأشار 17% إلى أنهم سينفقون أكثر أو أقل اعتماداً على من سيفوز.
قال الرئيس التنفيذي لشركة "إتسي" (Etsy) جوش سيلفرمان الأسبوع الماضي إن الضجيج السياسي الذي لا يتوقف "حدث يشتت الذهن بشكل لا يصدق".
ن جانبها، ترى شركة "دي آر هورتون" (D.R. Horton) أن أسعار الفائدة المرتفعة ليست السبب الوحيد في تأجيل قرارات مشتري المنازل. وقال بول رومانوفسكي الرئيس التنفيذي للشركة للمحللين: "إن تقلب أسعار الفائدة بالإضافة إلى حالة عدم اليقين العامة خلال موسم الانتخابات يتسبب في بقاء بعض المشترين على الهامش على المدى القريب".
وحذّرت كل من شركات "أوريلي أوتوموتيف" (O’Reilly Automotive)، و"سليب نامبر" (Sleep Number) و"بلوتون إنترأكتيف" (Peloton Interactive) المتخصصة في ركوب الدراجات في الأماكن المغلقة من تباطؤ المبيعات ارتباطاً بالانتخابات في آخر مؤتمراتها الهاتفية مع المحللين.
ينخفض عدد الناس الذين ينتقلون من مكان لآخر في فترة الانتخابات، مما يؤثر على شركات الطيران وسلاسل الفنادق. وتتوقع شركة "بارك هوتلز أند ريزورتس" (Park Hotels and Resorts) للفنادق والمنتجعات أن تنخفض الحجوزات بنحو 13% في أسبوع الانتخابات و11% أخرى في الأسبوع التالي مع بقاء الناس قرب موطنهم.
عوائق إعلانات الانتخابات الأميركية
تجد الشركات أيضاً صعوبة أكبر في إيصال رسائلها من خلال إعلانات الحملات الانتخابية التي لا تنقطع. وقال جيم ماك كان، الرئيس التنفيذي لشركة "فلاورز دوت كوم 1-800" (1-800-Flowers.com)، في آخر مؤتمر هاتفي لشركته: "ارتفعت تكاليف الوسائط الإعلامية، فالانتخابات لها تأثير كبير وكبير جداً على ما ندفعه مقابل الإعلان سواء على المنصات الرقمية أو في وسائل الإعلام التقليدية". وقد يؤثر المستقبل السياسي للولايات المتحدة أيضاً على المحللين الذين يراقبون المؤتمرات الهاتفية بشأن الأرباح.
سأل كريس ماكنالي من شركة "إيفركور" (Evercore) في مؤتمر هاتفي لشركة "جنرال موتورز" عن خسائر السيارات الكهربائية في المستقبل، مضيفاً: "إنها طريقتي في طرح سؤال الانتخابات بشكل غير مباشر".
وأجابت الرئيسة التنفيذية للشركة ماري بارا على ذلك لاحقاً بقولها إن "جنرال موتورز" –التي استثمرت مليارات الدولارات في السيارات الكهربائية التي يفضلها أحد المرشحين ويكرهها الآخر– مستعدة للتعامل مع أي احتمال. على الأقل هناك رئيس تنفيذي واحد يمتلئ بالثقة مهما كانت النتيجة.
وفي مؤتمر هاتفي حول أرباح الربع الثالث، قال الرئيس التنفيذي لشركة "كوين بيس غلوبال" براين أرمسترونغ إن "كلا المرشحين الرئاسيين يتوددان الآن إلى الناخبين من أنصار العملات المشفرة، وبغض النظر عما سيحدث في هذه الانتخابات، سيكون الكونغرس القادم هو الأشد تأييداً للعملات المشفرة على الإطلاق".