العملات المشفرة ترفع الطلب على التأمين ضد "هجمات مفتاح الربط"

العملات المشفرة ترفع الطلب على التأمين ضد "هجمات مفتاح الربط"
سياسة "هجمات مفتاح الربط" لا تشمل تغطية ضد القرصنة. المصدر: رويترز

تلقى المسؤولون التنفيذيون لشركة محفظة العملات المشفرة "ليدجر"، التي تتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا لها، خلال الأسبوع الماضي، مقطع فيديو صادما يظهر إصبع المؤسس المشارك ديفيد بالاند مقطوعا، وقد اختطفه مهاجمون يطالبون بفدية.

القوات الخاصة الفرنسية أنقذت بالاند بعد محنة استمرت يومين، وباعتباره شخصية بارزة في مجال العملات المشفرة، يسلط اختطافه الضوء على زيادة الجرائم العنيفة التي تستهدف الصناعة، وفقا لمجلة "فورتشن".

في 2023، تم الإبلاغ عن 18 هجوما جسديا ضد مالكي العملات المشفرة، ليرتفع الرقم إلى 24 هجوما خلال العام الماضي، بينما سجل هذا العام 8 عمليات اعتداء جميعها في يناير وحده.

يرجع جيمسون لوب، أحد أوائل مستخدمي بيتكوين والذي تم استهدافه في 2017، أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير، إذ قد يتردد كثيرون عن التبليغ.

العنف يسلط الضوء على تصور خاطئ شائع حول التشفير. في حين أن السرقات بسبب القرصنة لا تزال منتشرة على نطاق واسع، فإن تكنولوجيا "بلوك تشين" - وخاصة في حالة بيتكوين - آمنة للغاية.

الواقع هو أنه يكاد يكون من المستحيل اختراق شخص اتخذ الاحتياطات اللازمة والصحيحة. ولكن حتى إذا لم يتمكن المجرم من سرقة العملات المشفرة عن طريق هجوم إلكتروني، فيمكنه القيام بذلك من خلال الطريقة التقليدية: العنف الجسدي. تصبح مثل هذه الهجمات أسهل لأن المحتالين لا يتعين عليهم حمل أو نقل البضائع المسروقة، بل إجبار الضحية ببساطة على إدخال رمز مرور ونقل ثروته المشفرة إلى محفظة في الخارج.

يشكل خطر استخدام المجرمين للقوة البدنية لسرقة العملات المشفرة، والذي يُشار إليه عادة بـ"هجمات مفتاح الربط"، قلقا طويل الأمد في مجتمع العملات المشفرة. يعود المصطلح إلى صورة "ميم" متداولة بين المحترفين في مجال الأمن السيبراني، تصف استخدام المحتالين لمفتاح ربط بقيمة 5 دولارات لتهديد الضحية للحصول على كلمة المرور.

حادثة بالاند أدت إلى اندفاع مالكي العملات المشفرة الآخرين لحماية مخزون عملاتهم المشفرة من المجرمين العنيفين.

شاركت بيكا روبنفيلد، المديرة التنفيذية السابقة لشركة ستاربكس، في تأسيس "أنكور واتش" في 2022، وهي شركة ناشئة تساعد مالكي "بيتكوين" على تخزين أصولهم الرقمية وتأمينها.

روبنفيلد نجحت أخيرا خلال نوفمبر الماضي في إقناع شركة التأمين العملاقة "لوويد أوف لندن" بتضمين "هجمات مفتاح الربط" في السياسة التي تقدمها "أنكور واتش" لعملائها، مقابل تكلفة سنوية تبدأ من 0.55% من عملة "بيتكوين" التي يريدون حمايتها.

قالت روبنفيلد، موضحة سبب استعداد أمثال "لوويد أوف لندن" لكتابة سياسات لأصل عدّه كثيرون ذات يوم غريبا أو غير مشروع: "ينبغي أن تكون بيتكوين قابلة للتأمين، نظرا لأنه يمكن نقلها على سلسلة، فمن السهل رؤيتها، وتوجد فرصة أكبر لاستعادتها".

منذ حادثة اختطاف "ليدجر" باعت "أنكور واتش" عديدا من وثائق التأمين ضد "هجمات مفتاح الربط"، وتلقت مئات الاستفسارات بهذا الشأن، بحسب ما أكدته روبنفيلد، مضيفة إلى أنه مع تزايد هذه الهجمات، فالضحايا غالبا لا يكونون من الأثرياء للغاية - مستشهدة بمثال زوج وزوجته اختطفا لمدة 3 أيام، وكل ذلك مقابل نحو 300 ألف دولار بعملة بيتكوين.

تشمل عملية شراء تأمين "هجمات مفتاح الربط" أكثر من مجرد التوقيع على نموذج ودفع رسوم، بل تتضمن إشراك "أنكور واتش" في عملية تعرف باسم التوقيع المتعدد والتي تتطلب توقيع عديد من الأشخاص قبل نقل عملة بيتكوين. ومع ذلك، في حالة نجاح المجرم في إجبار الضحية على تسليم عملته المشفرة، ستدخل السياسة حيز التنفيذ بتعويض أقصى قدره 100 مليون دولار.

سياسة "هجمات مفتاح الربط" لا تشمل تغطية ضد القرصنة، والتي تقترب من أن تشكل 3 إلى 4% من الأصول، أو الخسائر الناجمة عن السرقات الداخلية.

يقدم لوب بعض النصائح التي يمكن لمالكي بيتكوين اتباعها لحماية أنفسهم من السرقات العنيفة "بشكل عام، أفضل ما يمكن لمالكي البيتكوين فعله للبقاء آمنين هو الحفاظ على الخصوصية، يجب أن يكون الهدف هو تجنب أن تصبح هدفا. لا تتجول وتخبر أي شخص عن حيازاتك من البيتكوين. لا تتباهى بثروتك عبر الإنترنت أو في الواقع. لا تشارك في أنشطة محفوفة بالمخاطر مثل الصفقات عالية القيمة وجها لوجه".

الأكثر قراءة