PIF لـ"الاقتصادية": 5 مليارات ريال فرص استثمارية في سلاسل إمداد السيارات في السعودية
قدر صندوق الاستثمارات العامة PIF حجم الفرص الاستثمارية في سلاسل إمدادات صناعة السيارات في السعودية بنحو 5 مليارات ريال ضمن خطة التوطين في القطاع، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية " رئيس تطوير القطاعات في إدارة التنمية الوطنية في الصندوق الدكتور خالد الجحرش.
الجحرش، قال "إن الاستثمارات تأتي ضمن رؤية إستراتيجية لتوطين الصناعة وتحقيق الاكتفاء المحلي، إذ تستهدف السعودية إنتاج ما لا يقل عن 500 ألف سيارة محلية بحلول عام 2035، في حين تستورد السعودية حاليا أكثر من 800 ألف سيارة سنويا، وهو ما يترجم إلى حجم سوق يتجاوز 40 مليار ريال سنويا، إضافة إلى قطاع الخدمات الذي يشمل قطع الغيار والصيانة".
وأكد على هامش "منتدى صندوق الاستثمارات العامة والقطاع الخاص" المقام في الرياض، أن اختيار قطاع صناعة المركبات باعتباره من القطاعات الأساسية والروافد المهمة للاقتصاد الوطني، مبينا أن المستهدفات في هذا القطاع طموحة للغاية.
وأوضح أن المنتدى يسهم في تعزيز التعاون مع القطاع الخاص، مبينا أن صندوق الاستثمارات العامة يضم حاليا نحو 100 شركة تعمل في مختلف القطاعات، وهو ما يعود إلى حجم الاستثمارات والجهود التي يقوم بها الصندوق في دعم المشاريع الاقتصادية الوطنية.
الجحرش قال "إن استثمارات الصندوق في قطاع المركبات تتمثل في 3 محاور رئيسية، أولها الاستثمار في شركات صناعة السيارات، وهذا ما تم بالفعل من خلال الاستثمار في 3 شركات تعمل في مجال صناعة المركبات بهدف توفير الطلب المحلي وتحفيز سلسلة القيمة"، لافتا إلى أن هذا المحور يعد الأساس الذي ينطلق منه تحفيز الصناعة ككل.
بينما المحور الثاني، وفقا للجحرش، يتمثل في الاستثمار في سلاسل الإمدادات والتوريد، حيث تحتاج الشركات المصنعة إلى موردين من المستوى الأول (Tier1) يوجدون في نفس المنطقة الصناعية، وهو ما يُسهم في زيادة المحتوى المحلي إلى نسبة مستهدفة تصل إلى 40 % من الإنتاج.
وأشار إلى أن الصندوق يعمل على دعم إنشاء مصانع ومراكز توريد داخل مناطق صناعية رئيسية مثل مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، ما يعزز من توطين الصناعة وتقوية سلسلة الإمداد.
وقال "إن ثالث المحاور هو الاستثمار في البنية التحتية لصناعة السيارات الكهربائية، حيث إن البنية التحتية الحالية في السعودية بحاجة إلى تطوير ملحوظ".
وفي هذا الإطار، يركز الصندوق على دعم الشركات التي تعمل في توفير محطات الشحن والمعدات اللازمة، مثل شركة EVIQ شركة شحن المركبات لضمان جاهزية السوق المحلية لاستيعاب السيارات الكهربائية في المستقبل القريب، بحسب رئيس تطوير القطاعات في إدارة التنمية الوطنية في الصندوق الدكتور خالد الجحرش.
وأكد أن المدن الكبرى مثل الرياض والدمام وجدة ستكون من المراكز الرئيسية لتطويرهذه البنية التحتية نظرًا لكثافة السكان وحجم الطلب المتوقع.
وأشار الجحرش إلى بعض الأمثلة التفصيلية التي تبرر مدى التزام الصندوق بتوطين الصناعة وتعزيز سلسلة الإمداد، فقد ذكر شراكة مع شركة صناعة الإطارات المعروفة باسم "بيرلي"، التي تعد من المكونات الأساسية لأي سيارة.
وأشار إلى إطلاق برنامج SIP (برنامج الحوافز المعيارية) الذي يهدف إلى توفير حوافز مادية للمستثمرين في هذا القطاع، حيث يتم دعم المشاريع بمبالغ تصل إلى 50 مليون ريال، مبينا أن هذه الحوافز تأتي في إطار إستراتيجية شاملة لتوطين الصناعة وتعزيز مكانة السعودية كوجهة استثمارية مميزة.
وأوضح أن هناك 3 شركات رئيسية تعمل تحت مظلة علامات تجارية معروفة مثل "هيونداي"، التي تركز على إنتاج السيارات بأعلى معايير الجودة.
وتوقع افتتاح المصانع الرسمية لتلك الشركات خلال الفترة المقبلة، مع استهداف أن يصل إنتاجها إلى نحو 350 ألف سيارة على مدى السنوات المقبلة، ما يمثل خطوة كبيرة نحو تحقيق الاكتفاء المحلي في هذا القطاع.
وقال "إنه استنادا إلى الدراسات التي أجراها الصندوق، تبين أن حجم الفرص الاستثمارية في سلسلة إمداد صناعة السيارات يقدر بنحو 5 مليارات ريال"، مؤكدا أن هذه الفرص تمتد إلى كافة مراحل الصناعة، بدءا من تصنيع المكونات وصولا إلى خدمات ما بعد البيع.