ترمب مهاجما خصمه المفضل "الفيدرالي": فشلتم في إدارة التضخم الأمريكي

ترمب مهاجما خصمه المفضل "الفيدرالي": فشلتم في إدارة التضخم الأمريكي
باول مغادرا منصة المؤتمر بعد إعلان قرار "الفيدرالي" أمس تثبيت أسعار "الفائدة". "إ ب ا"

جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، انتقاداته لخصمه المفضل مجلس الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه جيروم باول، بسبب أدائه في إدارة التضخم وأسعار الفائدة الأمريكية .

جاء ذلك في تصريح له عبر منصته "تروث"، متهما باول والاحتياطي الفيدرالي بالفشل في إدارة التضخم، مؤكدا أنه سيتولى هذه المهمة بنفسه، بحسب "وول ستريت جورنال".

التصريح جاء بعد ساعة من انتهاء مؤتمر صحافي لباول، الذي أشار إلى ارتياح تبني "الفيدرالي" لنهج الانتظار والترقب تجاه خفض الفائدة.

في المؤتمر الصحافي، رفض رئيس "الاحتياطي الفيدرالي" التعليق على تصريحات ترمب والأسئلة التي قد تثير صداما مع إدارة البيت الأبيض، حيث أكد أن قرارات الفيدرالي مستندة على تحليلات موضوعية للبيانات الاقتصادية، داعيا الناس للثقة في ذلك.

ترمب كان قد عين باول لرئاسة البنك في 2018، وأعاد الرئيس السابق جو بايدن تعيينه لفترة ثانية في 2022، في فترة ترمب الأولى عمل باول على حماية استقلالية الاحتياطي في تحديد سياساته النقدية، متمسكا بالحديث عن الاقتصاد فقط.

"في أي صدام محتمل بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي، فإن ما يهم في النهاية هو ما إذا كانت الإدارة ستتخذ خطوات، بما في ذلك تعيين خليفة باول العام المقبل، والتي تمنحها مزيد من النفوذ على تحديد أسعار الفائدة"، وفقا للأستاذ في جامعة بنسلفاني كونتي براون.

يواجه البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي اليوم اختلافات رئيسية سياسيا واقتصاديا يمكن أن تشكل مناوشات مستقبلية حول اتجاه تحديد أسعار الفائدة.

قبضة ترمب على الحزب الجمهوري أقوى بكثير، الواقع أن الجمهوريين في مجلس الشيوخ قادرون على تأدية دور حاسم في الدفاع عن استقلال الفيدرالي أو تقويضه بسبب دورهم في الموافقة على المرشحين لمجلس إدارة البنك المركزي.

في حين واصل باول التودد إلى المشرعين، فمن غير الواضح إلى أي مدى قد يصد الجمهوريون في مجلس الشيوخ اليوم التوغلات المحتملة في استقلال الاحتياطي الفيدرالي.

الفيدرالي اتخذ خطوات لتعزيز موقفه في واشنطن تحت قيادة ترمب من خلال تجنب الصراعات حول القضايا الثانوية، وضمان قدرته على الدفاع عن مهمته الأساسية إذا واجه تحدي بشأن السياسة النقدية، كما انسحب من مجموعة بيئية وأزال قسما عن "التنوع والشمول" من موقعه على الإنترنت، بما يتماشى مع الأوامر التنفيذية لترمب.

هذه التحركات التي تهدف إلى تجنب تسييس الفيدرالي، يمكن أن تسمح للبنك المركزي بالدفاع بشكل أفضل عن استقلاله، وكما قال كونتي براون، فإن باول على استعداد للتنازل عن بعض القضايا، ولكن ليس فيما يتعلق بإخضاع الاحتياطي الفيدرالي لرغبات الرئيس الحالي.

الواقع أن الفارق الحاسم الثاني يتركز حول التوقعات الاقتصادية. فالتضخم ليس خطرا وهميا يدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع الفائدة استباقيا، كما كانت الحال عندما تولى باول رئاسة الاحتياطي الفيدرالي قبل 7 أعوام.

تغيرت نظرة ترمب تجاه باول في 2018 لأن الفيدرالي كان يرفع أسعار الفائدة للتغلب على ضغوط الأسعار في وقت كان فيه التضخم أقل من هدف البنك المركزي البالغ 2 %، أما اليوم وعلى النقيض من ذلك، فقد تجاوز التضخم الهدف لمدة 4 أعوام، وقبل عامين رفع الفيدرالي أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها منذ عقدين.

كبير خبراء الاقتصاد في مجموعة "سيتي جروب" ناثان شيتس، أشار إلى أن التضخم كان يبدو بعيدا خلال ولاية ترمب الأولى، ولكن الاقتصاد خرج للتو من معركة حقيقية وصعبة ضد التضخم.

مع تزايد وعي محددي أسعار الفائدة بمخاطر التضخم المرتفع ووعيهم بقدرتهم على تمرير زيادات الأسعار عندما يستطيع الاقتصاد تحملها، أصبح مسؤولو الفيدرالي أكثر حذرا بشأن فقدان مصداقيتهم في مكافحة التضخم.

الواقع أن ترمب لم يطلب من الفيدرالي يوم الأربعاء خفض أسعار الفائدة، بل سلط الضوء بدلا من ذلك على الكيفية التي قد تخفض أجندته الرامية إلى الحد من القيود التنظيمية وتعزيز إنتاج الطاقة التضخم، وتظل التعريفات الجمركية عامل مهم لا يمكن التنبؤ به بالنسبة إلى الفيدرالي - نقطة توتر محتملة مع البيت الأبيض - لأنها تعقد آفاق التضخم.

الظروف الاقتصادية الحالية تفسر لماذا لم يكن ترمب صارما في فرض التعريفات الجمركية كما توقع بعض، وفي الوقت نفسه، أشار باول إلى أن الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر حذرا بعد خفض الفائدة الخريف الماضي، لأن مسؤولوه بحاجة إلى مزيد من الأدلة على عودة التضخم إلى هدف 2 %

لا يوجد ما يضمن أن تخفيضات الفيدرالي ستخفض الفائدة طويلة الأجل دون دليل على استمرار انخفاض التضخم، وبعبارة أخرى، فإن ترهيب الفيدرالي أمر، وترهيب سوق السندات أمر آخر تماما.

 

سمات

الأكثر قراءة