محللون: مكاسب النفط تحت ضغط اتجاهات الطلب الصيني والتوترات الجيوسياسية

محللون: مكاسب النفط تحت ضغط اتجاهات الطلب الصيني والتوترات الجيوسياسية

قد تكون مكاسب النفط مقيدة على المدى الطويل، إذا واصل تحالف "أوبك+" للدول المصدرة زيادة الإمدادات في الأسواق العالمية واستمرت حالة عدم اليقين، وسط تغير توقعات الطلب من الصين والتوترات الجيوسياسية، وفقا لما يراه محللون متخصصون في أسواق النفط.

وأرجأ التحالف النفطي في ديسمبر الماضي إلى أبريل المقبل زيادة تدريجية في الإنتاج كان مقررا لها أن تبدأ في يناير، على الرغم من دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الدول المنتجة إلى ضخ مزيد من الإمدادات بهدف خفض الأسعار والضغط على روسيا للتفاوض على إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقد تؤثر سياسات "أوبك+" والمخاوف المتزايدة بشأن تخمة في المعروض على اتجاهات أسعار النفط في الأسواق العالمية طوال العام الجاري، وفقا لرؤية المحللين.

استمرار التوترات الجيوسياسية، وحالة عدم اليقين الاقتصادي، قد يستمران أيضا في دفع تقلبات أسواق الطاقة من وجهة نظر المحللين، الذين توقعوا أن يحافظ تحالف "أوبك+" على زيادات الإنتاج المقررة، وإن كان نمو الطلب من الصين لا يزال غير مؤكد.

وقال مدير شركة "في.جي إندستري" الألمانية سيفين شيميل لـ "الاقتصادية": إن تحالف "أوبك+" حافظ على تخفيضات الإنتاج لمدة 3 سنوات "ما أدى إلى تقلص حصته في السوق العالمية من 53% عام 2016 إلى 47% عام 2024".

وأشار إلى توقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية ارتفاع إنتاج النفط الخام من خارج منظمة "أوبك" بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا هذا العام.

وبحلول الساعة 12:00 بتوقيت جرينتش، كان خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي مرتفعا 1.03% إلى 71.46 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت 0.31% إلى 75.45 دولار للبرميل.

الحذر سيد الموقف

يشير متخصصون في أسواق النفط إلى أن أسعار الخام واصلت مكاسبها اليوم بعد تعطل تدفقات النفط عبر خط أنابيب كازاخستان؛ غير أن المخاوف بشأن زيادة الإمدادات العالمية حدت من الصعود.

وزادت المخاوف بشأن المعروض لفترة وجيزة أيضا بفعل هجوم على محطة ضخ رئيسية في روسيا، أدى إلى بعض الانحسار في المعنويات التي كانت ترجح الهبوط.

واستهدف هجوم بطائرة مسيّرة محطة ضخ لخط أنابيب نفط في روسيا، ما أدى إلى انخفاض تدفقات الخام من كازاخستان.

وتبنى منتجو النفط في الولايات المتحدة أيضا نهجا حذرا تجاه ضح استثمارات في أعمال الحفر الجديدة لاستخراج الخام، تحت ضغط الأثر المحتمل لزيادة إنتاج "أوبك+" والتحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة، الذي وفر حالة من عدم اليقين بين المنتجين الأمريكيين، بحسب تقرير "أويل برايس" النفطي.

ويشير التقرير إلى أن شركات النفط تتحرك في المقام الأول بناء على ظروف السوق والعوامل الاقتصادية، مثل أسعار التعادل والربحية، لا على أساس الخطاب السياسي "مثل شعار احفر يا صغير، احفر".

ويركز المستثمرون في قطاع النفط حاليا على الشركات التي تعطي أولوية لتوزيعات الأرباح والاستقرار المالي والتقدم التكنولوجي، الذي يعمل على تحسين الكفاءة التشغيلية، بحسب التقرير.

الخام الأمريكي قد يتضرر أكثر

تتوقع تقارير دولية أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل هذا العام، وهو ما يبرز المخاوف بشأن تخمة المعروض ومخاطر السياسة التجارية، التي قد تؤثر في أسواق الطاقة الأوسع في الأشهر المقبلة، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" مدير الشراكة الدولية في شركة "سنام" الإيطالية للطاقة فيتوريو موسازي.

لكن توترات الحرب التجارية قد تؤدي إلى إضعاف الطلب على خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي أكثر، بحسب مدير إستراتيجيات الطاقة في شركة "كورت" الدولية ديفيد لديسما.

وأشار لديسما لـ "الاقتصادية" إلى أن إمكانية فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية جديدة قد تؤدي إلى تقليص نشاط التجارة العالمية والنمو الاقتصادي، متوقعا أن يؤدي انخفاض الإنتاج الصناعي إلى تقلص استهلاك النفط "ما يحد من تعافي سعر خام غرب تكساس الوسيط".

أضاف "يظل المستثمرون أيضا حذرين ويراقبون التطورات الجيوسياسية لمعرفة اتجاه السوق بشكل أكبر".

الأكثر قراءة