المستثمرون يحاولون رسم معالم 2025 بريشة يناير

المستثمرون يحاولون رسم معالم 2025 بريشة يناير
"بلومبرغ"

يرى المستثمرون أن جلسات التداول الأولى لشهر يناير تُعد مؤشرا مهما لأداء السوق في بقية العام. شهدت بداية 2025 عمليات بيع تلتها حالة انتعاش يوم الجمعة، بعدما فشل ارتفاع "سانتا كلوز" إلى حد كبير، في التحول إلى حقيقة واقعة، وفقا لمجلة "فورتشن".

قال سام ستوفال، كبير إستراتيجيي الاستثمار في شركة سي إف آر أيه ريسيرتش، لشبكة سي إن بي سي يوم الجمعة: "المستثمرون ليسوا أفضل من طلاب الصف الأول النشطين الذين يلعبون لعبة الكراسي (يتنافس فيها اللاعبون على عدد معين من الكراسي التي تتناقص كل مرة تتوقف فيها الموسيقى)، ويحاولون دائما التفوق على الآخرين فيما سيحدث الآن".

مؤكدا أنه يؤمن بشدة بأن شهر يناير عادة ما يكون مؤشرا لأداء السوق في بقية العام، وأن أمام 2025 تحديا إضافيا لأنه العام الأول من فترة رئاسية جديدة، مع تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العشرين من يناير.

وأوضح ستوفال، أنه عندما ترتفع السوق في يناير من العام الأول لفترة رئاسية، فإنها تنهي العام بارتفاع يزيد على 18% في المتوسط، وتسجل مكاسب في أكثر من 90% من الوقت.

يشعر المتداولون بتفاؤل حذر بشأن 2025، بعد عامين متتاليين من مكاسب مؤشر ستاندرد آند بورز التي تجاوزت 20%، مسجلة بذلك أفضل سلسلة منذ 1998.

ويتوقع محللون مزيدا من المكاسب في المستقبل، وإن كانت أقل من العام الماضي. فيما يرى ستوفال أن مؤشر ستاندرد آند بورز سيرتفع بنحو 7%، وهو ما وصفه بأنه لا يزال جيدا - لكنه ليس رائعا.

تاريخيا، هناك بعض الأسباب التي تدعو للقلق في عام مثل 2025. فمن بين 11 سوقا صاعدة منذ الحرب العالمية الثانية، كان متوسط ​​المكاسب للسنة الثالثة أقل من 3%. ومن بين تلك الحالات، أصبحت 3 منها أسواقا هابطة - ما يعني انخفاض 20% من أعلى مستوى - وشهدت اثنتان أيضا انخفاضات.

واستنادا أيضا إلى تاريخ السوق منذ الحرب العالمية الثانية، هناك فرصة 1 من 5 لعام ثالث من المكاسب ذات الرقمين، بعد عامين متتاليين من التقدم الكبير.

ويتوقع أن تؤدي عوامل أخرى إلى تباطؤ السوق الصاعدة. فقد أشار الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه لن يخفض أسعار الفائدة القياسية بقدر ما كان متوقعا سابقا. وذلك لأن التضخم من المتوقع أن يظل ثابتا، في حين يُنظر إلى خطط ترمب لقمع الهجرة، والتعريفات الجمركية، وخفض الضرائب على أنها تضيف ضغوطا صعودية على الأسعار.

من ناحية أخرى، يعتقد الخبير المخضرم في السوق، إد يارديني، أن الولايات المتحدة في بداية حقبة أخرى من "العشرينيات الصاخبة"، إذ تحسنت الإنتاجية وسط طفرة الذكاء الاصطناعي التي يبدو أنها ستظل ساخنة، حيث تتوقع مايكروسوفت استثمارا في القطاع بقيمة 80 مليار دولار في السنة المالية الحالية.

وقال رئيس مايكروسوفت، براد سميث، الجمعة: "من نواح عديدة، الذكاء الاصطناعي هو كهرباء عصرنا، ويمكن للأعوام الأربعة المقبلة أن تبني أساسا لنجاح أمريكا الاقتصادي لربع القرن المقبل"، مضيفا: "الولايات المتحدة على استعداد للوقوف في طليعة الموجة التكنولوجية الجديدة، خاصة إذا ضاعفت نقاط قوتها وتعاونت بشكل فعال على المستوى الدولي".

الأكثر قراءة