تقلبات في أسعار النفط بتأثير الرسوم الجمركية والضغوط الأمريكية على إيران
قد تشهد أسعار النفط انخفاضا أكبر، وفقا لما يراه محللون، وسط تزايد المخاوف بشأن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بعد فرض الأخيرة رسوما جمركية على السلع الأمريكية ردا على إجراء مماثل من الولايات المتحدة.
وبحسب شركة "إي.إن.جي"، التي تقدم استشارات حول الأسواق، فإن هناك عاملين رئيسيين أثّرا في أسعار الخام، أولهما الضغوط النزولية الناتجة عن إعلان بكين فرض رسوم جمركية انتقامية على واشنطن تضمنت استهداف تدفقات الطاقة الأمريكية.
أما العامل الثاني، وفقا للشركة، فهو توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب توجيها لزيادة الضغوط الاقتصادية على إيران إلى الدرجة "القصوى" عبر فرض العقوبات بصورة أكثر صرامة، ومن ثم تعريض حصّة كبيرة من صادرات النفط الإيرانية للخطر.
يأتي هذا في الوقت الذي يرى فيه محللون متخصصون في قطاع النفط أن خطط تحالف "أوبك+" لزيادة إنتاج النفط تدريجيا من أبريل المقبل يزيد من حالة عدم اليقين في أسواق الطاقة العالمية، على الرغم من أن التحالف كان قد أرجأ هذه الزيادة لـ3 أشهر في ديسمبر الماضي.
ضغوط في اتجاهين
فرضت الصين أمس الثلاثاء رسوما جمركية إضافية نسبتها 15% على واردات الفحم والغاز الطبيعي المسال من أمريكا، و10% على النفط الخام والآلات الزراعية والسيارات ذات المحركات الكبيرة، ردا على رسوم نسبتها 10% فرضها ترمب على واردات بلاده من الصين.
وقال ديفيد لديسما، مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية لـ "الاقتصادية": إن أسعار النفط "شهدت تقلبات واسعة النطاق أمس، حيث انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنحو 3%، وهو أدنى مستوى له منذ نهاية العام الماضي، بعد أن ردت الصين على التعرفات الجمركية الأمريكية".
وتابع: "لكن أسعار النفط انتعشت مع ظهور مخاطر العرض المرتبطة بالضغط الاقتصادي المكثف الذي يفرضه ترمب على إيران".
وأعلن ترمب أنه يسعى لوقف صادرات النفط الإيرانية تماما، في استئناف لسياسة "أقصى الضغوط" على إيران التي بدأها خلال ولايته الرئاسية الأولى عام 2018، التي تهدف إلى منع طهران من امتلاك سلاح نووي.
كما أشار محللون إلى أن ارتفاع مخزونات الخام الأمريكي بأكثر من التوقعات يضيف مزيدا من الضغوط النزولية على أسعار الخام. وارتفعت المخزونات بأكثر من 5 ملايين برميل، مقارنة مع التوقعات بزيادة قدرها 3.17 مليون برميل فقط.
من جهة أخرى، قال سيفين شيميل، مدير شركة "في.جي. اندستري " الألمانية لـ "الاقتصادية": إن تحالف "أوبك+ أثبتت عدم خضوعه لضغوط دوليّة خارجية، حيث تم التأكيد في اجتماعه الوزاري أخيرا على خطط زيادة إنتاج النفط تدريجيا ابتداء من أبريل المقبل".
المصافي الآسيوية قد تستفيد
ويقول متخصصون: إن قادة الصناعة يرون أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تُفيد في نهاية المطاف مصافي التكرير الآسيوية، بينما تضر بالمستهلكين الأمريكيين بسبب ارتفاع أسعار الوقود.
وقال دامير تسبرات، مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية لـ "الاقتصاديّة": إنّ الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات البلاد من كندا والمكسيك "من المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الأعباء الماليّة على مصافي النفط الأمريكية، التي تعاني انخفاض هوامش الربح".
أضاف: "وقد تقوم كندا بتحويل صادراتها النفطية إلى آسيا، بسبب الرسوم الجمركية؛ في حين قد ترد المكسيك بفرض قيود على إمدادات النفط إلى الولايات المتحدة".
كانت الإدارة الأمريكية قد فرضت رسوما جمركية نسبتها 25% على واردات البلاد من السلع الكندية والمكسيكية، متعللة بعدم تعاون البلدين في مسألة مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب، واستثنت من هذا الإجراء واردات الطاقة المقبلة من كندا، حيث اكتفت برسوم نسبتها 10% فقط عليها.
لكن إدارة ترمب ما لبثت أن علّقت تطبيق تلك الرسوم، قبيل الموعد الذي أعلنته لهذا الإجراء، الذي كان من المفترض أن يبدأ أمس الثلاثاء.
وبحلول الساعة (12:11) بتوقيت جرينتش، كان خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي منخفضا 1.11% إلى 71.89 دولار للبرميل، في حين خسر خام برنت 1.14% مسجلا 75.34 دولار.