رسوم ترمب الجمركية تقود النفط إلى الارتفاع قبل تبدد المكاسب
حققت العقود الآجلة للخام الأمريكي مكاسب بلغت 1.5% بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عبر وسائل التواصل الاجتماعي رسوما جمركية على مشتري النفط والغاز من فنزويلا، لكن المكاسب تبددت في وقت لاحق، ليسجل الخام تراجعا.
وبحلول الساعة 05:00 بتوقيت جرينتش اليوم الثلاثاء، كان خام القياس العالمي مزيج برنت منخفضا 0.3% إلى 72.78 دولارا للبرميل، في حين تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 0.45% إلى 68.8 دولار.
كان الخامان القياسيان قد سجلا ارتفاعا بأكثر من 1% أمس الاثنين، بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدول المستوردة للنفط والغاز من فنزويلا.
وعد تقريرٌ لـ"ريج زون" أن قرار ترمب يهدف إلى زيادة الضغوط على الصين، ويمثل خطوة من شأنها أن تعطل تجارة الطاقة العالمية.
والصين، التي أصبحت بالفعل هدفا لرسوم جمركية بـ20% في عهد ترمب، هي مشتر رئيسي للنفط الفنزويلي. لذلك، فقد أثار بدء سريان الرسوم الجمركية الأمريكية على الصادرات الفنزويلية مخاوف بشأن الإمدادات العالمية، وفقا لما قاله محللون متخصصون في أسواق النفط لـ "الاقتصادية".
استقرار رغم الضغوط
واجهت أسعار النفط ضغوطا في الأسابيع الأخيرة، بسبب المخاوف المتزايدة من فائض المعروض وتوقعات اقتصادية غير مستقرة في الولايات المتحدة، في الوقت الذي سجلت فيه سندات فنزويلا السيادية تراجعا حادا.
ويرى المتخصصون أن أسعار الخام ما زالت في نطاق الاستقرار، على الرغم من هذه الضغوط القوية.
سيفين شيميل، مدير شركة "في.جي. إندستري" الألمانية، قال لـ "الاقتصادية" إن استقرار الأسعار يأتي متزامنا مع ترقب الأسواق بيانات اقتصادية أمريكية جديدة، مشيرا إلى أثر الرسوم الأمريكية التي تستهدف مشتري نفط فنزويلا والتأثير الأوسع نطاقا الناجم عن تصاعد التوترات الجيوسياسية.
ومن وجهة نظره، فإن الرسوم الأمريكية تؤدي إلى "تضخيم المخاوف بشأن الإمدادات العالمية، خاصة وأن العقوبات الجديدة تستهدف أيضا النفط الخام الإيراني".
توقعات صعودية
يرى خبراء أن تأثيرات خطط إنتاج تحالف "أوبك+" والولايات المتحدة ما زالت غير معروفة بشكل كامل، على الرغم من وضوح هذه الخطط، ما يبقي أسواق الطاقة متقلبة وغير مؤكدة، مع أخذ العقوبات المفروضة على إيران وفنزويلا في الحسبان.
وفي حين تخطط مجموعة "أوبك+" لزيادة الإنتاج تدريجيا من الشهر المقبل، فإن الاحتكاك التجاري المستمر والطلب غير المؤكد ما زالا يحدان من ثقة المستثمرين، وفقا لما قاله لـ "الاقتصادية" ماركوس كروج، كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز لـ "الاقتصادية".
من جهته، قال روبين نوبل، مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات لـ "الاقتصادية" إن أسواق النفط متوترة بسبب عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، عادّا أن هذه التطورات والعقوبات المفروضة على فنزويلا "تدعم التوقعات الصعودية للنفط على المدى القصير".