الدولار يختتم أسبوعاً متقلباً بأداء قوي بدعم رسوم ترمب الجمركية
ارتفع الدولار الأميركي وسط تجدد حالة عدم اليقين بشأن خطط الرئيس دونالد ترمب لفرض رسوم جمركية، ما أنهى أسبوعاً متقلباً في أسواق العملات التي تأثرت بعناوين الأخبار المرتبطة بالتجارة خلال الأيام الأولى لإدارته.
صعد مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري 0.4% أمس، بينما تراجعت العملات العالمية أمام العملة الأميركية بعد أن أشار ترمب إلى أنه سيعلن هذا الأسبوع عن رسوم جمركية بالمثل على الشركاء التجاريين الذين يفرضون رسوماً على الصادرات الأميركية، دون أن يحدد الدول المستهدفة. استعاد الدولار بعض خسائره التي تكبدها خلال الأسبوع عقب إعلان كندا والمكسيك عن تأجيل فرض الرسوم الجمركية لمدة شهر.
قال بريندان مكينا، خبير استراتيجي في الأسواق في بنك "ويلز فارغو" في نيويورك: "نحن في فترة ستؤثر فيها التصريحات وعناوين الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية على الأسواق".
الدولار أمام العملات الرئيسية
تراجعت جميع عملات مجموعة الدول العشر الكبرى تقريباً أمام الدولار الأميركي أمس. انخفض الين الياباني بعدما تخلى عن مكاسبه السابقة خلال الجلسة، وذلك عقب تصريح ترمب بشكل منفصل بأن فرض رسوم على اليابان ما يزال خياراً مطروحاً. قاد كل من اليورو والفرنك السويسري موجة التراجع داخل مجموعة العملات.
في أسواق الاقتصادات الناشئة، كانت عملات دول أوروبا الشرقية والريال البرازيلي ضمن الأكثر هبوطاً. كما قلص مؤشر الأسهم في الأسواق الناشئة -يركز بشكل كبير على آسيا- مكاسبه عقب الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية، إلا أنه ما زال متجهاً نحو تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي.
قال جوردان روتشستر، رئيس وحدة استراتيجيات أدوات الدخل الثابت والعملات والسلع الأساسية في بنك "ميزوهو": "تحمل كلمة بالمثل معنى محدداً، لكننا نعرف أن ترمب يستخدم المصطلحات بشكل فضفاض. أي شخص كان يعتقد أن الرسوم الجمركية ليست مطروحة حتى انتهاء فترة السماح لكندا والمكسيك، بات عليه الآن اتخاذ تدابير تحوطية قصيرة الأجل".
واجه متداولو العملات الاثنين الماضي واقعاً جديداً للحرب التجارية، بعدما أعلنت إدارة ترمب أنها ستفرض رسوماً 25% على البضائع الآتية من كندا والمكسيك، لكنها سرعان ما تراجعت عن هذا القرار بعد إعلان الجارتين عن تأجيل لمدة شهر. في المقابل، لا تزال الرسوم الجمركية 10% على البضائع الصينية قائمة.
تزايد شراء الورقة الخضراء
يُتداول مؤشر بلومبرغ للدولار الفوري حالياً عند مستوى أقل بنحو 0.5% خلال الأسبوع، متراجعاً عن أعلى مستوى له منذ 2022، وذلك في ظل تأجيل فرض الرسوم على كندا والمكسيك. رغم ذلك، لا تزال المراكز الاستثمارية في أسواق عقود المشتقات تميل بشدة لصالح شراء الدولار الأمريكي.
يحتفظ المضاربون حالياً بمراكز شراء بقيمة تصل إلى 33.7 مليار دولار، وفق أحدث بيانات لجنة تداول العقود المستقبلية للسلع الأساسية، وهو مستوى قرب أعلى ذروة شهدها منذ 2019. كان من المقرر أن تصدر اللجنة أحدث بياناتها، التي تغطي الأسبوع المنتهي الثلاثاء الماضي، بعد ظهر الجمعة بتوقيت نيويورك.
قال وين ثين، رئيس وحدة استراتيجيات الأسواق العالمية في شركة "براون براذرز هاريمان آند كو": "ينفذ ترمب فعلياً كل ما قال إنه سيفعله، هذا من المفترض أن يدعم قوة الدولار الأميركي في المستقبل".