هل تتعمق موجة جني الأرباح ؟ .. مخاوف تؤرق مستثمري البورصة السعودية

هل تتعمق موجة جني الأرباح ؟ .. مخاوف تؤرق مستثمري البورصة السعودية

من المرجح أن تستمر عمليات جني الأرباح في سوق الأسهم السعودية خلال الفترة المقبلة، وسط مخاوف من اتساعها في ظل غياب محفزات تدعم السوق. ومع ذلك، فإن التداولات الضعيفة التي وصلت خلال جلسة أمس إلى ما يزيد على 30% عن متوسطها خلال الأشهر الثلاثة الماضية أسهم في الحد من خسائر المؤشر العام، وفقا لـ "اقتصاد الشرق مع بلومبرغ"

استهل المؤشر "تاسي" تداولات الأسبوع أمس بانخفاض هو الرابع على التوالي، ليصل إلى 13372 نقطة ليواصل الابتعاد عن مستوى المقاومة المهم البالغ 12400 نقطة، لكن استقرار قطاعات البنوك والطاقة والمرافق العامة حد من الخسائر.

"واضح أن هناك حالة من القلق والترقب بين المستثمرين لكنها ليست كبيرة لدرجة تحدث موجة بيع عنيفة في السوق .. قيمة التداولات 4.1 مليار ريال وهذا يعكس انعدام الشهية والمحفزات في السوق لكن القلق يتعلق بأمور غير مرتبطة بأساسيات السوق وإنما تداعيات الأحداث العالمية وتأثيرها في الأسواق"، على حد قول ماري سالم المحللة المالية لدى "الشرق".

انتظار مستمر للنتائج

باستثناء البنوك، لم تعلن معظم الشركات الكبرى المدرجة في البورصة السعودية نتائجها بعد وهو ما قد يكون له تأثير كبير في اتجاه المؤشر في المرحلة المقبلة. ولا تعلن الشركات عادة مواعيد صدور النتائج لكن عملاقة الطاقة "أرامكو السعودية" قالت إنها ستعلن نتائجها في الرابع من مارس المقبل.

"أقل من 30 شركة أعلنت نتائجها المالية حتى الآن ولا يزال هناك ترقب لبقية الشركات وعندما تعلن أغلب الشركات نتائجها سيساعد ذلك على أن تتخذ السوق مساراً واضحاً خلال الجلسات القادمة"، بحسب أحمد الرشيد المحلل المالي الأول في "الاقتصادية"، الذي أبدى تخوفاً من اتساع نطاق عمليات جني الأرباح التي ما زالت محدودة إلى الآن.

لكن السوق لم تخلو من الأخبار، إذ أعلنت "مجموعة سليمان الحبيب" نتائج تفوق التوقعات إذ ارتفعت الأرباح 13% إلى 2.135 مليار ريال في العام الماضي، مع استمرار نمو أعمالها في جميع قطاعاتها الرئيسية. غير أن السهم لم يشهد تفاعلاً قوياً مع الإعلان لينخفض 0.9% في الجلسة الماضية.

الرشيد قال: إن "نتائج الشركة فيما يبدو لم تكن دافعة للسهم خاصة وأنه ارتفع بشكل كبير خلال الفترة الماضية بعدما أعلنت تشغيل مستشفى في شمال الرياض وجدة وحدث حينها تفاعل كبير على السهم لذا فالارتفاعات التي حدثت في وقت سابق ربما هي ما عاقت التفاعل في الوقت الحالي".

يرى أيضا أن هناك فرصاً مستمرة في أسهم قطاع الرعاية الصحية لأن القطاع يقدم "خدمة أساسية سيستمر الطب عليها طالما أن هناك نمواً في عدد السكان سواء بشكل طبيعي أو بسبب تزايد العمالة (الأجنبية) بفعل المشروعات الكثيرة القادمة في السعودية".

تتجه الأنظار أيضا إلى قطاع الأغذية وخاصة سهم "التنمية الغذائية" الذي أغلق أمس مرتفعاً 4.27% بعدما أعلنت الشركة نمو أرباحها السنوية 26% تقريباً إلى نحو 96 مليون ريال في العام الماضي.

محمد الفراج رئيس أول إدارة الأصول لدى "أرباح المالية" توقع أن يكون هناك "تركيز من المستثمرين على الدخول في قطاع الأغذية مع اقتراب شهر رمضان لا سيما أنه سيكون ضمن الربع الأول لذا أتوقع تفاؤل المستثمرين وسط توقعات بمزيد من نمو الأرباح مقارنة مع الربع المماثل والربع السابق".

الطروحات الجديدة تضغط على السيولة ؟

تستعد السوق السعودية لاكتتابات عامة أولية عدة في الفترة الحالية، أولها لشركة "دراية المالية" التي حددت السعر النهائي لأسهم الطرح عند الحد الأعلى للنطاق السعري البالغ 30 ريالاً بما يقدر قيمة الشركة عند 7.5 مليار ريال.

في الوقت نفسه، أعلنت شركة "أم القرى" التي تقف وراء أحد أكبر المشاريع في مكة المكرمة، النطاق السعري الأولي لطرح حصة 9.09% من رأسمالها في البورصة السعودية، فيما يتراوح بين 14 و15 ريالا للسهم.

هذه الاكتتابات ربما "تسحب بعض السيولة من السوق في هذه المرحلة. ربما يتجه المستثمرون الأفراد للتخارج من استثماراتهم الحالية للاكتتاب في هذين الطرحين الجديدين"، على حد قول ماري.

قال الفراج: إن تسعير اكتتاب "دراية" عند الحد الأعلى من النطاق السعري "منطقي بعد الإقبال الكبير من المستثمرين"، في حين وصف النطاق السعري لاكتتاب "أم القرى" بأنه "متحفظ لرغبة الشركة في جذب مزيد من المستثمرين لا سيما الأجانب بعد السماح لهم بالاستثمار في الشركات العقارية التي تعمل في مكة المكرمة والمدينة المنورة".

الأكثر قراءة