حرب التكنولوجيا الباردة .. هل تنافس أوروبا عمالقة الولايات المتحدة؟
بينما كانت الحكومات والشركات الأوروبية تعتمد بشكل شبه كامل على برامج مايكروسوفت وخدمات أمازون السحابية، تغيرت الأوضاع في ضوء النزاعات التجارية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، حسب "بارونز".
يسعى دونالد ترمب لإعلان حرب تجارية حول فرض الضرائب على عمالقة التكنولوجيا الأمريكية، ما أثار قلق الجانب الأوروبي من استخدام البنية التحتية الرقمية كسلاح. وقد طالب ترمب الإدارات الحكومية بالدفاع عن الشركات الأمريكية ضد ما أطلق عليه "الابتزاز الخارجي". يأتي هذا في إطار السعي الأوروبي لتحقيق استقلالية رقمية.
يشير تقرير إلى أن الولايات المتحدة تسهم بنسبة 71% من الإنفاق العالمي على البحث والتطوير في مجال "البرمجيات وتكنولوجيا الإنترنت"، و70% من "نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية". وتأتي الصين في المركز الثاني في كلتا الفئتين.
بينما تسعى أوروبا لجمع 300 مليار يورو لتحقيق استقلاليتها. ولا تُضاهي الأسواق المالية الأوروبية المُقسّمة بورصة ناسداك ورأس المال الاستثماري الأمريكي في رعاية المواهب الناشئة القادمة.
تعتقد مديرة الأبحاث في مركز دراسات السياسات الأوروبية، أندريا ريندا، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مبادرة كبيرة لتعميق الأسواق المالية لدعم الشركات الناشئة.
رغم التحديات، لا تزال أوروبا تمتلك نجومها في مجال التكنولوجيا. حققت شركة إس أيه بي الألمانية قفزة في إيرادات السحابة بنسبة ثلث العام الماضي، متجاوزةً بذلك شركة نوفو نورديسك الدنماركية كأكثر الشركات قيمة في أوروبا.
يشير التقرير إلى وجود مجموعة واسعة مما يُمكن تسميته بأسماء تكنولوجية من الدرجة الثانية، تُشكّل حلقة الوصل بين الابتكارات المتطورة والاستخدام العملي في التصنيع وتوفير الطاقة. عادت أسهم شركتي الاتصالات العملاقتين، "نوكيا" و"إريكسون"، إلى قائمة الأسهم الرائجة، حيث ارتفعت أسهم كل منهما بنحو 40% خلال الشهور الـ12 الماضية.
علاوة على ذلك، فإن شركاء تقنيين آخرين يشيرون إلى قوة الابتكار الأوروبي. تضم القائمة شركاء بارزين مثل شركة شنايدر إلكتريك الفرنسية، التي تتوقع زيادة في الطلب على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. ويشير خبراء مثل رولاند كالوين ومايكل فيلد إلى وجود شركات ناشئة تنتظر فرصة التحليق، مثل إنفينيون تكنولوجي ومزود الدفع الإلكتروني الأوروبي أدين.
رغم التوترات مع الولايات المتحدة، يسعى الاتحاد الأوروبي للرد السريع والمنسق كما فعل في أزمات سابقة مثل جائحة كوفيد وقطع الغاز الروسي.
قد يتأخر تحقيق السيادة الرقمية الأوروبية، لكن الشركات الأوروبية تظل تستحق المشاهدة نظراً لما لديها من إمكانات واعدة.