فوز ترمب يعزز الرهانات على الأسهم المستفيدة من الحرب التجارية في آسيا
كثف المستثمرون في جميع أنحاء آسيا رهاناتهم على الفائزين المحتملين من عودة دونالد ترمب الوشيكة إلى البيت الأبيض، مما أدى إلى قفزات كبيرة في بعض الأسهم الشهيرة.
أدى فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات إلى ارتفاع أسهم شركات بناء السفن الكورية، وشركات تصنيع الإلكترونيات الهندية، وموردي الصلب الأستراليين، بل وحتى المجمعات الصناعية الفيتنامية.
يتلخص الاعتقاد المشترك في أن هذه الشركات يمكن أن تستفيد من القيود الأكثر صرامة على التجارة العالمية، والتي من شأنها أن تضغط على سلاسل التوريد ولكنها تخلق فرصاً للشركات الذكية.
ارتفاع أسعار الأسهم يؤكد أن بعض المستثمرين في المنطقة يتخذون نهجاً جزئياً للاستثمار قبل ولاية ترمب الثانية، على النقيض من الرهانات الكاسحة التي استهدفت "تجارة ترمب" الشهيرة مباشرة بعد الانتخابات.
قال نيرغونان تيروشيلفام، المحلل لدى شركة "أليثيا كابيتال" في سنغافورة: "بدأ بعض المستثمرين في الأسواق الناشئة ينظرون إلى ما هو أبعد من نهج (تجارة ترمب) عبر اقتناص فرص محددة لتوليد العائد"، مضيفا "بدأ يتشكل التركيز على بعض القطاعات بعينها".
شركات بناء السفن الكورية
ارتفعت أسعار أسهم شركة بناء السفن الكورية الجنوبية "هانوا أوشن" 30 % اليومين الماضيين، في حين قفزت نظيراتها "إتش دي هيونداي هيفي إنداستريز" و"سامسونغ هيفي إنداستريز". كما ساعدت على موجة الشراء هذه مكالمة هاتفية بين ترمب والرئيس الكوري يون سوك يول، أعرب خلالها الرئيس المنتخب عن أمله في التعاون الوثيق مع الدولة الآسيوية، وتعمل "هانوا أوشن" على شراء حوض بناء السفن السابق التابع للبحرية في فيلادلفيا، وحصلت على أول عقد كوري على الإطلاق لإصلاح سفينة بحرية أمريكية، وكلاهما عاملان قد يطمئنان المستثمرين القلقين بشأن مخاطر نهج ترمب "أمريكا أولا".
شركات الصلب الأسترالية
ارتفع سعر سهم شركة "بلوسكوب ستيل" المدرجة في سيدني، مع أسهم شركات صناعة الصلب المحلية في الولايات المتحدة، حيث قفزت بأكثر من 5 % لمدة يومين على التوالي. تحصل الشركة على ما يقرب من نصف إيراداتها من أمريكا الشمالية، إلى حد كبير من خلال ذراعها "نورث ستار" ومقرها أوهايو، مما يؤهلها للاستفادة من الرسوم الجمركية المحتملة التي قد تضر بالاقتصاد الأسترالي.
الأسهم الهندية
أغلقت أسهم شركات تصنيع الإلكترونيات الهندية "ديكسون تكنولوجيز إنديا" و"كاينس تكنولوجي إنديا" و"سيرما إس جي إس تكنولوجي" مرتفعة 8.5 %، حيث تفاعل المستثمرون مع فوز ترمب، ويعتقد الاقتصاديون أن الهند ستحصل على دفعة من استراتيجية "الصين زائد واحد" المتنامية، حيث تحاول الشركات العالمية تنويع سلاسل التوريد بعيدا عن الصين، وفي الوقت نفسه دون التخلي عنها بالكامل.
"الصين زائد واحد"
قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس": "عادت مخاطر الرسوم الجمركية والسياسات المالية إلى السوق. وقد يعمل هذا لصالح المستفيدين من مبادرة (الصين زائد واحد)، وخاصة الهند، التي تتمتع بقوتها الهيكلية الكبيرة في التركيبة السكانية والإنفاق على البنية التحتية".
الشركات التي تتبنى استراتيجية "الصين زائد واحد" ستستثمر بشكل أكبر في جنوب شرق آسيا، حسبما كتب تشاك ريونغسينبينيا، محلل شركة "مايبانك كيم إنغ سيكيوريتيز"، تجدر الإشارة إلى أن الرهانات على هذه الأسهم لم تكن كلها في اتجاه واحد، إذ انخفضت أسعار بعض الأسهم الرابحة الكبيرة يوم الجمعة، ولا يزال المستثمرون يشعرون بالقلق من حالة عدم اليقين مع عودة ترمب إلى البيت الأبيض، لكن هذه التحركات تشير إلى شعور بين المستثمرين في آسيا بأنه رغم التشاؤم بشأن تأثير التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فإن هناك أرباحاً متوقعة لصائدي الأسهم النشطين.
قال بيلي ليونغ، خبير استراتيجي الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة "غلوبال إكس" : "في جميع أنحاء آسيا، تستفيد قطاعات مثل الدفاع والإلكترونيات من تحول الولايات المتحدة بعيدا عن الصين"، "بالنسبة لي، هذا ليس مجرد إعادة توجيه للتجارة، إنه مثل تدوير قطاعي".