5 أشياء يجب معرفتها من اندماج "هوندا" المغامرة و"نيسان" الهادئة
في وقت تشهد فيه صناعة السيارات تحولات جذرية، اتجهت الأنظار نحو اليابان بعد إعلان شركة هوندا موتور اليابانية ونيسان موتور الاندماج يوم الاثنين.
هذا الترقب نتيجة للتطور السريع الذي تشهده الصناعة حول العالم في ظل التحديات التي تواجه القطاع.
وبينما تتباين خلفياتهما التاريخية والأداء المالي بشكل كبير، يبقى السؤال فيما كان بإمكان منافستين مثل "هوندا" و"نيسان" التعاون بوتيرة سريعة لمواكبة المنافسة.
وهناك 5 أشياء يجب معرفتها من اندماج "هوندا" المغامرة و"نيسان" الهادئة، وفقا لصحيفة نيكاي آسيا.
ما هي الثقافة المؤسسية لـ"هوندا" و"نيسان"؟
تحظى قصص تأسيس شركتي صناعة السيارات، هوندا ونيسان، بتاريخ طويل من التأثير في ثقافتهما المؤسسية. في حين اتبعت هوندا نهجا جريئا ومغامرا في الأعمال التجارية، وُصفت نيسان بأنها أكثر تحفظا، مستندة إلى النمو عبر التوسع في الخارج والتحالفات.
تأسست "هوندا" بواسطة سوشيرو هوندا (1906-1991)، وهو مهندس بدأ عمله الخاص في إصلاح السيارات.
في 1948، أطلق سوشيرو شركته لتصنيع الدراجات النارية. وذلك بعد أن صنع محركا مساعدا لدراجته ليساعد زوجته على حمل أكياس الأرز الثقيلة.
على النقيض من هوندا، تعود أصول نيسان بشكل مباشر إلى التصنيع الصناعي الذي قادته الحكومة اليابانية في أوائل القرن العشرين.
أطلق يوشيسوكي أيكاوا (1880-1967)، شركته لتصبح واحدة من التكتلات الرائدة في البلاد. تأسست نيسان في 1933 لتصنيع سيارات عالية الجودة ورخيصة تنافس المركبات المصنعة في الخارج.
ما هي نقاط القوة والضعف في الشركتين؟
كانت "نيسان" من الشركات الرائدة التي بدأت التحول نحو المركبات الكهربائية. مع ذلك، فإن هذه الإستراتيجية لم تؤتِ ثمارها هذا العام في السوق الأمريكية الرئيسة، حيث لم تتمكن "نيسان" من تقديم أي مركبات هجينة في أمريكا.
ويمكن تعويض هذا الضعف من قبل شركة هوندا، الخبيرة في المركبات الهجينة وأول شركة تصنيع سيارات تبدأ في بيع مثل هذه المركبات في الولايات المتحدة.
قبل بدء محادثات الاندماج، كانت الشركتان المصنعتان تتطلعان بالفعل إلى تكوين شراكة في مجالات السيارات الكهربائية وبرامج السيارات. وقعت هوندا ونيسان عقدًا في أغسطس لإجراء دراسة مشتركة حول منصة برمجيات محتملة. كما انضمت ميتسوبيشي موتورز إلى هذه المناقشات.
كيف كان أداء الشركتين ماليا؟
في حين أن أداء أعمال هوندا قوي، كانت نيسان في حالة ركود.
حققت هوندا أرباحا تشغيلية بلغت 4.7 مليار دولار، بزيادة 6.6 % مقارنة بالعام السابق. على النقيض، واجهت نيسان خسارة صافية قدرها 59 مليون دولار في الربع الثالث من هذا العام، مادفعها لخفض 9 الآف وظيفة على مستوى العالم لتقليل الطاقة الإنتاجية 20 %.
كانت استجابة السوق واضحة تجاه أخبار الاندماج المحتمل. بعد تقرير نيكاي عن محادثات الاندماج يوم الأربعاء، ارتفعت أسهم نيسان 23.7 % بينما انخفضت أسهم هوندا 3 % في نفس اليوم.
ما هي الشراكات أو التحالفات التي تشارك فيها نيسان وهوندا؟
في خطوة إستراتيجية لتعزيز قوتها في القطاع، أقدمت "نيسان" و"رينو" على إعادة هيكلة شراكتهما القائمة منذ 1999، لتتحول إلى شراكة متوازنة بامتلاك كل منهما 15 % من أسهم الآخر في 2023.
وتعد هذه الشراكة جزءًا من تحالف أكبر يضم ميتسوبيشي. في 2016، استحوذت نيسان على 34 % من أسهم ميتسوبيشي، بعد مواجهتها لمشكلات داخلية.
من ناحية أخرى، اعتمدت "هوندا" قديما على تطوير أعمالها بشكل مستقل. إلا أن التغيرات السريعة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي دفعتها للتعاون مع شركات أخرى. أكدت الشركة على ضرورة تغيير نهجها التقليدي للاستمرار في المنافسة، وذلك في تصريحات توشيرو ميب، رئيس هوندا، في مؤتمر صحفي في أغسطس الماضي.
تتضمن تحالفات هوندا الأخيرة تعاونها مع جنرال موتورز في 2013 لتطوير أنظمة خلايا الوقود الهيدروجينية، وأبرمت مذكرة تفاهم مع شركة آي بي إم هذا العام لتطوير تقنيات حوسبة جديدة.
ما هي المجموعات والتحالفات الرئيسة الأخرى في صناعة السيارات؟
من بين منتجي السيارات الثمانية الرائدة في اليابان، تظل هوندا ونيسان وميتسوبيشي غير مرتبطين مع تويوتا موتور.
تشهد صناعة السيارات تحولات جذرية في الشراكات والتحالفات، حيث توجهت أنظار الشركات نحو تطوير تقنيات الكهرباء والبرمجيات.
أعلنت جنرال موتورز وهيونداي موتور الكورية في سبتمبر أنهما ستنظران في التعاون في مثل هذه المجالات. وفي الوقت نفسه، أنشأت شركة فولكسفاجن الألمانية مشروعا مشتركا مع شركة ريفيان أوتوموتيف الأمريكية الناشئة.
قال خبير في مجال الأعمال والتكنولوجيا في مجال السيارات، والذي طلب عدم الكشف عن هويته: "لقد تغيرت خصائص التحالفات في الصناعة على مدار العام الماضي. تبحث شركات صناعة السيارات عن شركاء بقدرات مختلفة يمكن أن تكمل نقاط الضعف الإقليمية أو التكنولوجية".
تعزز مثل هذه المبادرات قدرة "نيسان" على استعادة الزخم في السوق الأمريكية وتجعل من "هوندا" شريكا إستراتيجيا يسهم في زيادة أرباحها. في ظل التغيرات المستمرة في تفضيلات المستهلكين، يبدو التعاون بين الشركتين خطوة إستراتيجية لمواجهة التحديات السوقية المتزايدة.