كان ميلود الشعبي مطلع ثلاثينات القرن الماضي طفلا صغيرا يرعى غنم الأسرة، في قرية ضواحي مدينة الصويرة المغربية الهادئة - في بيئة شديدة الفقر والعوز حيث كانت البلاد ترزح تحت الحماية الفرنسية - بعدما تلقى تعليما بسيطا في كتّاب (مسجد) القرية، فولوج المدراس زمن الاستعمار كان امتيازا تناله الأسرة الميسورة فقط.
باغت ذئب الخراف في غفلة من الصبي فأكل نعجة، فجلس ميلود يندب حظه السيئ، فاهتدى إلى الرحيل نجاة بجلده من عقاب والده، فاتجه نحو مدينة مراكش القريبة من قريته (180 كيلومترا) للبحث عن العمل، دون أن ينجح ابن الـ14 ربيعا في ذلك.