حضور قوي للعملات المشفرة والذكاء الاصطناعي في مناقشات قمة "ميامي FII"
استحوذت قضايا العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي على مساحة كبيرة من ملفات النقاش المطروحة في قمة "ميامي FII"، التي تنظمها مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير الجاري، حيث طغت على جزء كبير من أوراق العمل المقدمة ضمن برنامج القمة.
وتشهد أسواق العملات المشفرة متغيرات، في وقت أصبح فيه الذكاء الاصطناعي حديث الناس على مستوى العالم وعنصرا مهما في الحياة اليومية، من التشخيص التنبئي في الرعاية الصحية واكتشاف الاحتيال في المعاملات المالية، إلى تحسين الأهداف البيئية.
وبلغت سوق العملات المشفرة قيمة سوقية قياسية قدرها 3.4 تريليون دولار، مدفوعة بالحماس المؤسسي، وفقا لورقة بحثية بعنوان "هل هذه هي نهضة العملات المشفرة؟"
وتخطت عملة البيتكوين المشفرة مستوى الـ100 ألف دولار في ديسمبر الماضي، في إنجاز ملحوظ منذ نشأتها في 2009، مع تنامي التوجه نحو تحولها إلى أحد أصول الاحتياطي الإستراتيجي لدول وشركات.
يطرح الأمر تساؤلا حول ما إذا كان هذا التحول سيؤثر في دور العملات المشفرة في النظام المالي العالمي ومدى إمكاناته للوصول إلى ارتفاعات أعظم.
وبينما يتزايد الجدل بشأن الدور المستقبلي للعملات المشفرة، فإن التقلبات وعدم اليقين التنظيمي والمخاوف الأمنية من الأمور التي تثير شكوكا حول ما إذا كان صعود العملات المشفرة مستداما أم مجرد فقاعة مضاربة؟ وما إذا كانت العملات المشفرة ستتطور إلى أصل مالي مستقر في الوجدان؟ أم أن نموها الحالي الهدوء الذي يسبق عاصفة الهبوط؟
عصر الذكاء الاصطناعي.. الاستعداد والتحديات
مع إعادة تعريف أسواق العمل بواسطة التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، يواجه الجيل القادم في أمريكا الشمالية والجنوبية على سبيل المثال مستقبلا ضبابيا، وإن كان غنيا بالفرص.
وتواجه أمريكا اللاتينية تحديات مختلفة في سوق العمل، حيث كان نمو إنتاجية العامل في هذه المنطقة الأبطأ على مستوى العالم، فضلا عن أن 60% من عمالها يشتغلون في أسواق غير رسمية؛ و16% من شباب أمريكا اللاتينية لا يعملون ولا يتلقون تعليما حاليا.
وتتناول ورقة عمل بعنوان "كيف يمكن للقادة إعداد الشباب للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا؟" هذا الموضوع، بما يشمل السبل التي يمكن بها لقادة القارتين ابتكار حلول فريدة لضمان التبني السريع للتكنولوجيات الناشئة.
وفي ظل الوتيرة السريعة للابتكار، يبرز سؤال حول إمكانية مواكبة البنية التحتية الحالية للمتطلبات المتزايدة لتقنيات الذكاء الاصطناعي من الجيل التالي بشكل مستدام، وما إذا كان عقبات جديدة تعيق التقدم ستظهر؟
وتتناول ورقة أخرى هذا الموضوع تحت عنوان "هل تستطيع البنية الأساسية الحالية للذكاء الاصطناعي مواكبة متطلبات تقنيات الجيل التالي؟"، حيث من المتوقع أن يصل حجم سوق منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي إلى 990 مليار دولار بحلول 2027.
وفي حين تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي بتعزيز الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنحو 7 تريليونات دولار وزيادة الإنتاجية، فإنها تشكل أيضا تحديات كبيرة للعمال في عديد من الصناعات.
وبحلول عام 2030، من الممكن أن تؤثر التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي على ما يصل إلى 300 مليون وظيفة في أنحاء العالم، مع تعرض نحو ثلثي المهن في الولايات المتحدة للأتمتة، وفقًا لتقرير "جولدمان ساكس".
فهل يمثل الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي تحولا ثوريا يكمل العمل البشري؟ أم قوة دافعة تحل محله؟ وكيف يمكننا تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي ومرونة القوى العاملة في هذا المشهد المتغير بسرعة.. هذا ما تطرحه ورقة عمل أخرى بعنوان "التكنولوجيا مقابل الوظائف: ثورة أم استبدال؟"
الأمان في عصر الذكاء الاصطناعي
مع دمج شركات البرمجيات بشكل متزايد للذكاء الاصطناعي في عروضها الأساسية، لم يعد التحول إلى منظمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي اختياريا، ولكن ضرورة للبقاء في سوق تنافسية.
ووفقا لتقرير ماكينزي الأخير، فإن 51% من الموظفين يذكرون مخاطر الأمن السيبراني بوصفها مصدر قلق كبير فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
فكيف يمكن للمنظمات تحقيق التوازن بين الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي والتحديات المتطورة المتمثلة في تأمين الهويات الرقمية وبناء الثقة في هذا العصر الجديد، مع تزايد المخاطر؟ تتناول هذا الموضوع ورقة عمل بعنوان: "ما هو مستقبل الثقة والأمان في عصر الذكاء الاصطناعي؟"
الذكاء الاصطناعي.. الحدود التالية للأسواق الناشئة
يمثل الذكاء الاصطناعي الحدود التالية للنمو الاقتصادي العالمي، حيث تتمتع الأسواق الناشئة بموقع فريد للاستفادة من إمكاناته التحويلية.
وتتوقع شركة "IDC" أن يسهم الذكاء الاصطناعي بما قيمته 19.9 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030، ما يوفر إمكانات هائلة للمناطق الراغبة في تبني هذه التكنولوجيا.
وتطرح إحدى أوراق العمل تساؤلا حول أسباب الأهمية المحورية للأسواق الناشئة في هذا المستقبل، وكيف يمكنها التغلب على التحديات للاستفادة من القوة التحويلية للذكاء الاصطناعي؟