عدم اليقين يقلب "تداولات ترمب" رأسا على عقب .. السوق غارقة في الأحمر

عدم اليقين يقلب "تداولات ترمب" رأسا على عقب .. السوق غارقة في الأحمر
GETTY IMAGE

القلق من الحرب التجارية، والحديث عن الركود التضخمي، والاندفاع نحو الملاذات الآمنة جعل "تداولات ترمب" المرتفعة تعكس الاتجاه تمامًا.

مع غرق المؤشرات الأمريكية في اللون الأحمر بشكل أعمق هذا العام، ألقيّ اللوم على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي، كونها أثارت حالة من عدم اليقين الكلي وزعزعت مؤشر ستاندرد آند بورز.

وفي وقت أحجم فيه المستثمرون عن المخاطرة، يلح في الأذهان سؤال واحد: متى تشعر السوق بتأثير أجندة ترمب المؤيدة للنمو؟ استنادا إلى مجلة "بزينس إنسايدر"، كان ما يسمى "ارتفاع ترمب" مدفوعا برهانات على أن الإدارة الجديدة ستتميز بإلغاء القيود التنظيمية وتخفيض الضرائب، ما يؤدي إلى بيئة مؤيدة للأعمال من شأنها أن ترفع الأسواق.

ساعد هذا التفاؤل على رفع مؤشر ستاندرد آند بورز أكثر من 7% خلال الفترة من نوفمبر إلى منتصف فبراير، وأظهر مسح لتوقعات الرؤساء التنفيذيين نشرته شركة "إي واي بارثينون" في يناير، أن 56% ممن شملهم المسح لديهم خطط لملاحقة عمليات الدمج والاستحواذ بنشاط حتى عام 2025، ارتفاعا من 37% في سبتمبر.

لكن بعد شهرين من رئاسة ترمب لا يبدو أن جهود إلغاء القيود التنظيمية تتحرك بالسرعة الكافية لإرضاء السوق. بل على العكس، ذهب تحول واشنطن المفاجئ نحو الحمائية إلى أبعد مما كان متوقعا، مع فرضها رسوما جمركية على كندا والمكسيك، الأمر الذي دفع المستثمرين إلى الفرار من الأصول الخطرة.

وبحسب مايكل رينولدز، نائب رئيس إستراتيجية الاستثمار في جلينميد، سيناريو التعريفات الجمركية المتطرفة قد يبدد قوة دفع حصل عليها الناتج المحلي الإجمالي من ارتفاع النشاط التجاري.

ويتم التشكيك أيضا في أجزاء أخرى من أجندة ترمب. ففي سوق الاكتتابات العامة الأولية أدت مشاعر التفاؤل إلى تنبؤ جولدمان ساكس بدورة الاكتتاب العام الأولي المقبلة، إلا أن هذا لم يتحقق بعد.

كتب جيه بي مورجان في يناير أنه لم يجد أي دليل على أن فوز ترمب حفز نشاط الشركات، مع بقاء وتيرة الاكتتابات العامة الأولية في الربع الرابع منخفضة وفقًا للمعايير التاريخية.

قال رينولدز: "غالبًا ما يبحث الناس عن القليل من اليقين بشأن شكل سياسة الحكومة قبل أن يبدأوا في تقديم التزامات كبيرة مثل الاكتتاب العام، أو الانخراط في عمليات الدمج والاستحواذ". أضاف: "لدينا شعور بأن عديدا من المسؤولين التنفيذيين ينتظرون أن ينقشع الغبار عن شكل الشروط المتعلقة بالتجارة".

قد لا تساعد هذه الاتجاهات حقيقة أن ذراع مكافحة الاحتكار في واشنطن تظل متسقة مع الإدارة السابقة فيما يتعلق بالتدقيق الوثيق لعمليات الاندماج بين الشركات. ويبدو أن صناع الصفقات قد شعروا بالخذلان من مرشحة ترمب لمكافحة الاحتكار، جيل سلاتر، وهي متشككة أخرى في شركات التكنولوجيا الكبرى.

وحتى مع تخلص ترمب من اللوائح المقيدة للخدمات المصرفية المشفرة وإسقاط القضايا القانونية ضد الشركات الكبرى، لا يزال البيتكوين منخفضًا 4.3% منذ بداية العام.

وفي حين تتحمل الأسواق آلام التعريفات الجمركية، لا يزال كثيرون يتوقعون أن تؤدي التغييرات التنظيمية إلى دعم أسعار الأصول في وقت لاحق من العام.

قال رينولدز لـ"بيزنس إنسايدر": "مضى 50 يومًا فقط على الإدارة الجديدة، وهناك عمليات مراجعة لإزالة اللوائح الحالية".

وتتوقع "جلينميد" أن تعمل الدفعة التالية من إلغاء القيود التنظيمية على توفير دعم متواضع للنمو، مشيرة إلى أن الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة ستستفيد أكثر من تغيير القواعد.

الأكثر قراءة