السجلات التجارية للمستشفيات في السعودية تقفز 91 % خلال 5 أعوام

السجلات التجارية للمستشفيات في السعودية تقفز 91 % خلال 5 أعوام

شهدت السجلات التجارية للمستشفيات في السعودية نموا استثنائيا خلال الأعوام الـ5 الماضية، حيث ارتفعت 91% في 2023 مقارنة بـ2019، في حين زادت السجلات الخاصة بالمجمعات الطبية بنسبة 52% لنفس الفترة.

فيما يرى مختصون تحدثوا لـ«الاقتصادية» أن الأرقام تعكس الطلب المتزايد على الخدمات الصحية، إضافة إلى الدعم الحكومي وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع.

وبلغت السجلات القائمة لنشاط المستشفيات في السعودية 3717 سجلا بنهاية شهر أكتوبر 2024، بينما وصلت السجلات القائمة لنشاط المجمعات الطبية العامة إلى 4839 سجلا بحسب ما ذكرته لـ"الاقتصادية" وزارة التجارة.

وتصدرت منطقة الرياض في عدد المستشفيات والمجمعات الطبية، تليها منطقة مكة المكرمة، ثم المنطقة الشرقية.

تحول جذري في القطاع

أوضح سلطان الخالدي المدير التنفيذي لرسملة الحوكمة للاستشارات الإدارية ومختص اقتصادي، أن السعودية سجلت نموا استثنائيا في القطاع الصحي، إذ يعكس هذا النمو التحول الجذري في تقديم الخدمات الصحية، وزيادة الكفاءة التشغيلية، والاستثمار في البنية التحتية الصحية، ما أدى إلى تحسين جودة الحياة وزيادة مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني.

ويبرز حجم الطلب على الخدمات الصحية في العاصمة تصدرها قائمة أعلى السجلات، ويشير إلى استقطاب المنطقة مزيدا من الاستثمارات الصحية.

الخالدي أشار إلى أن تصدر منطقة الرياض قائمة المناطق الأكثر طلبًا على الخدمات الصحية، يعكس حجم الحاجة المتزايدة في العاصمة واستقطابها لاستثمارات صحية كبيرة، إضافة إلى النمو الملحوظ في المناطق الرئيسية الأخرى.

السوق السعودية تضم 10 شركات رعاية صحية مدرجة في "تاسي" من أهمها الحبيب ورعاية ودله والمواساة وفقيه الطبية والحمادي التي تستثمر الشركات في بناء عدد من المستشفيات في مدن السعودية، ولديها بالفعل فروع قائمة في المدن الكبرى.

ويبلغ عدد المستشفيات في السعودية نحو 500 مستشفى، الجزء الأكبر منها في القطاع الحكومي الذي يشمل نحو 320 مستشفى.

وأكد الخالدي أن هذا النمو يعد فرصة كبيرة للقطاع الخاص للاستثمار في الرعاية الصحية، خاصة في المجمعات الطبية، لتحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب.

إستراتيجية لوزارة الصحة 2030

 أوضح عبدالله المغلوث خبير اقتصادي، أن السعودية جعلت الصحة والخدمات الطبية على رأس أولويات رؤيتها 2030، حيث قامت بإعداد خطة إستراتيجية لوزارة الصحة 2030، بهدف ضمان تطبيق برنامج تحول القطاع الصحي.

وأشار المغلوث، إلى المبالغ الضخمة التي أنفقتها السعودية خلال السنوات الـ10 الماضية في قطاع الرعاية الصحية، فضلا عن العقلية الاستثمارية التي تتبناها السعودية في التخطيط للسنوات المقبلة.

وأضاف "الإحصائيات الحكومية، خلال الفترة من (2015 إلى 2024)، أوضحت ارتفاع ميزانية هذا القطاع من 82.07 مليار ريال في 2015 إلى 214 مليار ريال سعودي في عام 2024".

وذكر أنه على أساس سنوي ارتفعت المخصصات الحكومية المقدمة لقطاع الصحة والتنمية الاجتماعية بنسبة 13.23% للسنة المالية 2024، مبينا أن السعودية تسعى إلى تعزيز مساهمة القطاع الخاص في مجال الرعاية الصحية من 40 % إلى 65 % بحلول عام 2030.

فرص في صناعة الرعاية الصحية

المغلوث أوضح أن صناعة الرعاية الصحية في السعودية تشهد ارتفاعاً غير مسبوق من حيث فرص الاستثمار والتوسع الأفقي والرأسي، من خلال إنفاق سنوي يبلغ 2.4 مليار دولار تقريبا.

وأشار إلى أن النمو الاقتصادي في القطاع الصحي السعودي يعكس ديناميكية إيجابية تُبرز أهمية الاستثمار في هذا القطاع كركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة.

وقال "إن القطاع الصحي يعد أحد المحركات المهمة لتنويع الاقتصاد السعودي، حيث يمكن أن يصبح مركزًا إقليميًا للسياحة العلاجية والابتكار الطبي، ما يعزز مكانة السعودية كمركز اقتصادي عالمي".

الأكثر قراءة