من جيل طفرة المواليد إلى بيتا .. ماذا تخبرنا الأجيال عن الأشخاص؟

من جيل طفرة المواليد إلى بيتا .. ماذا تخبرنا الأجيال عن الأشخاص؟

تشهد الساحة الديموغرافية بروز جيل جديد يُعرف بجيل "بيتا"، الذي من المتوقع أن يضم مواليد الفترة من 2025 إلى 2040.

يكتسب المصطلح زخما سريعا بين علماء الديموغرافيا والاجتماع ووسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية. لكن ما مدى أهمية هذه التصنيفات الجيلية، وماذا تُخبرنا عن الأشخاص الذين يُفترض أنها تُعرّفهم؟ يقول عالم الاجتماع والباحث في شؤون الشباب، كلاوس هورلمان: "أصبحت التصنيفات شائعة جدا ليس فقط في التسويق والإعلان، بل في العلوم أيضا".

يظهر جيل جديد على الساحة كل 15 عاما تقريبا: جيل طفرة المواليد - أي جيل ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى 1964 - يليه جيل إكس، أي جيل ما بين عامي 1965 و1979، بحسب ما ذكرته "الألمانية".

جيل واي، المعروف أيضا باسم جيل الألفية، وُلد بين عامي 1980 و1994. ويمتد هذا النطاق أحيانا حتى نهاية التسعينيات.

ينتمي المولودون بين 1995 و2010 إلى جيل زد، وهي فئة غالبا ما تُعتبر كسولة وغير راغبة في العمل.

ومع ذلك، قد تكون التصورات عن كسلهم نابعة من سوء فهم بين الأجيال أكثر من كونها واقعية، ودون النظر إلى قيمهم وأولوياتهم ورغبتهم في تحقيق التوازن بين العمل والحياة.

التصنيفات بالطبع عشوائية إلى حد ما. الأطفال المولودون بداية هذا العام لا يختلفون عن المولودين نهاية 2024. بعض الناس يؤمنون بهذا النوع من الأمور، بينما لا يؤمن به آخرون.

لكن الاختلافات بين الأجيال حقيقية وموجودة، ويمكن رؤيتها في الأمور اليومية، مثل تفضيل كبار السن لقرع جرس الباب أو إجراء مكالمة هاتفية بدلا من إرسال رسالة عن طريق واتساب لإخبار شخص ما بأنهم خارج منزلهم.

يؤكد هورلمان أن فكرة تقسيم الأجيال وفقا للفئات العمرية منطقية، موضحا أن الحروب، والاضطرابات، والتطورات التكنولوجية تترك بصماتها على شخصيات الأفراد، خاصة خلال مرحلة المراهقة التي تشكل أساس هويتهم مدى الحياة. ورغم أن لكل شخص طابعه الفريد، إلا أن هناك أيضا قواسم مشتركة تجمع بين أفراد الجيل الواحد. مثلا، الذين بدأوا مرحلة البلوغ في 2020 والأعوام التي تلتها تأثروا بشدة بجائحة فيروس كورونا. تشير الدراسات إلى أن هذا أدى إلى حالة من عدم اليقين.

ومن المهم ملاحظة أن التجارب تختلف من شخص لآخر.

يشير هورلمان إلى أن تأثير الجائحة لم يكن متساويا على الجميع، بل تأثر الأفراد بشكل مختلف بناء على ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. فالأطفال أو الشباب الذين نشأوا في أسر مستقرة ماليا، مروا بالجائحة في بيئة أكثر أمانا واستقرارا. وعلى العكس، الأسر التي كانت تعاني مشكلات اقتصادية، تعرضت لاضطرابات كبيرة أثرت في الأطفال.

من جانبه، يقول المؤلف والباحث في شؤون الأجيال روديجر ماس "إنه لا يمكن الحديث عن جيل جديد إلا عندما يحدث تغيير واضح في الظروف المحيطة. مثلا، يُعد الجيل زد أول جيل نشأ مع وسائل التواصل الاجتماعي والفضاء الإلكتروني كأمر طبيعي. ولا يمكن التقليل من تأثير ذلك في هذا الجيل".

يقول ماس: "يلمس أفراد الجيل زد هواتفهم الذكية نحو 4 آلاف إلى 5 آلاف مرة يوميا ويفتحونها مئات المرات (...) من الممكن القول إنه لم يسبق في تاريخ البشرية أن لُمس أي شيء واستخدم بهذا القدر".

ويتوقع أن جيل بيتا سيكون أكثر رقمنة، والأهم من ذلك كله، متأثرا بالذكاء الاصطناعي. "سيعمل معظمهم في وظائف لم تُوجد بعد. سيواجهون سوق عمل يقدمون لها الخبرة، دون أن يدربهم أحد، لأنهم الأوائل". إنه أيضا عالم ستزداد فيه صعوبة معرفة البيانات الموثوقة. ما الصحيح حقا، وما الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي وما هو غير ذلك؟ يعتقد ماس أن "الذكاء الاصطناعي لن يجعل واقع الحياة أسهل وأكثر ملاءمة لأطفال اليوم، بل أكثر تعقيدا وصعوبة".

بينما يرى هورلمان أنه من غير الممكن حتى الآن الجزم بكثير عن جيل بيتا، باستثناء أمر واحد: من المرجح أن يكون جيلا أصغر حجما، نظرا لانخفاض معدلات المواليد.

الأكثر قراءة