الأسواق العالمية في رحلة صعود.. وول ستريت تحاول اللحاق بالركب
شهدت الأسواق العالمية ارتفاعا ملحوظا خلال 2025. وفي حين ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 4% في 2025، إلا أن المستثمرين سخروا من هذا الارتفاع المتواضع. فقد تخلفت الأسهم الأمريكية عن مؤشرات الأسواق العالمية الرئيسة الأخرى، حسبما ذكرت مجلة بارونز.
شهد مؤشر ستوكس أوروبا 600 زيادة نحو 9% حتى الآن. وارتفع مؤشر هانغ سنغ في هونج كونج بنحو 13%، كما ارتفعت بعض صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تستثمر في الأسهم الصينية بزيادة بلغت نحو 20% بفضل امتلاكها أسهم شركات كبرى مثل تينسنت وعلي بابا وبايدو.
رغم مخاوف التعريفات الجمركية والإمكانية المحتملة لزيادة التضخم بسبب التوترات التجارية، نجحت الأسواق العالمية في الازدهار.
قال جيسون هانتر، خبير استراتيجي تقني في جي بي مورجان سيكيورتيز، في تقرير يوم الأربعاء أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قد يرتفع 5% خلال الأشهر القادمة، لكن الأنماط الأكثر بروزاً تتعلق بالأسواق العالمية الأخرى التي استفادت من شركات حساسة دوريًا، مثل آسيا وأوروبا والمكسيك.
ارتفعت الأسهم الأوروبية على وجه الخصوص. فمؤشر داكس الألماني على سبيل المثال يقترب من أعلى مستوى قياسي له. قال جيسون جوبفرت، كبير محللين في "سنتمنتريدير": "كانت الأسهم الألمانية من بين الأكثر سخونة في العالم لأسابيع".وأضاف أنه "لم يكن هناك ضعف تقني منذ أشهر".
لا تزال التوقعات للأسهم الأوروبية قوية إلى حد ما، ويرجع ذلك أساسًا إلى أن المخاوف بشأن تعريفات ترامب الجمركية تبين حتى الآن أنها تهديد أكثر من تأثير فعلي.
يقول أرني نواك، رئيس الاستثمار الإقليمي لصناديق إكس تراكرز، إن التعريفات الجمركية واسعة النطاق لم تتحقق بعد، ولا يزال احتمال انتهاء الحرب الأوكرنية عاملًا ساهم في تحفيز تعافي السوق الأوروبية.
حذر استراتيجيون في "باركليز" من أن التعرض المفرط للأسهم الصينية والأوروبية قد يحد من المساحة المتاحة للزيادة في استثمارات الأسهم الأمريكية. وعلى المستثمرين أن يكونوا انتقائيين إذا أرادوا تعزيز استثماراتهم في الأسهم الأمريكية.
يشير هانتر من جي بي مورجان أن العوامل التقنية مواتية للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، التي قد تصبح قيادية في السوق. وذكر أن نسبة الأرباح إلى المخاطر للشركات الكبرى في الولايات المتحدة ليست جذابة في الوقت الحالي.
حتى الآن، لا يوجد سبب للقلق إزاء ضعف أسهم التكنولوجيا الأمريكية الكبرى إذ توجد آفاق لتحقيق مزيد من المكاسب في الأسواق الأخرى والشركات الصغيرة المحلية. مع ذلك، قد يواجه المستثمرون تحديات في تحريك استثماراتهم بشكل يتناسب مع التيارات الاقتصادية المتغيرة.