3 اتجاهات اقتصادية في 2025 تراقبها "متنبئة وول ستريت" .. تعرف عليها
بعد ما يقارب عقدين من تحذيراتها الثاقبة بشأن الأزمة المالية، تظل ميريديث ويتني واحدة من أكثر محللي الأسواق متابعة على نطاق واسع في الأسواق. تُعرف ويتني بتفكيرها الجريء والخارج عن المألوف.
أجرى موقع "بزنس إنسايدر" أخيرا مقابلة مع "متنبئة وول ستريت"، حول 3 اتجاهات اقتصادية رئيسة تراقبها عن كثب في 2025.
تسارع إنفاق المستهلك
بعد ساعات لا حصر لها من تحليل الاقتصاد الأمريكي، توقعت ويتني أن الإنفاق الاستهلاكي سيرتفع عبر مختلف الطبقات الاجتماعية، ما سيعزز النمو الاقتصادي في البلاد.
وقالت ويتني: "من الواضح أن قوة الإنفاق الاستهلاكي ستتسع هذا العام، وهذا يعني أنها ستتسارع".
تظهر أبحاث ويتني أن الإنفاق في الأعوام الأخيرة كان مدفوعًا بشكل غير متناسب من قِبَل ذوي الدخل العالي والشباب في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات. لاحظت ويتني في مايو الماضي أن إنفاق الشباب يتجاوز بكثير إنفاق جيل طفرة المواليد، وتقدر الآن أن إنفاقهم الفعلي أعلى بخمسة إلى 6 أضعاف.
جاء هذا التوجه نتيجة إلى استبعاد الأجيال الشابة مثل جيل الألفية وجيل زد من سوق الإسكان بسبب ارتفاع معدلات الرهن العقاري. وبذلك، يرون في التسوق العلاج البديل أو ببساطة لأنهم يستطيعون ذلك.
في المقابل، يعاني المستهلكون ذوو الدخل المنخفض من التضخم. وفقا لويتني، فإن الأسر التي تجني بين 50-70 ألف دولار سنويًا لم تتمكن سوى من توفير 0.3% من دخلها بعد الضرائب.
تشير ويتني إلى أن التحسن المالي يمكن أن يتحقق إذا ما هدأت حدة التضخم وانخفضت أسعار الفائدة تدريجيًا.
رغم مخاوف بعض المحللين من أن رسوم ترمب الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، إلا أن ويتني لم تعتبرها خطرا كبيرا على المدى القريب.
طفرة مبيعات المتاجر الرخيصة
قالت ويتني إن التعافي الذي طال انتظاره للمستهلكين، قد يشعل شرارة تحول للمتاجر الرخيصة وغيرهم من تجار التجزئة المتعثرين.
أوضحت ويتني أن هذه المتاجر تعرضت لضغوطات متعددة، منها صعوبة التعامل مع انخفاض الدعم المالي الحكومي بعد انتهاء برامج المساعدات المرتبطة بأزمة كوفيد.
وذكرت ويتني أن شركة "دولار تري" التي تقدم منتجات بأسعار منخفضة ارتفعت إلى مستويات قياسية ما بين سبتمبر 2021 وإبريل 2022 بفضل هذا الدعم.
رغم ذلك، تراجع أداء أسهم "دولار تري" و"دولار جنرال" بشكل ملحوظ. خسرت كلتا الشركتين نحو ثلث قيمتها السوقية بعد تقارير أرباح محبطة، يعزى هذا التراجع إلى ضعف إنفاق المستهلكين.
أشارت ويتني إلى أن تفاؤلها بخصوص مستقبل المتاجر المخفضة لا يعود إلى حبها للبحث عن الصفقات الرخيصة، بل إلى بحوثها التي أشارت إلى تحسن الأوضاع المالية للمستهلكين.
أصحاب المنازل الأكبر سنًا يبقون في مكانهم
أكثر ما أثار دهشة ويتني هو عكس ما كانت تعتقده قبل عام. كانت تعتقد لأعوام أن ارتفاع عدد المالكين من كبار السن سيؤدي إلى غمر السوق بالمنازل، وقد يؤدي إلى انخفاض قيم العقارات والسماح للمشترين الأصغر سنا بالانقضاض عليها بخصومات كبيرة. ولكن بعد تحليل بيانات جديدة، ترى الآن أن هذا السيناريو لن يحدث.
تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من كبار السن في الولايات المتحدة يفضلون "الشيخوخة في مكانهم" بدلاً من الانتقال إلى منازل أصغر أو مجتمعات التقاعد أو دور الرعاية، التي قد تكون مكلفة.
وفقًا لدراسة من جامعة هارفارد لـ 2023، يمكن لواحد فقط من كل ثمانية كبار سن تحمل تكاليف المعيشة المساعدة دون اللجوء إلى أصولهم المالية.
إذا بقي كبار السن في منازلهم، فسيكون هناك عدد أقل من المنازل التي يمكن للمشترين الأصغر سنًا الاختيار من بينها. قد يكون هذا كارثيًا، إذا لم يكن مخزون المنازل الجديدة يرتفع كما هو الحال الآن.
قالت ويتني عن مشتري المنازل الأصغر سنًا: "أفضل فرصة لهم لامتلاك منزل هي مع المنازل الجديدة - وليس الموجودة".