مساحة الاقتصادية: الزمن أبرز التحديات أمام هيئة استضافة كأس العالم والتضخم تحت السيطرة
قال خبراء اقتصاديون ورياضيون، إن تأسيس هيئة عليا لاستضافة كأس العالم 2034، برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يذلل كافة العقبات في سبيل تنظيم نسخة استثنائية لأكبر حدث رياضي عالمي، وإطلاق القدرات المحلية لتنمية وتطوير القوى البشرية اقتصاديا واجتماعيا وسياحيا.
جاء ذلك في مساحة نظمتها صحيفة الاقتصادية عبر منصة X، تحت عنوان "كأس العالم في السعودية .. لماذا تحتفل وما تأثيراته في 10 قطاعات؟"، بمشاركة خبراء في الاقتصاد والعقار والأسهم والإعلام الرياضي، ومداخلة من رئيس التحرير محمد البيشي، وإدارة الزميل حسين مطر مساعد رئيس التحرير، ومشاركة مراد الزهراني من الكنترول، وأحمد الرشيد من وحدة التحليل المالي.
الخبراء تطرقوا إلى أبرز التحديات والملفات المهمة التي ستسهم في تقديم كأس عالم استثنائي، وانعكاسات الاستضافة على تحريك مؤشرات النمو وتطوير القطاعات المتعلقة بالبنية التحتية والمقاولات والفندقة، وفتح منافذ لرحلات جوية أكثر استيعابا، مرجحين أن يكون التضخم قبل وأثناء الحدث تحت السيطرة.
استهل المساحة الخبير الاقتصادي أحمد الشهري، بالقول: "إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان منذ الكشف عن استضافة السعودية كأس العالم 2034 أعلن تأسيس هيئة خاصة بالاستضافة تضم 17 وزيرا، وهذا يعكس الالتزام منذ الثانية الأولى لدعم الملفات التنموية الخاصة بالملف، بينها الملفات الصحية والبيئية والسكنية والأمنية".
بيد أنه أشار إلى أن العائق الوحيد هو السباق مع الزمن، خاصة في المدن الـ5 التي ستقام عليها المباريات، مؤكدا أهمية ترتيب الأولويات للمشاريع والمبادرات، وتطوير قطاع المقاولات لأهميته في البنى التحتية.
وأوضح، أن كأس العالم ليس غاية لكنه وسيلة لتنمية قوة سعودية ناعمة، لأن مواصلة النمو ستخدم سمعة البلد ومؤشراته في كل القطاعات.
وتُشكِّل استضافة السعودية بطولة كأس العالم 2034 لكرة القدم، خطوة إستراتيجية، ستُسهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى "جودة الحياة"، الذي يُعد أحد أبرز برامج رؤية السعودية 2030 التنفيذية.
من جانبه، يرى محمد البكيري الناقد الرياضي، أن السعودية تفردت وتحملت المسؤولية مبكرا بكسرها لكثير من القواعد ومنها الرياضة، حيث تحولت إلى وجهة عالمية مليئة بالفرص الوظيفية.
وأضاف، "علينا تشكيل منتخب قوي ينافس لا يشارك فقط"، مشيرا إلى أن عقلية اللاعب السعودي الهاوي الذي لا يبحث عن المال ولا يريد الاغتراب لن تنقلنا للأمام، والحاجة ماسة للانتقال إلى البيئة الاحترافية".
وأشار إلى أن الاحتراف الخارجي هو العامل الأساسي لتطوير المنتخب السعودي، ويختصر كثيرا من الزمن، مؤكدا أن السعودية بحاجة إلى مشروع واضح للاحتراف الخارجي، "لا نريد المنتخب كمحطة حافلة، ليأتي 10 لاعبين ثم يغادرون ويأتي غيرهم".
وتسعى السعودية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين في ممارسة الرياضة، فضلًا عن صقل قدرات الرياضيين وتحسين الأداء الرياضي للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل السعودية وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية.
