شركات الروبوتات الناشئة في أمريكا والصين تجتذب 75% من استثمارات رأس المال الجريء
شكلت الصين والولايات المتحدة 75% من إجمالي استثمارات رأس المال الجريء في مجال الروبوتات على مدى الأعوام الستة الماضية، ما أفسح المجال أمام البلدين للتقدم في صناعة ناشئة ومهمة، بحسب دراسة أجرتها شركة التحليلات "جلوبل داتا".
يُظهر حجم الاستثمار في شركات الروبوتات الناشئة في البلدين بين عامي 2018 و2024 أن القوتين العظميين "تبرزان كقوتين مهيمنتين (...) وتعززان ريادتهما في دفع عجلة الابتكار وجذب اهتمام المستثمرين، ورسم ملامح مستقبل الأتمتة والأنظمة الذكية"، وفقا لما ذكرته الشركة.
وكشفت عن أن إجمالي استثمارات رأس المال الجريء في مجال الروبوتات بلغ 100.9 مليار دولار أمريكي بين 2018 و2024؛ واستحوذت الولايات المتحدة على 49.9 مليار دولار من هذه الاستثمارات، بينما حصلت الصين على 24.4 مليار.
وعلى الرغم من تراجع الاستثمارات خلال جائحة كورونا، فقد أعلن عن نحو 6 آلاف صفقة رأسمال جريء في مجال الروبوتات على مستوى العالم خلال الفترة نفسها، أي من عام 2018 إلى عام 2024.
أكثر من ألفي صفقة من هذه الصفقات كانت مع شركات ناشئة في الولايات المتحدة؛ بينما تمت 1532 صفقة مع شركات صينية، بحسب صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست".
إستراتيجية صينية
ضخت الصين الموارد في مجال الروبوتات على مدى العقد الماضي، بهدف تحسين قطاع التصنيع الضخم. ويأتي من هذا البلد الجزء الأكبر من رأس المال الجريء من الصناديق المدعومة من الدولة.
وحددت بكين الروبوتات كواحدة من 10 تقنيات إستراتيجية ناشئة تهدف إلى تطويرها في إستراتيجيتها "صنع في الصين 2025"، حيث يُنظر إلى الأتمتة الصناعية على أنها مفتاح للتعويض عن التأثير طويل الأمد لانخفاض معدل المواليد في البلاد.
وتستخدم الروبوتات اليوم في التصنيع والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والبحث العلمي في جميع أنحاء الصين، وفقا لما قالته ليانغ يان، أستاذة الاقتصاد في جامعة "ويلاميت" في الولايات المتحدة.
وتعتبر الصين هذه التكنولوجيا رائدة وضرورية لاعتمادها التكنولوجي على نفسها، بحسب الأستاذة الجامعية، التي فسرت هذا بأنه "من الضروري تعزيز الإنتاجية ودعم القوى العاملة المتراجعة".
القطاع الخاص يضخ المال
في الولايات المتحدة، حصل مطورو الروبوتات على رأسمال جريء من القطاع الخاص لتعزيز نمو إنتاجية التصنيع، مع تعويض ارتفاع تكاليف العمالة في صناعات الطيران والسيارات والإلكترونيات، وفقا لما قاله راجيف بيسواس، الرئيس التنفيذي لشركة الأبحاث "آسيا-باسيفيك إيكونوميكس".
ولا تقتصر الهيمنة الأمريكية والصينية في مجال الروبوتات على الشركات الناشئة فحسب؛ فقد ذكرت مؤسسة "مورجان ستانلي" المصرفية في تقرير حديث أن أكثر من نصف الشركات المدرجة الرئيسية العاملة في مجال الروبوتات تتخذ الصين مقرا لها.
وعززت الشركات الكبرى على جانبي المحيط الهادئ استثماراتها في الروبوتات الشبيهة بالبشر في الأشهر الأخيرة، مع تزايد الحماس لإمكانات الذكاء الاصطناعي المدمج في هذه الروبوتات.
وتتوقع "جلوبال داتا" استمرار الريادة الأمريكية والصينية في مجال الروبوتات.
قال أوروجوتي بوس، كبير المحللين في الشركة، في بيان إنه "مع استمرار هذه الدول في الاستثمار بكثافة في الروبوتات، نتوقع رؤية تغييرات جذرية في مختلف القطاعات، إلى جانب زيادة اهتمام المستثمرين".