استديوهات "الحصن" تفتح فرص استثمارية في الاقتصاد الثقافي وتدعم صناعة الأفلام
في مشروع يقدم تجربة إنتاج متكاملة بأعلى المعايير العالمية، ينتظر أن تحول أستوديوهات الحصن بيج تايم، السعودية إلى وجهة جديدة لمستثمرين والمهتمين بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني وفي صناعة قصص ملهمة وإنتاجات ضخمة تعزز الطلب على الخدمات المالية وتفتح فرص استثمار وتزيد التوظيف، بحسب مختصين وخرجين تحدثوا لـ "الاقتصادية".
الاستوديوهات الجديدة ، التي دشنها رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ أمس، تقدم تجربة متكاملة لمكاتب الإنتاج، وشركات التمويل الفني ، كما تسهم في توفير بيئة عمل مثالية وتسهيل وتسريع عمليات الإنتاج بأعلى المعايير العالمية.
أحمد الشهري المختص في إدارة إستراتيجية الأعمال قال لـ"الاقتصادية" إن الاقتصاد الثقافي واحد من القطاعات الأكثر ربحية ومن الناحية الاقتصادية يسهم في نقل المعرفة التقنية المتخصصة ويزيد الطلب على الخدمات المالية من الاقتصاد السعودي بهدف التمويل، منوها بدوره في تعزيز مكانة السعودية في المنطقة والعالم في صناعة المحتوى.
الأستوديوهات بُنيت خلال فترة قياسية تقدر بـ120 يومًا، وهي تعد واحدة من أكبر وأحدث أستديوهات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في الشرق الأوسطـ، إذ تضم 7 مباني على مساحة 10.5 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة للمشروع بلغت 300 ألف متر مربع.
الشهري أكد أن السعودية واحدة من الدول الأكثر استهلاك للمحتوى، ووجود مثل هذه المشاريع له عوائد مالية مباشر وغير مباشرة بما في ذلك فتح فرص استثمار وتوظيف جديد كما أن الإنتاج المحلي سيخفض من التكاليف ويجعلها أكثر تنافسية على المستوى الوطني والاقليمي.
المنطقة تضم أيضًا قرية إنتاج تحتوي على ورش للنجارة والحدادة وتفصيل الأزياء، بالإضافة إلى أجنحة فاخرة لكبار الشخصيات، ومكاتب للإنتاج السينمائي، وغرف مونتاج متكاملة، مما يوفر بيئة عمل مثالية تسهم في تحقيق أعلى كفاءة للإنتاج.
تهدف "أستديوهات الحصن" إلى تبسيط وتسريع عمليات الإنتاج من خلال جمع احتياجاته في موقع واحد، بما يسهم في توفير الوقت والجهد والتكاليف ودعم قطاع الإنتاج في المنطقة بمعايير عالمية، ورفع جودة الأعمال الإنتاجية وتقليل كلفتها، ما يوفر خدمة لجميع الشركات المتخصصة في هذا المجال الواعد.
بينما عدّ مشعل القباني مخرج ومنتج، الأستديوهات داعم للصناعة في السعودية، وستشجع صناعة الأفلام وسيسهم في تحفيز القطاع الخاص لدعم المنتجين لاستخدام الأستديوهات المجهزة بأحدث التقنيات.
القباني دعا المهتمين في صناعة الأفلام والمنتجين إلى استثمار الاستوديوهات المدشنة التي ستغنيهم عن الاستوديوهات الخارجية، مما سيخفض التكاليف والمصاريف.
وكانت قد أكدت هيئة الترفيه السعودية أن تدشين الاستوديوهات يعزز صناعة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني في المنطقة ضمن موسم الرياض، موضحة أنها توفر مساحات تصوير خارجية وداخلية، ومسابح مصممة خصيصا لتصوير المشاهد المائية، وغرف تحكم مزودة بأعلى معايير الشفافية.
يذكر أنه في يونيو الماضي انضمت هيئة الأفلام السعودية إلى رابطة هيئات الأفلام الدولية (AFCI) لتنمية وتطوير قطاع صناعة الأفلام في المملكة، ووضع سينما السعودية على خارطة السينما العالمية، لتمكين شركات الإنتاج الوطنية والمواهب المحلية، وتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة مع نظرائهم حول العالم.
تشكل (AFCI) شبكة عالمية تضم أكثر من 360 هيئة أفلام في أكثر من 40 دولة، وتهدف إلى دعم وتمكين وربط هيئات الأفلام حول العالم لتطوير قطاع الأفلام دولياً بشكل مستدام وتكاملي.