من يحدد مصير صناعات المستقبل؟ .. 48 تريليون دولار إيرادات بحلول 2040

من يحدد مصير صناعات المستقبل؟ .. 48 تريليون دولار إيرادات بحلول 2040
كل شركة تقريبا لها بعض العلاقات بمجال ما مثل استخدام أشباه الموصلات. "رويترز"

أطلق معهد ماكينزي العالمي دراسة تسلط الضوء على 18 "مجال تنافسي" يمكن أن يحول المشهد التجاري والصناعي على مدى الأعوام الـ15 المقبلة.

تُعرَّف مجالات المنافسة، بأنها الصناعات ذات الإيرادات والقيمة السوقية سريعة النمو والديناميكية العالية. ولتحديد قائمة الـ18، قيم معهد ماكينزي العالمي الصناعات التي تشهد اختراعات في التكنولوجيا ونماذج الأعمال التي ميزت الساحات تاريخيا.

تتضمن القائمة بعض المجالات الـ12 التي ظهرت بين عامي 2005 و2020، لكن عديدا منها جديد. وتشمل القائمة الأمن السيبراني والانشطار النووي، والمركبات الكهربائية وأدوية السمنة وألعاب الفيديو والتنقل الجوي، حسبما ذكرت مجلة فورتشن.

تتوقع الدراسة أن تسهم هذه المجالات بشكل كبير في تشكيل مستقبل الأعمال والمجتمع والكوكب.

في 2005، حققت المجالات الـ12 ما يقارب عُشر الربح الاقتصادي لأكبر 3 الآف شركة عالمية من حيث القيمة السوقية. بحلول 2019، ارتفعت النسبة لتصل إلى النصف. وكانت الشركات التي كانت تعد "خارجية" في 2005 مسؤولة عن ثلث القيمة السوقية لهذه المجالات في 2020.

تقدر شركة ماكينزي أنها قد تمثل 16% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول 2040، مع وصول إجمالي الإيرادات من 29 تريليون دولار إلى 48 تريليون دولار. علاوة على ذلك، فإن كل شركة تقريبا لها بعض العلاقات بمجال ما، مثل استخدام أشباه الموصلات، أو استخراج المعادن الحيوية للبطاريات، أو حماية بياناتها من خلال الأمن السيبراني.

تظهر الولايات المتحدة مستعدة بشكل جيد للعمل في هذه الصناعات سريعة النمو، حيث تمثل الشركات الأمريكية نصف الشركات العشر الأوائل في معظم المجالات المستقبلية، بما في ذلك الخدمات السحابية وأشباه الموصلات.

الحفاظ على هذه المكانة القوية ليست بمهمة سهلة. بالنسبة إلى قادة الأعمال في القطاع الخاص، سيتطلب ذلك مواجهة أسئلة صعبة، بدءا بما إذا كانوا موجودين أو قد يدخلون إلى المجال. بالنسبة إلى المستثمرين، يتعلق الأمر بتحديد الوقت المناسب للدخول، وبالطبع كيفية الاستثمار في ظل تغير المجالات.

على مستوى الشركات الناشئة والشركات القائمة، سوف يرغب العملاء والموردون في معالجة كيفية تطوير القدرات اللازمة للتنافس، سواء من خلال تنمية رأس المال البشري، أو الاستثمار في التكنولوجيا، أو الدخول في أعمال تجارية جديدة، أو مزيج من ذلك.

إذا تقدمت المجالات حسبما ذكر معهد ماكينزي العالمي في الدراسة، فإنها ستجلب تغييرات كبيرة في الحياة اليومية، وخاصة في المدن. هذه المجالات الـ18 لها آثار ليس فقط على النمو الاقتصادي الحضري، بل وأيضا على صحة وثروة وسبل عيش سكانها.

الكيفية التي ستتطور بها الأمور في المستقبل ليست أكيدة. ومن المرجح، أنه بعد 15 عاما من الآن، سيتضح أن معهد ماكينزي العالمي أخطأ في بعض هذه الأمور. فقد تتمكن الصناعات التي لم تعد موجودة الآن من شق طريقها إلى القائمة. وقد تتعثر الشركات القائمة. وقد تقلب الجغرافيا السياسية بيئة الأعمال رأسا على عقب.

من الجدير بالذكر أيضا أنه من بين أكبر 20 شركة من حيث القيمة السوقية في 2005، لم يتبق سوى 4 شركات حتى سبتمبر 2024.

ولكن ما يمكن قوله أيضا، هو أنه في حين قد لا تكون تقديرات معهد ماكينزي العالمي دقيقة تماما، فإن النمو والازدهار ينبغي أن يمنحا الأمل والتفاؤل، وربما يكمن هذا في هذه المجالات الـ18. التنبؤ بالمستقبل عمل محفوف بالأخطار، أما الاستعداد له فليس كذلك.

الأكثر قراءة