المساواة في النمو الاقتصادي بين الجنسين على طاولة قادة "العشرين"
عندما اجتمع رؤساء الدول والحكومات أمس لالتقاط صورة جماعية في قمة العشرين المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، كانت المشكلة المستمرة واضحة "قلة عدد النساء القادة"، هذا الغياب الملحوظ والمؤسف كان موجودا في القمم السابقة، لكن في انعكاس مهم عن الأعوام الماضية، قطعت المجموعة برئاسة البرازيل خطوات حقيقية ومهمة لتعزيز تمكين المرأة.
وفقا لـ "مؤسسة أتلانتيك كاونسيل" الشهر الماضي، عقدت مجموعة عمل تمكين المرأة التابعة لمجموعة العشرين أول اجتماع وزاري لها، وقالت وزيرة المرأة البرازيلية سيدا غونسالفيس: "لا يكفي الحديث عن الفرص إذا لم نواجه الحواجز التي تمنع النساء من الوصول إليها" ، مؤكدة أن تمكين المرأة يجب أن يشمل جميع النساء، وخاصة الأكثر تهميشا، ويشير هذا إلى حقيقة بالغة الأهمية: حان وقت العمل على المساواة بين الجنسين، بينما تستعد المجموعة لاستكمال بيانها، فإنها تمتلك القدرة على إعادة تشكيل السياسات والالتزامات عبر دول مجموعة العشرين، ما يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر عدالة للنساء والفتيات في جميع أنحاء العالم، وفقا لمايتي جونزاليس لاتوري، مساعدة برامج في مركز إدريان أرشت لشؤون أمريكا اللاتينية التابع لمؤسسة "أتلانتيك كاونسيل".
كان الهدف الأساسي للاجتماع الأخير المضي قدما في مسودة البيان الوزاري، الذي سيحدد التزامات دول مجموعة العشرين حول تعزيز تمكين النساء والفتيات؛ وتحقيق المساواة بين الجنسين والقضاء على أشكال العنف ضد المرأة.
تمهيد الطريق
كانت الرحلة نحو إنشاء مجموعة عمل مخصصة لتمكين المرأة داخل مجموعة العشرين تدريجية، فقد بدأت في 2015 بإطلاق Women20، وهي مجموعة مشاركة تركز على النمو الاقتصادي الشامل للجنسين.
تبع ذلك إنشاء تحالف مجموعة العشرين لتمكين ودعم التمثيل الاقتصادي للمرأة في 2019، وجاءت ذروة الجهود في 2023، تحت رئاسة الهند لمجموعة العشرين، بتشكيل مجموعة عمل تمكين المرأة.
وقبل اجتماعات مجموعة العشرين لهذا العام في البرازيل، أعربت جنوب إفريقيا عن التزامها بهذه المجموعة العاملة عندما تتولى رئاسة مجموعة العشرين العام المقبل.
هذه هي المرة الأولى التي يصدر فيها بيان محدد بشأن تمكين المرأة من مجموعة عمل لمجموعة العشرين، ما يشير إلى تقدم كبير وخطوة عظيمة في معالجة عدم المساواة بين الجنسين.
ورغم أن النساء يشكلن نصف السكان، فإن وجودهن في المناصب ذات السلطة لا يزال منخفضا جدا. على الصعيد العالمي، وفقا لبيانات 2023، تشغل النساء 25% فقط من المناصب الوزارية للشؤون الخارجية و12% من المناصب الوزارية للدفاع، والجدير بالذكر أن كوستاريكا 50%، وتشيلي 58%، حققتا التكافؤ بين الجنسين في مناصبهما الوزارية.
هذا التفاوت الصارخ يسلط الضوء على الحاجة الملحة لمعالجة عدم المساواة بين الجنسين في مجالات صنع القرار، ويمكن أن تكون مجموعة العشرين منصة قيمة للاعتراف بدور المرأة وتعزيزه في مواقع القيادة.
الأجندة المقبلة
ولتعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، ينبغي لمجموعة العمل المعنية بتمكين المرأة أن تركز على مبادرتين رئيسيتين.
أولا: يجب أن تشجع الدول الأعضاء على تبني سياسات تدعم النساء، وتشكل تشيلي التي زادت تولي النساء لمناصب سفيرات من 12% إلى 30% في غضون 4 أعوام فقط، نموذجا ملهما.
ثانيا: يعد تعزيز مشاركة المرأة في مجموعات عمل مجموعة العشرين أمرا مهما، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ إستراتيجيات التكافؤ بين الجنسين في المجموعات التواصلية والأدوار القيادة، مثل التناوب بين الرؤساء الرجال والنساء في مسارات مجموعة العشرين المختلفة. لكن يرجح أن تواجه جهود مجموعة العشرين لتنفيذ سياسات تعزز تمكين المرأة تحديات.
وأعرب خافيير ميلي، رئيس الأرجنتين، عن معارضته الشديدة لتدابير المساواة بين الجنسين، رغم ذلك التزمت دول العشرين الأخرى ببيان تمكين المرأة، ما قد يعزز المحادثات بشأن المساواة بين الجنسين.