زخم طروحات الخليج مهدد بمغالاة التقييمات في 2025

زخم طروحات الخليج مهدد بمغالاة التقييمات في 2025

تشهد صفقات بيع الأسهم الجديدة في الشرق الأوسط وتيرة قياسية خلال 2024، ويتوقع استمرار هذا الزخم في العام المقبل، رغم ظهور بعض المؤشرات المقلقة من الاكتتابات الأولية الأخيرة التي أثارت تساؤلات حول التقييمات.

الشركات جمعت 13 مليار دولار من نافذة الاكتتابات العامة الأولية منذ بداية العام الجاري، ما يجعلها ثاني أفضل سنة لطروحات في الشرق الأوسط منذ جائحة كورونا. ولكن على عكس السنوات السابقة، لم تعد العوائد المبكرة القوية مضمونة.

أكبر 3 طروحات في الخليج لهذا العام، وهي "طلبات هولدينغ"، و "أوكيو للاستكشاف والإنتاج"، و "لولو للتجزئة القابضة"، شهدت أداء ضعيفا في أيام تداولها الأولى، على الرغم من الطلب الكبير الذي حظيت به. ويرى بعض المحللين أن زيادة حجم صفقات "لولو" و"طلبات" في مرحلة متأخرة أدى إلى فائض في العرض.

صدارة الاكتتابات الخليجية

علي خالبي الرئيس التنفيذي لقطاع أسواق رأس المال في المجموعة المالية "هيرميس" قال "المستثمرون يظهرون حساسية أكبر تجاه التقييمات، وهم أكثر اهتماماً بدفع الأموال لشراء أسهم الشركات ذات النمو الواضح، بدلاً من التركيز فقط على فرص العوائد".

مع ذلك، وفي ظل استمرار جهود الحكومات بالخليج لتنويع اقتصاداتها، وتعميق أسواق رأس المال، يتوقع المشاركون في السوق استمرار موجة الطروحات.

أندرو بريسكوي رئيس أسواق رأس المال للأسهم في "بنك أوف أميركا" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا قال "لا أرى أي شيء يوقف هذا الزخم. صحيح أن الاكتتابات الأولية لم تكن جميعها ناجحة مؤخرا، لكن ذلك لن يوقف مستوى الإصدارات، رغم أنه قد يؤثر على اهتمام المستثمرين".

بحسب بيانات "بلومبرغ"، ستظل الإمارات وجهة رائدة للطروحات في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للعام الثالث على التوالي، كما تصنف مع السعودية ضمن أفضل 10 وجهات عالميا من حيث طروحات الأسهم.

عمان شهدت أيضاً صفقات كبيرة، ما جعلها تتفوق على دول مثل بريطانيا وألمانيا من حيث حجم الطروحات، حيث تخطط لخصخصة 30 شركة حكومية، من بينها "أسياد" للخدمات اللوجستية، و"عمان لنقل الكهرباء"، كما تخطط "أوكيو" لمزيد من الطروحات في السنوات المقبلة.

طروحات جديدة على الطريق

في الإمارات تدرس "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني لأبوظبي، طرحا أوليا تاريخيا قد يجعلها أول شركة طيران خليجية تدرج أسهمها في البورصة، كما يدرس تكتل مملوك لحاكم دبي إدراج شركتين عقاريتين. وتشمل الطروحات المحتملة الأخرى موقعاً للإعلانات المبوبة، وشركة مالكة لعلامة تجارية للشيشة، وشركة لخدمات تكنولوجيا المعلومات، وأخرى للإنشاءات.

في السعودية، يتوقع أن تشهد سلسلة من الطروحات، بما في ذلك شركة الطيران منخفضة التكلفة "فلاي ناس"، وشركة التكنولوجيا المالية "تابي"، وشركة التقنية "إجادة"، كما قد يبيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصصا في شركات مثل "نوبكو" للمشتريات الطبية، وشركة تشغيل الموانئ التابعة له.

اكتتابات قياسية تطرق باب السعودية

علي خالبي توقع أن تحقق المملكة أكبر عدد من الاكتتابات في العام المقبل، بما يشمل شركات مملوكة للدولة وأخرى خاصة، قائلاً: "شهدت العديد من الشركات نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، وترغب في الاستفادة من الاتجاهات الإيجابية في الاقتصاد الكلي للمملكة".

على عكس الاتجاه السائد في الإمارات وعُمان حققت بعض الطروحات السعودية مثل "يونايتد إنترناشيونال هولدينغ" و"تمكين" أداء قوياً في أيام التداول الأولى.

مع انتعاش نشاط الاكتتابات العامة في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح لدى المستثمرين خيارات أكثر وفرصة للتدقيق بشكل أفضل، لكن هناك أسباباً تدعو للاعتقاد بأن مزيداً من الأموال الدولية ستتدفق إلى الخليج.

رامي سداني رئيس الاستثمارات الحدودية في "شرودر انفستمنت مانجمنت"، ذكر إن طفرة الاكتتابات خلال السنوات الأخيرة جعلت أحجام الطروحات في الشرق الأوسط جزءاً أكبر من المؤشرات العالمية، ما يصعب على مديري الصناديق العالمية تجاهل المنطقة.

وجذب اكتتاب "لولو" اهتماما من شركات مثل "فانغارد غروب" وصندوق الثروة السيادي "جي آي سي" في سنغافورة.

في الوقت نفسه، خصص 60 % من بيع "أرامكو" لأسهم قائمة بقيمة 12 مليار دولار للمستثمرين الأجانب، وهو تحول ملحوظ عن طرحها في 2019 عندما ذهب 23 % فقط من الأسهم للمستثمرين الدوليين. كانت هذه الصفقة واحدة من ثلاث طروحات عامة لشركات مدرجة في الشرق الأوسط هذا العام.

فرص جديدة للمستثمرين

على الرغم من ندرة صفقات بيع الأسهم، سواء الجديدة أو الحالية، في الشركات المدرجة بالخليج، يُتوقع المزيد منها في العام المقبل، ما سيمنح المستثمرين فرصة لتعزيز حصصهم في الأسهم التي ربما فاتتهم أثناء الاكتتابات العامة، ويساعد الشركات على تحقيق مستوى الطرح الحر اللازم لإدراجها في المؤشرات.

سامر الدغبلي الرئيس المشارك لأسواق المال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في "إتش إس بي سي" الذي يحتل المرتبة الأولى في ترتيب "بلومبرغ" لصفقات بيع الأسهم بالمنطقة من حيث القيمة قال "الشركات التي تتطلع إلى مبيعات إضافية للأسهم ستحتاج إلى التنافس لجذب اهتمام المستثمرين وسط وجود العديد من الأسماء الجديدة".

واختتم "لكي تواصل الشركات طروحات الأسهم، يجب أن تقدم قصة نمو قوية تتيح للمستثمرين تعزيز استثماراتهم".

الأكثر قراءة