تكدس الحاويات في ميناء الدمام .. حلول أبرزها الاستعانة بـ"الجبيل" وقطار الشحن
وضعت لجان مُشكلة من جهات رسمية وممثلين عن القطاع الخاص في المنطقة الشرقية 5 حلول لمعالجة أزمة تكدس الحاويات بميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، وازدحام الشاحنات على الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى الميناء.
وبحسب معلومات حصلت عليها "الاقتصادية" من مصادر مطلعة، شملت الحلول تحويل وصول البضائع إلى ميناء الجبيل التجاري بدلا من ميناء الملك عبدالعزيز، وتقليل الاعتماد على الشاحنات لتخفيف الضغط على الطرق الرئيسية المؤدية من وإلى الميناء.
كما قدمت اللجان مقترحا بنقل الحاويات من موانئ المنطقة الشرقية إلى الرياض من خلال قطار الشحن.
الحلول تضمنت إخراج الحاويات من الميناء خلال الفترة الزمنية من الـ 6 مساءً وحتى 6 صباحاً، وتفعيل ورديات في مستودعات المستوردين لاستقبال الحاويات.
يشار إلى أن التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر زادت الضغط على ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، فتحولت عمليات الشحن من قبل الشركات المحلية والأجنبية إلى الميناء ما تسبب تكدس للحاويات.
وامتد أثر ذلك إلى ازدحام الشاحنات في الطرق الرئيسية، الأمر الذي دفع جهات رسمية عدة حينها إلى تنفيذ حلول لمعالجة الوضع الحالي.
وترى اللجان في تنفيذ مقترحاتها، إمكانية تحقيق نتائج إيجابية تصب في مصلحة المستثمرين وقطاع الأعمال، لذا دعت المستوردين إلى الإسهام في حل المشكلة لتسهيل حركة البضائع المستوردة ووصولها بطرق مثالية إلى مستودعات المستوردين.
وسجل الميناء في النصف الأول من العام الجاري، ارتفاعا في إجمالي الحاويات الصادرة والواردة 37.4% لتصل إلى 1.5 مليون حاوية قياسية، بحسب بيانات الهيئة العامة للموانئ.
وسعت الهيئة العامة للموانئ قبل ذلك إلى معالجة الوضح الحالي من خلال إلزام الجهة المشغلة للميناء بالأداء التشغيلي، والوقت الزمني والمتابعة بما يخص التوحيد والتفريغ وإعادة التعبئة والنقل للحاويات.
ومن بين الحلول التي تم تنفيذها في وقت سابق، الاستعانة بأراض مملوكة لجهات حكومية أخرى قريبة من ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، لنقل الحاويات إليها وتخزينها، بهدف تسهيل حركة البضائع، بحسب مصادر تحدثت في وقت سابق لـ "الاقتصادية".
ويعد ميناء الملك عبدالعزيز الميناء الرئيس للسعودية على الخليج العربي، إذ تبلغ مساحته 19 كيلومترا مربعا، يحتوي على 43 رصيفا مكتملة الخدمات والتجهيزات.
وبحسب تأكيدات الهيئة العامة للطرق لـ "الاقتصادية"، يعد طريق "الرياض - الدمام" السريع أكثر الطرق استخداما للشاحنات، حيث زاد عدد رحلات الشاحنات المستخدمة للطريق 24.13% خلال النصف الأول من العام الجاري.
وقفز عدد رحلات الشاحنات المستخدمة لشبكة الطرق السريعة في السعودية 13.11% خلال النصف الأول من العام الجاري، ليبلغ 785 ألف رحلة، مقارنة بـ694 ألفا في النصف المماثل من 2023.
بدوره، قال نشمي الحربي، مختص في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل البري: إن الحلول التي تقدمت بها اللجان المُشكلة تتطلب تعاون مقدمي الخدمات اللوجستية والناقلين وكذلك التجار والمستثمرين.
وتعد زيادة ساعات العمل في المستودعات في الوقت الحالي ضرورياً لتفادي تكدس البضائع وتسهيل جدولة الرحلات، وفقا للحربي الذي أكد أن التوجه نحو استغلال قطار الشحن "سار" في نقل البضائع والسلع وإيصالها إلى الميناء الجاف في الرياض يعد مقترحاً مناسباً لمعالجة الازدحام وأقل تكلفة للمستوردين والتجار.
وأضاف المختص أن مقترح تحويل وصول البضائع إلى ميناء الجبيل التجاري بدلا من ميناء الدمام يحتاج إلى إقناع بعض خطوط الملاحة البحرية التي تجعل آخر وجهة لها في الخليج العربي هي ميناء الدمام لتقليل التكاليف وتقليص مدة رحلاتها، مشيرا إلى أن هذا المقترح يواجه تحديا آخر يتمثل في ازدحام الشاحنات المستمر على طريق الجبيل الدمام .
بدوره يرى خالد الفهيد المختص والمستثمر في القطاع اللوجستي، أن مثل هذه الحلول ستسهم في تخفيف الضغط على ميناء الملك عبدالعزيز وتسهل من انسياب البضائع والسلع الواردة إلى الميناء، إلى جانب تسهيل اصطفاف الشاحنات على الطرق الرئيسية المؤدية إلى الميناء.
وأشار إلى أن مشكلة تكدس الحاويات في الميناء ظهرت مع اندلاع التوترات الجيوسياسية في منطقة البحر الأحمر، على الرغم من الحلول التي قدمت حينها فإن المشكلة ما زالت قائمة، ويتطلع المستثمرون والتجار أن تسهم الحلول في تسريع وصول البضائع والسلع إلى وجهتها النهائية.