مع صعود ديب سيك .. هل تستطيع الصين إغلاق صنبور هجرة الأدمغة؟

مع صعود ديب سيك .. هل تستطيع الصين إغلاق صنبور هجرة الأدمغة؟
في 2022 شكل الباحثون الصينيون 38% من كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمريكية. "بلومبرغ"

من بين قصص عدة ظهرت في أعقاب الصعود المفاجئ لشركة تطوير الذكاء الاصطناعي الصينية ديب سيك، برزت حاجة ملحة جديدة في ضوء سباق التكنولوجيا المتنامي مع أمريكا: الاحتفاظ بالمواهب.

أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة ديب سيك اهتمام العالم بنماذجها اللغوية الكبيرة والاقتصادية التي تنافس تشات جي بي تي التابع لشركة أوبن أيه آي الأمريكية.

قال محللون: إن نجاح الشركة أظهر أن الفرق الصينية يمكن أن تتحول من المحاكاة إلى الابتكار، ما يشير إلى أن جهود البلاد التي استمرت عقودا لرعاية مواهبها بدأت تؤتي ثمارها، بحسب ساوث تشاينا مورنينج بوست.

ولكن مخاطر هجرة الأدمغة التكنولوجية ترتفع اعتمادا على التحولات المحتملة في السياسة الأمريكية لجذب مزيد من رأس المال العالمي وموارد صناعة التكنولوجيا، وفقا لمقال نشره معهد السياسات العامة التابع لجامعة جنوب الصين للتكنولوجيا.

كانت هجرة الأدمغة اتجاها مهيمنا في الصين على مدى العقود القليلة الماضية ومصدر قلق رئيسي لبكين، ما دفع صناع السياسات إلى الاستثمار بكثافة لرعاية المواهب التكنولوجية، وفقا لخبراء.

تظل الصين أكبر مصدر للباحثين البارزين في المجال، حيث ارتفعت حصتها من 29% في 2019 إلى 47% في 2022، وفقا لبحث نشره مركز ماكروبولو العام الماضي.

في 2022، شكل الباحثون الصينيون 38% من كبار الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي في المؤسسات الأمريكية، متجاوزين عدد الباحثين من جميع البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، بحسب البحث.

في الأعوام الأخيرة، عاد عدد متزايد من العلماء الصينين الذين تلقوا تدريبهم في الولايات المتحدة في مجالات العلوم والهندسة المتقدمة إلى وطنهم، بسبب سياسات الهجرة الأمريكية الأكثر صرامة وفحوصات الأمن القومي.

ومع محاولة بكين رعاية مزيد من المواهب المحلية من خلال زيادة الاستثمار في برامج التدريب بينما تفرض واشنطن قيودا أكثر على جلب المواهب، واجهت أمريكا احتمال التعرض لضربة مزدوجة، وفقا لإيمي هين، باحثة مشاركة في مركز الأخلاقيات الرقمية في جامعة ييل.

من جانبه، أكد مايكل سبنسر، المحلل التقني في منصة سبستاك، أن الصين يجب أن تمنح الجيل الجديد من مواهب الذكاء الاصطناعي مزيد من القيادة والحرية لإنشاء مختبرات بحثية وشركات ناشئة، على غرار النموذج الذي أسسته ديب سيك.

قالت مارينا تشانج، أستاذة مشاركة في معهد العلاقات الأسترالية الصينية في جامعة سيدني للتكنولوجيا: إن تأثر الجيل الأصغر من رواد الأعمال الصينيين بالصعود التكنولوجي للصين والقيود على الموارد، دفعهم لتجاوز الحدود وليس مجرد تحسين التقنيات الحالية.

وأكدت على أهمية موازنة الاعتماد على الذات مع المشاركة الإستراتيجية من خلال مبادرات مفتوحة المصدر، والتبادلات الأكاديمية، والمسابقات الدولية في الذكاء الاصطناعي للحفاظ على ريادة الصين في أبحاث هذا المجال.

مع ذلك، زعمت إيمي هين أن افتقار الصين إلى الدعم القوي للأجهزة، خاصة في تطوير الرقائق، يمكن أن يعيق تقدمها في مجال الذكاء الاصطناعي.

وقالت: "من المرجح أن تؤدي القيود على الرقائق إلى إحداث رياح معاكسة قد تؤثر في النظام البيئي الصيني للذكاء الاصطناعي، وبالتالي تثبط قدرتها على جذب المواهب والاحتفاظ بها. وإذا أصبحت ضوابط التصدير أكثر تأثيرا، واختارت الولايات المتحدة تسهيل تأشيرات مواهب الذكاء الاصطناعي بدلا من تقييدها، فقد تعيد أمريكا فتح صنبور هجرة الأدمغة".

 

الأكثر قراءة