بدوره، ذكر الدكتور ماجد الركبان المتخصص في القطاع العقاري، أن قطاع الإيواء هو المستفيد الأكبر من استضافة المونديال، مؤكدا أن الفرصة متاحة لإحداث نقلة نوعية تاريخية في القطاع.
وأضاف الركبان، أن "الإيجارات طويلة المدى ستدخل لاعبا جديدا، حيث يجب التعامل مع القطاع وفق ثقافات واهتمامات دول عديدة".
وينتظر أن تبرز السعودية نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية واقتصادية، علاوة على الثقافية والترفيهية.
أما أحمد الرشيد المحلل المالي في "الاقتصادية"، فقال "إن مؤشر تاسي منذ إعلان ترشح السعودية لاستضافة المونديال في أعلى تقييم، ويرتفع بشكل جيد منذ الأسبوع الماضي بمكاسب تجاوزت 600 نقطة".
وأضاف، أن "تجارب آخر 5 استضافات للدول للمونديال أثبتت أن أسواق الأسهم تتحرك إيجابا من 2-5 % عدا البرازيل التي كانت تعاني مشاكل اقتصادية كبرى".
وأشار إلى أن الشركات المدرجة في السوق التي لها علاقة بالبنى التحتية والتشييد والضيافة والفنادق والغذاء، ستكون أكبر الرابحة من المونديال.
وخلال المساحة، وجه محمد البيشي رئيس التحرير تساؤلات إلى المختصين في العقار والرياضة عبدالحميد العمري وفيصل الجفن، عن قضايا ذات صلة بتأثيرات رغبة السعودية في إحداث تغيير في كرة القدم، مع دخول منتخبات جديدة من الدول النامية للمشاركة ليصل العدد إلى 48 منتخبا، كما تساءل عن التغييرات التي ستطرأ على جغرافيا العقارات.
وقال رئيس التحرير خلال حديثه، "تأثير كأس العالم في المجتمعات يمتد حتى إلى طريقة تفكيرها وإحداثها للفارق النوعي".
هنا أجاب عبدالحميد العمري الكاتب المختص في القطاع العقاري، بأن الأمور ستمضي دون أي صدمات تضخمية، وكل شيء تحت السيطرة، متوقعا نمو التوظيف من 4 إلى 5 ملايين شاب وشابة خلال 10 سنوات مقبلة.
وأضاف، "نحن بدأنا العمل منذ 2016 قبل كأس العالم، وقطار الاقتصاد السعودي يتحرك دون توقف، وسنكمل الطريق حتى بعد 2034".
من جانبه، قال فيصل الجفن الناقد والمحلل الرياضي، "إن الرياضة في السعودية بورصة تضاهي كل القطاعات عقاريا وسياحيا وتنمويا"، مشيرا إلى أن أكبر نجاح للسعودية كرويا هو أنها سحبت اهتمام العالم ولم نعد نحتاج لإقناعهم".
وردا على سؤال رئيس التحرير، قال المهندس عبدالله الشهراني مدير عام الاتصال المؤسسي في مجموعة الخطوط السعودية "ستضاعف مجموعة الخطوط السعودية وجهاتها وأسطولها من 100 وجهة دولية وداخلية إلى 200 وجهة بنهاية العقد الحالي، وإنها تمتلك عدد 190 طائرة حاليا وستستقبل أكثر من 190 طائرة أخرى".
وأضاف الشهراني، أن "وضع النقل الجوي مطمئن جدا، فبالنسبة إلى البنية التحتية هناك مشاريع بدأت فعليا مرحلة التنفيذ ولم تعد في طور التخطيط مثل توسعة مطاري جدة وأبها، وإنشاء مطار الملك سلمان في الرياض، وغيرها من المطارات".
وتابع "نسعى إلى المساهمة في تحقيق أكبر هدفين وضعهما الأمير محمد بن سلمان وهما: 330 مليون مسافر و250 وجهة دولية بحلول عام 2030".