عودة ترمب لولاية ثانية تقسم اللاعبين في قطاع التجزئة إلى فائزين وخاسرين
انتعشت الأسواق أمس على أمل أن تجلب الولاية الثانية لترمب بيئة مواتية أكثر للشركات، لكن بعض أسهم التجزئة هبطت بسبب مخاوف من أن النهج المتشدد لترمب تجاه الرسوم الجمركية سيؤثر في الأداء.
تلونت أسهم بعض متاجر البيع بأسعار مخفضة، وتجار تجزئة الأثاث والأجهزة، وصناع الألعاب، وبعض علامات الملابس التجارية باللون الأحمر في إغلاق يوم أمس.
وفقا لـ «مجلة بارونز» يعكس هذا التفاوت كيف ينظر المستثمرون إلى تعرض الشركات لرسوم جمركية أعلى أثناء استعدادهم لدورة ما بعد الانتخابات.
اقترح ترمب عدة تعريفات جمركية، بما في ذلك ضريبة أساسية 10% على جميع الواردات ورسوم إضافية 60% على الواردات الصينية. وهدد بفرض تعريفة جمركية 25% على السلع المكسيكية، ما لم توقف المكسيك تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة.
يقول محللون "إن هذه الرسوم قد تؤثر في نمو هامش تجار التجزئة وربحيتهم. وسيكون التأثير في بعض الشركات الاستهلاكية أكثر من غيرها، ويختلف التأثير النهائي بناء على مجموعة من العوامل، بما في ذلك مقدار ما تستورده الشركة من الصين، وقوتها التسعيرية، وبنية الهامش".
قال جون توملينسون، مدير الأبحاث في شركة التحليلات إم ساينس، "إن بعض الشركات، مثل شركات قطع غيار السيارات، ستكون قادرة على تمرير الرسوم الإضافية بسهولة أكثر، خلافا لشركات مثل متاجر الأسعار المخفضة، أو المفروشات المنزلية، أو السلع الرياضية".
وأضاف توملينسون أن "الشركات الأكبر حجما، مثل وول مارت وأمازون، قادرة أيضا على مواجهة التعريفات، لأنها تتمتع بالحجم والمرونة، ما يسمح لها بالعثور على موردين بديلين بشكل أسرع، أو استخدام حجمها للتفاوض على أسعار أكثر تنافسية. يمكن أن تؤدي إستراتيجيات التخفيف دورا أيضا".
بعد الموجة الأولية من التعريفات الجمركية المفروضة خلال إدارة ترمب الأولى، نقل عديد من الشركات جزءا كبيرا من إنتاجها للسلع الأمريكية إلى خارج الصين. من جهته، قال ترانج أمين، الرئيس التنفيذي لـ" إلف بيوتي"، وهي شركة يقول محللون إنها منكشفة بشكل كبير على الصين، "إن الشركة تعمل تدريجيا على تحويل قاعدة إنتاجها الأمريكية بعيدا عن الصين وستستمر في فعل ذلك في الأشهر المقبلة". وقللت "شارك نينجا" و"يتي"، وهما من بين الشركات التي وقعت ضحية لركود التجزئة، من اعتمادهما على الصين في الأعوام الخمسة الماضية، ما جعل رد فعل السوق يبدو "مبالغا فيه"، كما كتب راندال كونيك، المحلل في جيفريز، في مذكرة صدرت أمس.
ويتوقع خبراء شحن أن يعجل عديد من تجار التجزئة بعض طلباتهم للحصول على الواردات قبل بدء أي ارتفاع في التعريفات الجمركية. حدث ذلك بعد الموجة الأولى من التعريفات الجمركية التي فرضها ترمب على الصين في 2018 - وصلت الواردات الأمريكية إلى مستوى قياسي في ذلك العام - وقد يحدث ذلك مرة أخرى.
قال عمر نوكتا، المحلل في "جيفريز"، في مذكرة صدرت أمس: "نوقش احتمال حدوث قفزة في الواردات قبل التعريفات الجمركية في أسواق الشحن، لكن يبقى أن نرى إلى أي درجة سيحدث ذلك. متى ما أصبحت صورة التعريفات أكثر وضوحا، ربما نشهد تعجيل الطلبات. سيتسبب ذلك في اضطرابات، منها رفع أسعار الشحن وزيادة تكاليف التخزين وتقييد مزيد من رأس المال"، وفقا لنيل سوندرز، مدير التجزئة في شركة جلوبال داتا.