الشركات المتوسطة الأنسب لتبني الذكاء الاصطناعي التوليدي

الشركات المتوسطة الأنسب لتبني الذكاء الاصطناعي التوليدي
"جيتي"

تهيمن الشركات الكبيرة حاليا على تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي. ومع زيادة وصولها إلى المواهب والبيانات ورأس المال، كان لها ميزة في تولي مبادرات الذكاء الاصطناعي التقليدية كثيفة الموارد، حسبما ذكرت مجلة فورتشن.

لكن يبدو أن هذه الميزة تتلاشى. تشير الأبحاث الحديثة الصادرة عن كلية لندن للأعمال، ومعهد المديرين، وشركة إيفولوشن إلى أن الشركات المتوسطة الحجم في وضع جيد للتغلب على الحواجز، إذ تتمتع بمرونة أكبر من الشركات الكبيرة، وهي سمة أساسية حيث أصبح الوصول إلى الذكاء الاصطناعي التوليدي أكثر سهولة.

وللقيام بذلك، تحتاج هذه الشركات إلى إستراتيجية واضحة وتركيز محكم على المجالات التي يمكن أن يحدث فيها الذكاء الاصطناعي التوليدي فرقا - ليس فقط خفض التكاليف، بل توليد الإيرادات والقيمة.

وجدت أبحاث أجرتها شركة أوكسفورد إيكونوميكس أن ربع الشركات متوسطة الحجم التي شملها الاستطلاع فقط تبنت الذكاء الاصطناعي في 2023 ولكن 51% كانت تخطط لذلك في 2024، وكانت الشركات التي تبنته تتوقع تحسين آفاقها خاصة في المنتجات والخدمات الجديدة (43%) والتسويق والمبيعات (48%).

يمكن أن تؤدي طبقات الإدارة الواسعة، والعمليات الراسخة، والعمليات المنعزلة في الشركات الكبيرة إلى إبطاء تبني التقنيات سريعة التطور مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

على النقيض من ذلك، يمكن للشركات المتوسطة الحجم الاستفادة من الهياكل الأصغر التي تسمح باتخاذ القرارات والتنفيذ بشكل أسرع، مع القيادة والحوكمة الصحيحة، والتكيف بشكل أسرع مع التطورات الجديدة في التكنولوجيا وتشغيل الذكاء الاصطناعي التوليدي بسهولة أكبر.

كما تعمل حلول المنصات المبسطة مثل Vertex AIمن جوجل على تبسيط نظام الذكاء الاصطناعي، وتوفير أدوات متكاملة لإدارة البيانات وتخصيص النماذج ونشرها، وكلها تعمل على خفض الحواجز الفنية وتسريع الوقت اللازم لتحقيق نتائج.

بعيدا عن التبني، تتمتع الشركات متوسطة الحجم بوضع جيد للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث قد تساعدها على معالجة القيود التشغيلية التي تعيقها عادة. يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي توسيع قدرات الموظفين الحاليين، كما يتضح من تجربة بوسطن كونسلتينج جروب الأخيرة. تحسن المشاركون بنسبة 13 إلى 49 نقطة مئوية عن الآخرين الذين يعملون دون تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وعادةً ما تمتلك الشركات متوسطة الحجم ثروة من البيانات غير المنظمة. مع الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن لبعض الشركات تحسين خدمة العملاء بتكلفة مخفضة دون الحاجة إلى تعيين فريق من علماء البيانات - وهو شيء لم يكن لهذه الشركات في السابق الموارد أو القدرات أو البنية الأساسية للقيام به.

تتمتع الشركات متوسطة الحجم المدعومة من شركات الأسهم الخاصة بنقاط قوة تشغيلية إضافية - مثل التوافق الإستراتيجي، ورأس المال المالي والبشري، والتنفيذ المركّز. يمنح ذلك هذه الشركات القدرة على الاستثمار بكثافة في فرق القيادة والاستشارة تحسبا للنمو. ونتيجة لذلك، فهي عادةً ما تكون أكثر استعدادا لتحمل المخاطر المحسوبة استنادا إلى إمكانية تحقيق عائدات مرتفعة.

وفيما يلي 5 خطوات إستراتيجية يمكن للشركات متوسطة الحجم اتخاذها لزيادة فرصها في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي بنجاح.

أولها، بناء مجموعة ذكاء اصطناعي توليدي مرنة وقابلة للتطوير عن طريق الاستثمار في منصات "الذكاء الاصطناعي كخدمة" القابلة للتطوير ويمكنها النمو مع الشركة دون استثمار إضافي كبير.

الخطوة الثانية التحول إلى "إعادة التشكيل" و"الاختراع" بإعادة التفكير في نماذج الأعمال وكيف يمكن إعادة هندسة الوظائف بالكامل. يجب التوجه إلى التطبيقات العميقة التي تعيد هندسة الوظائف الأساسية وإعطاء الأولوية لتلك التي تستفيد من البيانات الفريدة والخاصة.

ثالث الخطوات النظر فيما يكمل الذكاء الاصطناعي التوليدي، وليس التكنولوجيا وحدها، فكما تشير ورقة بيضاء حديثة لشركة إيفولوشن، أن السبب الرئيس للفشل في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي هو التركيز المفرط على التكنولوجيا نفسها مع إيلاء قليل من الاهتمام لهندسة البيانات والبيانات الخاصة ودمج الذكاء الاصطناعي التوليدي في صنع القرار الإستراتيجي وخلق حلقات التعلم والتجريب.

إضافة إلى إنشاء حوكمة وقيادة واضحة، إذ يتطلب النجاح مع الذكاء الاصطناعي التوليدي التزاما قويا من قيادة الشركة بتنفيذ هياكل الحوكمة التي تسهل صنع القرار الفعّال وتعطي الأولوية للاستثمار على المدى المتوسط، وليس فقط العائدات الفورية.

والخطوة الخامسة والأخيرة، تعزيز قدرات القوى العاملة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتعزيز مهارات الموظفين، وتمكينهم من أداء مهام تتجاوز قدراتهم الحالية.

الأكثر قراءة