العلامات الفاخرة تنسحب من الصين .. الإنفاق ينخفض والعقارات تعاني

العلامات الفاخرة تنسحب من الصين .. الإنفاق ينخفض والعقارات تعاني
شهدت معظم العلامات التجارية انخفاضات حادة في المبيعات. المصدر: رويترز

تواجه صناعة التجزئة الفاخرة العالمية تحديات كبيرة في الصين، حيث بدأت بعض العلامات التجارية البارزة مثل "غوتشي" و"برادا" إغلاق متاجرها في المدن الكبرى، ويأتي هذا التحرك نتيجة تراجع إنفاق المستهلكين وتحذيرات المحللين بشأن استمرار الركود في المبيعات.

أغلقت مجموعة السلع الفاخرة الفرنسية كيرينج متجرين لـ"غوتشي" في شنغهاي الشهر الماضي، بينما أغلقت "برادا" متجرها في مطار هونجتشياو الدولي في المدينة، وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست.

تأتي هذه الخطوات بعد 8 إغلاقات في الربع الرابع من العام الماضي واثنين في الربع السابق من جميع شركات التجزئة الفاخرة التي تضم علامات تجارية مثل: لويس فيتون وشانيل وتيفاني آند كو وبولغاري، بحسب بيانات جمعها موقع لينك شوب.

قالت جيلينا سوكولوفا، المحللة في مورنينج ستار: "شهدت معظم العلامات التجارية انخفاضات حادة في المبيعات في البر الرئيسي للصين، ولم تتأثر فقط بمعنويات المستهلكين المتشائمة في الداخل بل أيضا زيادة تسوق الصينيين في الخارج".

في محاولة للحد من التباطؤ الاقتصادي، أعطت بكين الأولوية لـ"تعزيز الاستهلاك" كمهمة سياسية عليا في اجتماع المؤتمر الشعبي الوطني الأسبوع الماضي. وضاعفت إعانات الدولة لشراء السلع الاستهلاكية إلى 300 مليار يوان (41.4 مليار دولار أمريكي) لهذا العام.

وتتوقع شركة الاستشارات باين آند كو، في تقرير أصدرته في يناير، أن ضعف الإنفاق المحلي وارتفاع التسوق في الخارج أسهما في انخفاض مبيعات السلع الفاخرة في الصين 18 إلى 20% العام الماضي.

وكانت مبيعات المجوهرات والساعات الأكثر تضررا مع تحول المستهلكون إلى الأصول التي تحافظ على القيمة.

تؤثر محنة قطاع التجزئة تلك على مطوري العقارات وملاكها في الصين الذين يكافحون للتغلب على ركود الصناعة المستمر منذ أعوام عديدة وسط ارتفاع معدلات الشغور والعرض الزائد.

من المتوقع أن ترتفع معدلات الشغور في 11 مدينة رئيسية إلى 10.5% في المتوسط ​​هذا العام، وفقا لشركة الاستشارات العقارية سافيلز.

بلغ المتوسط ​​في 2022، أثناء عمليات الإغلاق الناجمة عن الجائحة، 11.4%، وهي أعلى نقطة منذ بدأت الشركة جميع البيانات في 2012.

لا يزال لدى المستهلكون الصينيون مدخرات كبيرة يمكنهم الاستفادة منها للإنفاق على السلع الكمالية، على عكس نظرائهم الغربيين الذين استنفدوا مدخراتهم خلال جائحة كوفيد-19.

ونتيجة لذلك، قد يتعافى الإنفاق على السلع الفاخرة في البر الرئيسي للصين 20 % هذا العام، بحسب ما قالته سوكولوفا.

من جهته، قال فينسنت لي، رئيس أبحاث شمال الصين في سافيلز، "إن العلامات التجارية الفاخرة الكبرى حذرة جدا بشأن فتح المتاجر. إنها أكثر حذرا عند الانسحاب، لذلك إذا كانت تنحسب، فلا بد أن هناك عقبات لا يمكنها التغلب عليها".

كما تؤثر تفضيلات الاستهلاك المتغيرة أيضا سوق السلع الفاخرة، حيث لاحظت جيو شان، الشريكة في شركة هوتونج للأبحاث، أن المستهلكين يتجهون بشكل متزايد إلى المنتجات الرياضية والترفيهية بدلا من السلع الفاخرة التقليدية.

وتدعم البيانات الرسمية هذا، حيث تظهر نموا بنسبة 0.3% فقط في فئات الملابس لعام 2024، بينما نما الإنفاق على الرياضة والترفيه 11.1%.

الأكثر قراءة