قروض المشاريع العملاقة والرهن العقاري يرفعان توقعات أرباح البنوك 9 % في 2025
تصب التوقعات لأداء جيد للبنوك السعودية خلال العام المقبل، مدعومة بتطلعات نمو الإقراض بفعل زيادة وتيرة الأعمال في المشاريع العملاقة، وقروض الرهن العقاري، حيث تشير التوقعات إلى نمو أرباح القطاع بنحو 8.8 %.
بحسب وحدة التحليل المالي، سجلت أسهم البنوك أداء ضعيف خلال تعاملات العام الجاري مع تراجع مؤشر القطاع بنحو 2 %، رغم ما حققته من أرباح قياسية بنهاية الربع المالي الثالث، ما دفع أسهم البنوك للتداول عند مكررات ربحية متدنية.
من المتوقع أن ينهي قطاع البنوك تعاملات العام الجاري عند مكرر 11.97 مرة، ويعد هذا المكرر هو أدنى مكرر سنوي للقطاع منذ فترة طويلة، فيما تراوحت مكرراته خلال العامين الماضية ما بين 14 و 16 مرة تقريبا بحسب بيانات بلومبرغ.
تأثرت أسهم البنوك خلال الفترة بعده عوامل كان من بينها التباين حيال معدلات خفض الفائدة، لنجد أن بنوك مثل "بي اس اف" و "الأهلي" وكذلك مصرف الإنماء، تراجعت بوتيرة أعلى بعد خفض الفوائد، مقابل ارتفاع أسهم مصرف الراجحي وبنك البلاد اللذان يتوقع لهمها إغلاقات خضراء لتعاملات العام 2024، ويعود ذلك لحساسية أسعار الفائدة وارتفاع تكلفة الأموال.
أرباح فاقت التوقعات
حققت البنوك السعودية المدرجة أرباحا فاقت التوقعات خلال الربع الثالث مع بلوغها 20.5 مليار ريال، لتصل أرباحها خلال 9 أشهر إلى 58.8 مليار ريال، بدعم زيادة دخل العمولات مع نمو الإقراض الذي سجل زيادة بنحو 12.4%، ليفوق معدلات نمو الودائع التي سجلت زيادة بنحو 10.5%.
تكلفة الأموال المرتفعة أثرت في ربحية بعض البنوك، ولا سيما تلك التي لديها ودائع جارية أقل. وبشكل عام تراجع هامش صافي إيرادات الفوائد للبنوك السعودية إلى 48% خلال الربع الثالث مقارنة بنحو 53% قبل عام.
الراجحي يقود النمو خلال 2025
التوقعات تشير إلى استمرار البنوك في تحقيق أرباح قياسية خلال العام المقبل، مع وصولها إلى قرابة 83 مليار ريال، مدفوعة بالزيادة الكبيرة المتوقعة لأرباح مصرف الراجحي.
مصرف الراجحي ثاني أكبر البنوك في السعودية سيستفيد من تراجع أسعار الفائدة، التي تعزز من عمليات الإقراض لفئة الأفراد والتي يسيطر المصرف على حصة سوقية كبيرة، وتمتعه بحصة سوقية كبيرة للودائع تحت الطلب بغير فوائد.
التوقعات تشير إلى تحقيق المصرف نموا خلال العام المقبل عند 17.3%، بحسب بيانات بلومبرغ، أي أن المصرف سوف يحقق ربحية تقترب من 22 مليار ريال، تمثل ربع أرباح البنوك السعودية المدرجة.
يتداول سهم المصرف دون مستهدفات بيوت الخبرة بنحو 7% تقريبا، وعند مكرر 21 مرة، وقد يكون المكرر المرتفع عن بقية البنوك أحد عوامل الضغط على سهم المصرف خلال العام المقبل، الا أن معدلات النمو قد تسمح بمساحة للزيادة في القيمة السوقية.
بحسب معدلات النمو المتوقعة، فإن بنك الجزيرة يعد الأعلى بنمو متوقع عند 24% للعام المقبل، يأتي ذلك بعد أداء مالي قوي خلال 9 أشهر من العام 2024، مدفوعا بزيادة دخل التمويل.
أما البنك الأهلي أكبر البنوك السعودية من حيث الأصول والودائع فإن التوقعات تشير إلى تحقيقه نموا بنحو 5.9%، ونحو 5.5% لبنك الرياض، كما أنه من المتوقع تحقيق مصرف الإنماء أرباح تقترب من 6 مليارات ريال خلال العام المقبل.
مستهدفات واسعة
يصل فرق السعر المستهدف من بيوت الخبرة للبنوك السعودية إلى قرابة 40 % مقارنة بالأسعار الحالية، لا سميا مع تراجع أسهم القطاع خلال العام الجاري، كما لا توجد أي توصية لأسهم القطاع بالبيع منذ فترة طويلة.
يتصدر البنك الأول الفروقات بين السعر المتداول والسعر المستهدف، حيث يتداول السهم بفارق يبلغ 39% عن مستهدفه البالغ 45.9 ريال، تلاه البنك الأهلي مع مستهدف عند 46 ريالا للسهم، ويأتي بعد ذلك كل من بنك الرياض وبنك بي إس أف واللذان يتداولان دون مستهدفاتهم من قبل بيوت الخبرة بنحو 22 و 21 % تقريبا.
وحدة التحليل المالي