منتدى الاستثمار الرياضي يطلق "صافرة" الفرص من الرياض

منتدى الاستثمار الرياضي يطلق "صافرة" الفرص من الرياض
ينمو معدل سوق الرياضة سنويا 6.3 %. بشير صالح - "الاقتصادية"

يطلق الحكم صافرة انطلاق المباراة، ويلقي الكرة في الملعب بين لاعبين يرتدون قمصانا تحمل علامات تجارية متعددة؛ خلف هذا المشهد استثمارات ضخمة، تتجسد في تلك الصافرة والقمصان، بل وحتى الكرة التي تطوي صفحة الملعب ذهابا وإيابا تحت أقدام بأثمان باهضة دفعتها أندية تشكل كيانات اقتصادية عملاقة.

ولأن المال عصب الحياة تحولت الرياضة من هواية إلى صناعة في 1878 عبر رياضة شعبيتها الكبرى منحصرة في الولايات المتحدة "البيسبول" أو كرة القاعدة، وذلك قبل أن تدخل اللعبة الأكثر شعبية في كوكب الأرض كرة القدم بـ17 عاما.

وعلى مدى 3 أيام ناقش المجتمعون في منتدى الاستثمار الرياضي المنظم من وزارتي الاستثمار والرياضة، المشروعات الرياضية والبنية التحتية، والتقنيات والذكاء الاصطناعي في الرياضة، والفعاليات، الرياضة النسائية، كما يبحث المنتدى آفاق مستقبل الاستثمار الرياضي، وسبل تطوير القطاع، وتعزيز استثمارات القطاع الخاص، وجذب الاستثمارات الكبرى، وسط إعلان صفقات واتفاقيات وصفت بالنوعية.

أسماء ملاعب الأندية ولاعبيها تحولت إلى علامات تجارية، وهتاف جمهور كل ناد لا يملأ المدرجات فحسب، بل يصل كفرصة، وشراكات، ومؤشرات نمو تدوّن بهدوء في تقارير الغد، كل صافرة في السعودية بداية تفتح معها صفحة جديدة في سجل الاقتصاد الرياضي تُكتب بأحرف من طموح.

الرياضة تنتعش بروح الاقتصاد، وتتنفس من شرايين الاستثمار، وتُدار بهما، فحين تمتلئ المدرجات بمشجعين جاؤوا لرؤية لاعبين من طراز "كريستيانو رونالدو وكريم بنزيما" فإننا نشهد مشهدا شبيها بتدفق السياح نحو وجهات عالمية جذبهم سحرها، من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال. وهذا ما أكدته نائبة وزيرة السياحة الأميرة هيفاء آل سعود خلال جلسات المنتدى أن "السياحة الرياضية لا حدود لها"، مشيرة إلى أن عدد السياح الذين حضروا للفعاليات الرياضية في السعودية بلغ 14 مليون سائح حتى العام الماضي.

وبحسب تقرير للشركة المختصة في إصدار الدراسات والبيانات الاقتصادية "بزنس ريسيرتش كومباني"، فإن حجم سوق الرياضة شهد نموا ملحوظا في الأعوام الأخيرة، مبينة أنه ينمو من 477.8 مليار دولار في 2024 إلى 507.69 مليار دولار في 2025، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.3%.

ومن المتوقع أن يشهد حجم سوق الرياضة نموا قويا خلال الأعوام القليلة المقبلة، ليصل إلى 635.42 مليار دولار في 2029، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 5.8%.

وقال أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري خلال جلسات المنتدى: إن حجم الاستثمارات في الرياضة عالميا بلغ 884 مليار دولار، مشيرا إلى أن حجم سوق الاستثمار في استضافة الأحداث الرياضية 226 مليار دولار.

تبرز بين ردهات المنتدى روح الاستثمار على ملامح الحاضرين في مراقبتهم للعوائد الاستثمارية من الرياضة، وعلى اللاعبين في اختلاف القمصان التي أصبح كل منها يُهدى، ويباع، فالمؤشرات هنا عبارة عن "تسديدات في المرمى" وليس في الأسواق المالية.

وبحسب ما قال نائب وزير الرياضة، بدر القاضي فـ "الاستثمار الرياضي يعد عاملا مؤثرا في دعم الاقتصاد، وتوفير الوظائف، وفتح آفاق أوسع نحو العالمية، ومشاركة القطاع الخاص في الرياضة السعودية بلغت 15%، مع توقعات بزيادتها إلى 25%.

خلاصة القول، إن الصافرة استثمار واللاعبين والأندية "علامات تجارية"، والمنافسات الفردية والجماعية "فرص تجارية".. هكذا تجسد المشهد في منتدى الاستثمار الرياضي الذي احتضنته العاصمة السعودية الرياض، وجمعت فيه أقطاب صناعة الرياضة والمستثمرين فيها لاستشراف آفاق المستقبل، ومناقشة تداخل عالمي الأرقام والحركة البدنية.
الملعب جاهز .. والحكم مستعد لإطلاق الصافرة للمستثمرين.

الأكثر قراءة