هل باتت أسواق آسيا في الطريق إلى سقوط حر بملامح أزمة 2008؟

هل باتت أسواق آسيا في الطريق إلى سقوط حر بملامح أزمة 2008؟
"رويترز"

شهدت الأسواق الآسيوية تراجعا حادا يشبه بملامحه أزمة عام 2008 المالية، بعد أن دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن الرسوم الجمركية التي فرضها على عدد كبير من الدول ووصفها بالدواء الضروري للاقتصاد الأمريكي.

تكبدت أسواق أسهم رئيسية، بما في ذلك هونج كونج والصين واليابان وتايوان، خسائر فادحة ومتفاقمة جراء الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها الصين على الواردات الأمريكية، بحسب مجلة "فورتشن".

الألم طال أسواق عدة، طارحا تساؤلات كثيرة؛ فهل هبوط الأسواق هو الأسوأ منذ جائحة كورونا؟ أم إنه الأسوأ منذ أزمة 2008 المالية الكبرى؟ وهل هو الأسوأ على الإطلاق مقارنة مع أداء الأسواق الأخرى؟

لا "تأجيل"

صرح ترمب يوم الأحد بأنه يريد "حل" العجز التجاري الأمريكي كجزء من أي صفقة مع الصين. كما تجاهل الرئيس الأمريكي مخاوف المستثمرين، التي دفعت مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى الانخفاض 10.5% منذ الثاني من أبريل الجاري.

ولمّح أعضاء في الدائرة المقربة من الرئيس الأمريكي إلى أن البيت الأبيض سيتمسك بالرسوم الجمركية؛ وأكد وزير التجارة هوارد لوتنيك في برنامج على شبكة "سي.بي.إس نيوز" إنه لا توجد نية لتأجيل فرض الرسوم الجمركية الجديدة.

كانت تصريحات مسؤولي إدارة ترمب غالبا متضاربة. وقال وزير الخزانة سكوت بيسينت في لقاء على قناة "إن.بي.سي" إن أكثر من 50 دولة تواصلت مع الولايات المتحدة لبدء مفاوضات تجارية، مشيرا إلى أن ترمب تمكن من تحقيق "أقصى قدر من النفوذ".

ومنذ الثاني من أبريل، عرضت عدة دول آسيوية، مثل فيتنام وتايوان وكمبوديا، تخفيض الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية أو إلغاها. ومع ذلك، قال بيتر نافارو، المستشار التجاري للرئيس، إن مجرد إلغاء الرسوم لن يكون كافيا لإرضاء الإدارة الأمريكية.

بكين ترد

يوم الاثنين هو أيضا أول يوم تداول منذ أن فرضت بكين تعريفات جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات الأمريكية، ردا على ضرائب "يوم التحرير" التي فرضها ترمب.

وتدخل الإجراءات الانتقامية الصينية حيز التنفيذ في العاشر أبريل، وهو اليوم التالي لبدء فرض تعريفات ترمب.

كما فرضت بكين ضوابط تصدير على مجموعة من المعادن النادرة، وأطلقت تحقيقات جديدة لمكافحة الاحتكار في الصناعات الأمريكية، وأضافت عدة شركات إلى قائمتها السوداء "للكيانات غير الموثوقة".

ومن المرجح أن تُلحق الرسوم الجمركية الأمريكية الضرر بالاقتصاد الصيني، خاصة القطاعات التي تعتمد على السوق الاستهلاكية الأمريكية. ويقدر بنك "إتش إس بي سي" أن الرسوم الجمركية الأمريكية قد تُخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني 1.5 نقطة مئوية.

مع ذلك، يُشير اقتصاديون إلى أن الصين مُستعدة لصراعها التجاري الثاني مع ترمب. وقالت زوي زونغ يوان ليو، الباحثة في دراسات الصين في مجلس العلاقات الخارجية، لـ "بلومبرغ" إن الصين "أمضت أعواما في الاستعداد لسيناريو حرب تجارية تصعيدية محتملة".

ومن المرجح أن تعمل بكين على تحفيز الاستهلاك المحلي والتوسع في أسواق جديدة خارج الولايات المتحدة. وتخطط الصين لجعل الاستهلاك "محركا رئيسيا ودعامة" للنمو الاقتصادي، وفقا لما أوردته صحيفة "الشعب" اليومية المملوكة للدولة.

وأعربت دول أخرى، مثل أستراليا وسنغافورة، عن خيبة أملها؛ لكنها أرجأت اتخاذ إجراءات انتقامية في الوقت الحالي.

وترى دول مثل الفلبين أن الرسوم الجمركية الأمريكية المنخفضة نسبيا فرصة لانتزاع حصة سوقية من المنافسين.

الأكثر قراءة