الرئيس السوري: بلدنا "المثقل بالجراح" في مرحلة إعادة بناء ذات خصائص حرجة
وصف الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع بلاده بأنها في مرحلة بناء للدولة ذات خصائص "حرجة" تستدعي "خطة إسعافية ثم أخرى متوسطة ثم ثالثة إستراتيجية".
وقال الشرع في كلمته بمناسبة انطلاق مؤتمر الحوار الوطني إن بلاده "أُنقذت من الهلاك لكنها مثقلة بالجراح، وهي اليوم في غرفة الإنعاش، تقف بين أيديكم فرحة، لكنها جريحة متألمة".
وطالب الشعب السوري بأن يدرك أن سورية في "مرحلة إعادة بناء الدولة من جديد، مع كل ما لحق بها من خراب ودمار، وأن هذه المرحلة ذات خصائص حرجة، ولها ميزات تختلف عن دولة ذات نظام مستمر يعقبه الأشخاص ويبقى النظام".
واعتبر سورية بحاجة إلى "قرارات جريئة تعالج مشكلاتها علاجا حقيقيا ولو كانت مؤلمة وصادمة. إن سورية تراجعت عن محيطها الإقليمي والدولي؛ وعليها أن تسارع للحاق، فينبغي اتخاذ الخطوات المناسبة لذلك".
وقال "إن سورية تعاني تدميرا ممنهجا لاقتصادها وخدماتها الأساسية، وعوامل نهضتها تكمن في داخلها"، داعيا إلى تحويل "نكباتها إلى فرص استثمارية حية".
"احتكار" السلاح
أكد الشرع ضرورة سيطرة الدولة على السلاح دون غيرها، قائلا "إن وحدة السلاح واحتكاره بيد الدولة ليس رفاهية، بل هو واجب وفرض".
واعتبر ما وصفها بـ "الدعوات المشبوهة التي تستدعي حالة الخطر لطوائف ما، وتعرض نفسها الحامية المنقذة، دعوات فارغة لا تنطلي على الوعي السوري، فإن سورية مدرسة في العيش المشترك، يتعلم منه العالم أجمع".
وقال: "السلم الأهلي واجب على أبناء الوطن جميعا (...) سورية لا تقبل القسمة؛ فهي كل متكامل وقوتها في وحدتها".
وستعمل السلطات الجديدة في سورية على تشكيل هيئة للعدالة الانتقالية "ترد الحقوق للناس، وتنصف إن شاء الله وتقدم المجرمين للعدالة"، بحسب ما قاله الشرع.
غياب وانتقاد كردي
وانتقد مسؤولون من الإدارة الذاتية الكردية، التي تسيطر على مساحات واسعة في شمال وشرق البلاد، استثناءهم من الدعوات لحضور المؤتمر، بحسب ما ذكرته وكالة "فرانس برس".
جاء تنظيم المؤتمر قبل أيام من تشكيل السلطات حكومة انتقالية مطلع الشهر المقبل. وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني تعهّد في وقت سابق بأن تكون الحكومة "ممثلة للشعب السوري قدر الإمكان وتراعي تنوعه".
وانتقد 35 حزبا من الأحزاب المنضوية في الإدارة الذاتية الكردية التمثيل "الشكلي" في المؤتمر؛ واعتبرت في بيان أصدرته اليوم الثلاثاء أن "مؤتمر الحوار الوطني الحقيقي يجب أن يكون شاملا (...). أما المؤتمرات التي تُعقد بتمثيل شكلي لأفراد لا يعكسون حقيقة المكونات السورية، فلا معنى ولا قيمة لمخرجاته".
وقال حسن محمّد علي، عضو الهيئة الرئاسية في مجلس سورية الديمقراطية المنبثق عن الإدارة الذاتية، "إن ما قامت به اللجنة التحضيرية ستكون له تداعيات سلبية ولن يأتي بحلول للمشكلات والقضايا التي تعانيها سورية منذ عقود".
وحذّر الناطق باسم قوات سورية الديمقراطية فرهاد شامي من أن "استبعاد" قواته مع "شرائح واسعة من المجتمع السوري" يؤكد أن المؤتمر "موجه لإرضاء الخارج وليس البحث عن مستقبل أفضل مع شركاء الداخل".
وقال المنظمون في وقت سابق "إنه لم يتم توجيه دعوة إلى أي كيانات أو تشكيلات عسكرية ما زالت تحتفظ بسلاحها"، في إشارة إلى قوات سورية الديمقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية.
ودعت السلطات الجديدة في البلاد كل الفصائل المسلحة ومن بينها قوات سورية الديمقراطية التي تلقت دعما أمريكيا كبيرا خلال سنوات النزاع السوري، إلى تسليم أسلحتها. وأعلنت مرارا رفضها الحكم الذاتي الكردي.
وغداة إعلانه في 29 يناير رئيسا انتقاليا للبلاد، تعهّد الشرع بإصدار "إعلان دستوري" للمرحلة الانتقالية بعد تشكيل "لجنة تحضيرية لاختيار مجلس تشريعي مصغّر" وحلّ مجلس الشعب، وقال "إن بلاده ستحتاج من 4 إلى 5 سنوات لتنظيم انتخابات".