عقود النفط الآجلة تستهدف تسعيرا متوازنا وسط رياح معاكسة من ارتفاع الدولار
تحاول العقود الآجلة للنفط الخام الوصول إلى تسعير متوازن وسط رياح معاكسة أتى بها ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي، جنبا إلى جنب مع إدارة الرئيس دونالد ترمب التي من المرجح أن تتراجع عن معظم سياسات الطاقة الحالية، بحسب ما ذكره "بنك أو كيه المالي".
يقول محللون نفطيون لـ"الاقتصادية": إن الانخفاض الحاد في مخزونات الوقود الأمريكية أدى إلى تعويض المخاوف من زيادة العرض حيث أظهر التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة زيادة مخزونات النفط الخام الأسبوع الماضي.
وأشاروا إلى أن ارتفاع الدولار حد من الاتجاه الصعودي للنفط لأنه يجعل النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى ما قد يقلل الطلب، مسلطين الضوء على المراجعة الهبوطية الأخيرة لمنظمة أوبك لنمو الطلب التي تؤثر في الأسعار.
وخفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2024 و2025 مبررة ذلك بتباطؤ الطلب في الصين والهند ومناطق أخرى وهو ما يمثل المراجعة النزولية الرابعة على التوالي لمجموعة المنتجين.
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية تحقيق فائض نفطي يزيد على مليون برميل يوميا في 2025 مع ارتفاع الفائض في الولايات المتحدة وتجاوز إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك نمو الطلب العالمي الأضعف.
التعاملات تشير إلى أن أسعار النفط الخام عالقة تحت مستوى 69.21 دولار، مع استهداف الأخطار الهبوطية عند 66 دولارا و63.46 دولار.
أسعار النفط قد تراجعت عند التسوية الجمعة، بنسبة 2%، وسجل الذهب الأسود خسائر أسبوعية بنحو 4%، بفعل ضعف الطلب الصيني، فيما محت المخاوف من وجود فائض في المعروض أثر انخفاض حاد في مخزونات الوقود الأمريكية وضبابية خفض الفائدة.
روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو اتش ايه" لخدمات الطاقة يرى أن سعر النفط الخام حقق بعض الاستقرار مؤخرا مع تداوله قرب أدنى مستوى له منذ عدة أشهر، وبعد مراجعة أوبك بالخفض لتوقعات الطلب لعامي 2024 و2025.
ولفت الى تأكيد شركة بيبرستون المالية بشأن اتساع حالة عدم اليقين لتوقعات سوق الخام العالمية، وسط ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من تأثيرات جيوسياسية.
من جانبه، يقول دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة " تكنيك جروب " الدولية إن خفض أوبك لتوقعات نمو الطلب في العام المقبل تأثر بشكل أساسي بطلب كبار المستهلكين مثل الصين وأسهم في زيادة الضغط على أسعار النفط الخام.
وأشار إلى أن المخاوف بشأن النمو الاقتصادي تتفاقم وخاصة في آسيا بسبب قوة الدولار ما يوجد بيئة غير مواتية نسبيا لقطاع الطاقة.
أما ارفي ناهار مدير النفط والغاز في شركة "ناهار" الدولية للطاقة فترى أن توقعات سوق النفط الخام تظل غير مؤكدة نسبيًا حيث تؤدي عوامل عديدة دورًا حاسمًا في الاتجاه المستقبلي للأسعار خاصة مراجعة بيانات الطلب من قبل أوبك ووكالة الطاقة الدولية والتوترات الجيوسياسية ولذا فإن السوق في وضع هش قد يؤدي إلى تحركات كبيرة في المستقبل القريب.
وأفادت أن انخفاض معالجة النفط الخام في الصين بنسبة 4.6% على أساس سنوي في أكتوبر يضعف الطلب على النفط من أكبر مستورد في العالم.